مقاطعة الانتخابات واجب وطني


تعد الانتخابات مظهر من مظاهر الديموقراطيه وهي كذلك من صور التعبير عن الرأي من قبل الشعب .. والمشاركة في الانتخابات ترشيحا واقتراعا حق دستوري وقانوني حيث ينص الدستور في بعض مواده على احقية المواطن في المشاركة بالانتخابات ترشحا واقتراعا وفق احكام قانون يوضع لهذه الغايه .. والانتخاب هو سلوك اجتماعي يفترض ان يمارس المواطن من خلاله حقه في اختيار من يراه مناسبا لتمثيله في مجلس ديموقراطي يتولى ممارسة مهامه في السلطه نيابة عن الشعب .. ومن المفترض عن يتم اختيار المرشح او القاءمه الحزبيه في الدول التي يكون للاحزاب دور فيها .. على اساس برنامج عملي يتقدم به المرشح او الحزب يمثل تصورا لحل القضايا العالقه فيكافة مناحي الحياه مع التركيز على المحور الاقتصادي والمحور الاجتماعي باعتبارهما الاساس في تطوير المجتمع والدوله ورفع وتيرة تقدمها واستقرارها
اما بالنسبة للحالة الاردنيه فنرى ان الاحزاب تغيب عن الساحة الانتخابيه لسببين هما ان الدوله الاردنيه ممثلة بالحكومه تسعى داءما الى تغييب او تحجيم مشاركة الاحزاب او تقليل فرصها بالفوز بقدر كافي من المقاعد يعطيها بعض القوة والسبب الثاني ان معظم الاحزاب الردنيه لم تستطع حتى الان اقناع الشارع الاردني بقدرتها على طرح برامج حقيقيه وواقعية لمعالجة المشكلات الاجتماعية والاقتصاديه مثل مشكلة المدبونيه ومشكلة الفساد ومشكلتي الفقر والبطاله حتى ان بعض الاحزاب ما زالت متمسكه ببرامج حزبيه مرت عليها عقود من الزمن ولم يتم تعديلها وفقا لتطور الحياه الاجتماعيه والاقتصاديه في البلد وبالتالي يتجه الناخبون لاختيار مرشحيهم على اساس القربى او العشاءريه او المتاطقيه او على اساس المكاسب والمصالح التي يمكن ان يجنيها من خلال الشخص مرشحا او ناءبا
يرى الكثيرون ان المشاركة بالانتخابات واجب وطني لا بجوز التخلي عنه وذلك للمساهمة في افراز مجلس نواب قوي قادر على صنع الفارق في مواجهة الحكومه وان عدم المشاركة بالانتخابات يعني التخلي عن المسؤوليه او هروبا منها وافساح المجال للمتربصبن بالوطن لتحقيق اهدافهم الخاصة
وانا برأيي المتواضع ارى ان مقاطعة الانتخابات قد ترقى الى مستوى الواجب الوطني ايضا عندما يشعر المواطن ان هذه الانتخابات ما هي الى حدث شكلي واعلامي لنظهر للعالم اننا نمارس الديموقراطيه .. اكثر منه حدث او عرس وطني . وما يثبت ان الانتخابات عندنا ما هي الا مهرجان شكلي هو التدخل الحكومي المباشر وغير المباشر في العملية الانتخابيه بدءا من تقديم قانون الانتخاب لمجلس الامه وانتهاءا باعلان نتاءج الانتخابات ... وقد ورد على لسان احد رؤساء الوزارات السابقين ان الحكومة تيعى داءما لابجاد عدد مريح من النواب يتبنون مواقف الحكومة تحت القبه ويساهمون بتمرير التشريعات والقرارا بالشكل الذي تريده الحكومه .. ناهيك عن التصربحات التي تصدر عند كل انتخابات والتي تقر ضمنا ان الانتخابان السابقه مزوره ومن هذه التصربحات مثلا قول : ان هذه الانتخابات ستكون نزيهه .. او قول : انتهى عهد التزوير
ثم تجرى الانتخابات ويتم تزويرها . و طرق التزوير التقليد من وضع اوراق بالصناديق او التلاعب بالارقام او تغيير الصناديق برمتها او التلاعب بالمجاميع النهاءيه لم تعد وارده فقد ارتقت اساليب التزوير الى التدخل في عمليات الترشيح كأن تضغط الحكومه من خلال احهزتها الامنيه لسحب مرشحين لصالح مرشح محسوب عليهم او دفه بعض الاشخاص للترشح في منطقة معينه للتاثير على مرشح قوي خارج داءرة الدولة .. وكذاك التمويه والتلاعب بطرق احتساب النتاءج كما حدث في القواءم الوطنيه في الانتخابات السابقه وكما حصل في احتساب الكوتا النساءيه في محافظة اربد في الانتخابات التي سبقتها
كذلك يمكن للمواطن ان يرى ان مقاطعة الانتخابان واجب وطني عند قراءة الاداء البرلماني لمجالس النواب السابقه من 2003 الى المجلس الحالي فيجد ان معظم التشريعات التي انجزتها هذه المجالس كانت في صالح الحكومة او في صالح حلفاءها من المتنفذين بدءا بقوانين التامين مرورا بقانون المالكين والمستاجرين انتهاءا بقانون مزدوجي الجنسية وقانون الاستثمار ناهيك عن تغاضي هذه المجالس عن تصرفات الحكومات المتمثله بفرض الرسوم والضراءب وزبادة المفروض منها وحالات الفساد المالي والاداري التي تمارسها الحكومات من خلال التعيينات العشواءيه وبرواتب خياليه وعلى اسس مصالحيه ومناطقيه وشلليه
بالمحصله فان اي انتخابات على هذه الشاكله وبهذه الطريقه لن تنتج مجلسا نيابيا مختلفا عما سبقه من المجالس وبالتالي فان مقاطعة الانتخابات في مثل هذه الحالات تعتبر واجبا وطنيا بامتياز



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات