نيويورك تايمز: فنزويلا .. خارج الخدمة


جراسا -

المحاكم، أغلقت معظم أيام الأسبوع، مكتب يبدأ نشاطه التجاري، نفس الشيء، مكتب المحامي العام، هذا تم تحويله ليصبح بنك الطعام لموظفي الحكومة.

خطوة خطوة، فنزويلا تغلق بشكل عام.

هكذا وصفت صحيفة "نيويورك تايمز " اﻷمريكية اﻷوضاع في فنزويلا التي أصبحت كل مصالحها ومؤسساتها مغلقة، وتوقفت الحياة اليومية في البلاد، وتعاني نقصا في كافة الخدمات وخاصة السلع الأساسية، بسب اﻷزمة الاقتصادية التي تعيشها بعد انخفاض اسعار النفط وغيرها.

وقالت الصحيفة، اعتادت البلاد منذ فترة طويلة على النقص الحاد في أشياء كثيرة، حتى المواد الغذائية الأساسية، ولكنها بدلا من محاولة النهوض، فنزويلا تحافظ على الانجراف نحو المنطقة المجهولة.

وفي الأسابيع الأخيرة، اتخذت الحكومة ما قد يكون واحدا من أكثر التدابير اليائسة لتوفير الكهرباء، حيث أغلقت العديد من مكاتبها ما عدا يومين ونصف فقط كل أسبوع.

ولكن هذا ليس سوى بداية متاعب البلاد، حيث تقنن الكهرباء والمياه، وأمضت مساحات شاسعة من البلاد أشهرا بحصص قليلة منهما.

كثير من الناس لا يمكنها إجراء مكالمات دولية من هواتفهم بسبب الخلاف بين الحكومة وشركات الهاتف على اللوائح واﻷسعار.

الشركة المكسيكية "كوكا كولا فيمسا" العاملة في فنزويلا، قالت إنها ستوقف إنتاجها من المشروبات الغازية بسبب نفاذ السكر.

الأسبوع الماضي، شهدت البلاد احتجاجات عنيفة للمطالبة بإعادة مد محلات السوبر ماركت الفارغة، بالمواد اﻷساسية.

ونقلت الصحيفة عن "ديفيد سميلدا" محلل في كراكاس:" هناك الكثير من المشاكل، ولكن شيء واحد رايته حتى الآن، احتجاجات للحصول على الطعام".

وأضافت الصحيفة، الأزمة الاقتصادية المتنامية - يغذيها انخفاض أسعار النفط، والجفاف الذي شل قدرة فنزويلا على توليد الطاقة الكهرومائية، والتراجع في الإنتاج الزراعي - وتحولت إلى واحدة من اﻷزمات السياسية التي تواجه الرئيس نيكولاس مادورو الذي أعلن الشهر الجاري حالة الطوارئ، للمرة الثانية هذا العام.

لكن الرئيس يبدو محاصر على نحو متزايد.

ويقول مسؤولون أميركيون:" الأزمات تقود الرئيس مادورو للسقوط بجانب أعضاء من الحزب الاشتراكي".

الحلفاء القدامى مثل البرازيل، تمت إقالة الرئيسة اليسارية ديلما روسيف، الشهر الجاري، وتنظر المحاكمة، والآن تنتقد فنزويلا علنا، ووصف خوسيه موخيكا، الرئيس السابق ﻷوروغواي الأسبوع الماضي مادورو بأنه "مجنون مثل الماعز".

التوترات الإقليمية بلغت ذروتها الأسبوع الماضي عندما أدان الرئيس مادورو على شاشة التلفزيون "منظمة الدول الأمريكية"، حيث انتقد تعاملها مع فنزويلا خلال وقت الأزمات، واصفا أمينها العام "لويس الماغرو" بأنه "خائن منذ فترة طويلة".

وبينما يستمر السجال، ماريانجول جونزاليس أم لطفلين وتبلغ من العمر 32 عاما تقول أكثر ما يقلقها تراجع الحكومة عن تسيير أمور الحياة اليومية.

وأضافت خلال وقوفها في طابور أمام ماكينة الصرافة: الحكومة أغلقت المدارس العامة الآن في أيام الجمعة، في محاولة أخرى لتوفير الكهرباء".

السيدة أرنيتا التقطت طرف الحديث قائلة:" الماء أصبح حاليا لونه بني، ملوث ويصيب عائلتها بالمرض"، ويقول كثير من الفنزويليين أنهم أصيبوا بتهيج في الجلد جراء الاستحمام أو من عدم قدرتهم على الاستحمام، وغسل ملابسهم".

وأضافت: "إحدى أخوتي ظهر في جسدها فقاعات صغيرة، مثل اللدغات".

الحكومة الفنزويلية تقول إن المشاكل نتيجة لـ"الحرب الاقتصادية" التي تشنها النخب، بجانب جهود الحكومة الأمريكية لزعزعة الاستقرار في البلاد.

ولكن معظم الاقتصاديين يتفقون على أن فنزويلا تعاني منذ سنوات من سوء الإدارة الاقتصادية، بما في ذلك الاعتماد الزائد على النفط، والسيطرة على اﻷسعار، مما دفع العديد من الشركات لوقف انتاجها.

بعض الفنزويليون يصبون جام غضبهم في المظاهرات على الحكومة، خصوم الرئيس مادورو، الذين يسيطرون حاليا على الجمعية الوطنية، نظموا احتجاجات أسبوعية لدعم الاستفتاء على بقاء مادورو من عدمه.

الأربعاء الماضي، اشتبك المتظاهرون مع رجال الشرطة الذين أطلقوا الغاز المسيل للدموع على المظاهرات الذين بدورهم بقذف الشرطة بالزجاجات، والصخور.

ونقلت الصحيفة عن بابلو بارادا طالب في كلية الحقوق قوله ومشارك في المظاهرات:" الوضع الاقتصادي في انهيار.. هناك أناس يعانون من الجوع".

وأضاف، إنه يسعى لدفع المسؤولين الفنزويليين للسماح للاستفتاء الذي سيعقد هذا العام وهو والطريق الوحيد الذي يمكن أن ينقذ البلاد.

شوارع كراكاس حاليا خالية من المارة، ببساطة لعدم وجود مال، أو عمل، حاجة للخروج، فقط في فنزويلا قوات اﻷمن هي من تعمل، بحسب الصحيفة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات