جراسا -

قالت صحيفة التلغراف البريطانية إنه، على الرغم من عدم تحديد الأسباب التي تقف وراء تحطم الطائرة المصرية قبالة سواحل الإسكندرية، التي كانت قادمة من باريس، إلا أن الخطاب الصادر من القاهرة، وتحديداً الرسمي منه، "يتمنى أن يكون السبب هو عمل إرهابي".

وبحسب التلغراف فإن "النظام العسكري الحاكم في مصر يريد أن ينقل رسالة بأن ما جرى مع الطائرة الروسية التي سقطت في سيناء المصرية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بفعل انفجار قنبلة كانت على متنها، أمر لا يتعلق بأمن المطارات المصرية وحسب كما قيل، وإنما الأمر بات تهديداً دولياً، خاصة أن ما قد يكون جرى للطائرة المصرية - في حال ثبت أن سقوطها من جراء عمل إرهابي - حصل في المطار الأكبر والأهم في فرنسا، شارل ديغول، الذي يشهد إجراءات أمنية مشددة من قبل فرنسا، التي تعرضت قبل أشهر إلى عمليات إرهابية".

وتشير الصحيفة إلى "أنه على عكس ما جرى مع الطائرة الروسية، فإن السلطات الرسمية المصرية سارعت عقب سقوط طائرة مصر للطيران إلى الحديث عن جميع الفرضيات، وعلى رأسها فرضية العمل الإرهابي، مبينة أن هذا عكس موقف السلطات المصرية عقب سقوط الطائرة الروسية، حيث بقيت السلطات الرسمية في حالة إنكار بأن تكون الطائرة الروسية قد أسقطت بفعل قنبلة زرعت على متنها".

وتلفت التلغراف النظر إلى أن "مصر اضطرت عقب سقوط الطائرة الروسية إلى إدخال تحسينات كبيرة على أمن المطارات".

ومن المحتمل - تقول الصحيفة - "أن تكون فعلاً الطائرة المصرية قد أسقطت بفعل قنبلة تم تهريبها عبر مطار شارل ديغول، الأمر الذي يؤكد مجدداً أن هناك حاجة إلى إعادة النظر بأمن المطارات، خاصة في فرنسا، التي تعرف بأنها واحدة من أكثر بلدان أوروبا التي تضم أعداداً من المتطرفين".

وتؤكد التلغراف أنه "من غير العادل أن يسعى النظام المصري إلى الإيحاء بأن ما جرى للطائرة المصرية كان بفعل قنبلة، أو بفعل عمل إرهابي فقط لأنها تريد أن توصل رسالة للعالم بأن ما جرى للطائرة الروسية ليس استثناء، وهو أمر طبيعي".

وكانت الطائرة المصرية التي سقطت، فجر الخميس، في رحلة من مطار شارل ديغول في باريس إلى العاصمة المصرية القاهرة، حيث فقد الاتصال بها مباشرة عقب دخولها المياه الإقليمية المصرية، وعثر أمس الجمعة، على حطام الطائرة قبالة سواحل الإسكندرية، دون أن يتم إلى الآن الإعلان عن العثور على الصندوق الأسود، في حين تشير آخر التقارير إلى أنه تم رصد دخان صادر من الطائرة قبيل سقوطها في البحر الأبيض المتوسط.