"الكونفدرالية الأردنية الفلسطينية" .. برلمان مشترك وسلطة عليا بثلاث مهمات


جراسا -

خاص - مراسلنا في رام الله - نهاد الطويل - عاد الحديث عن "كونفدرالية" بين الفلسطينيين و الأردن إلى الواجهة مجددا،بعد سلسلة من الاجتماعات غير الرسمية في عمان والضفة الغربية شهدتها الاسابيع القليلة الماضية.

وقال تقرير نشره معهد "جيتستون" للسياسات الدولية انه وبالرغم من الحديث الذي ضجت به وسائل الاعلام مؤخرا فإن المواطن الاردني لا يزال متخوفا من هذه الخطوة وليس حريصا حاليا على هذه الفكرة.

في المقابل أبدى العديد من الفلسطينيين أيضا تحفظا واضحا على فكرة الكونفدرالية في هذا التوقيت، بداعي انها قد تضر بالجهود الرامية إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة.

وقبل أيام شهدت الضفة الغربية المحتلة زيارة رفيعة المستوى وصفها الكثيرون بغير العادية من قبل رئيس الوزراء الأردني السابق عبد السلام المجالي التقى خلالها بممثلي العشائر الفلسطينية الكبيرة في نابلس، التي ترفع في محلاتها التجارية صورا للملك الأردني عبدالله الثاني،ويسمع في أسواقها الأغاني الأردنية الوطنية وهو ما قد يؤشر لدلالات كثيرة،وفقا للمراقبين.

في السياق، اعرب المجالي عن دعمه لفكرة الكونفدرالية ، قائلا انها "افضل حل للفلسطينيين والأردنيين".

تفاعل ملحوظ أحدثته تصريحات رئيس الوزراء الاسبق  المجالي التي نقلها على مسمع قرابة الـ 100 شخصية في نابلس بأنه يؤمن بالكونفدرالية الاردنية الفلسطينية،مبينا في هذه الاثناء ان الكونفدرالية المنشودة قد تأتي ببرلمان مشترك وحكومة مشتركة مناصفة وان السلطة العليا تكون لها ثلاث مهمات امن واقتصاد وخارجية وباقي المهمات تكون من صلاحيات الحكومة المشتركة.وفقا لتقرير"جيتستون".

وفي لحظة "نادرة" يعترف المجالي "الفلسطينيون غير مؤهلين لتحمل المسؤوليات ، وخاصة في المجال المالي ، في أعقاب فشل الدول العربية لتقديم الدعم لهم".

ويتابع التقرير في اقتباسه لتصريحات المجالي: "لا يمكنك الاعتماد على الأشقاء العرب لمساعدتك في بناء دولة"، واستدرك  قائلا:"الأردن هي الدولة العربية الوحيدة التي تهتم لأمرك".موجها خطابه للحضور.

ويؤكد التقرير في هذا السياق،ان بعض الاردنيين اعتبروا تصريحات المجالي بأنها تعبر عن قناعاته الشخصية ولا تعبر بالضرورة عن توجهات الملك عبدالله الثاني، مع الاشارة في الوقت ذاته إلى أن آخر مرة التقى المجالي بالملك كانت منذ أربعة أشهر ، عندما زاره الملك في المستشفى حيث كان يعالج المجالي.

ومع ذلك،يرى مراقبون أن المجالي الشخصية السياسية والاردنية الرفيعة و"الرقم الصعب" لم يكن ليفتح هذا الملف الشائك دون أن يتلقى الضوء الاخضر من القصر الملكي في عمان وفقا لتقرير"جيتستون".

وعلى النقيض،استذكر التقرير الدراسة التي نشرت في 2014 والتي خلصت إلى أن موضوع الكونفدرالية بين الاردن وفلسطين في هذه المرحلة، "مرفوض شعبياً" من قبل الشعبين، نظرا لما يكتنف الموضوع من "ضبابية".

 وقبل أيام نشرت جامعة النجاح الوطنية الفلسطينية نتائج استطلاعها الثاني والخمسين، والذي تناولت فيه آراء الشارع الفلسطيني في المستجدات السياسية الراهنة على الساحة الفلسطينية، ومن أبرز ما جاء فيه تأييد نسبة كبيرة من العينة المستطلعة إجراء اتحاد كونفدرالي مع الأردن كحل لاحتلال إسرائيل للضفة الغربية، حيث أيد المقترح 42.3% من أفراد العينة إنشاء الاتحاد الكونفدرالي على أساس دولتين مستقلتين مع صلات مؤسسية قوية بينهما.  وعارض 39.3% فكرة الكونفدرالية مع الأردن، فيما لم يبد الباقون رأيهم في الموضوع.

واخيرا،اشار التقرير المطول الى الزيارات التي قام بها العديد من زعماء العشائر في الخليل - المدينة الفلسطينية الأضخم- الى الأردن حيث قرأ المراقبون هذه الزيارات بمثابة جزء من محاولة لحشد الدعم الشعبي لفكرة الكونفدرالية وأثارت موجة جديدة من التكهنات بين الفلسطينيين أن شيئا ما " يطبخ " لتمكين خطة الاتحاد المثير للجدل في الشارعين الأردني والفلسطيني.

 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات