البحث جارِ عن "الحج مطاوع"


بسم الله الرحمن الرحيم

في مثل هذا الوقت عند حضور أجل مجلس النواب ورحيل الحكومة يتبادل الشعب الأردني التهاني على طريقتهم الخاصة وبالذات في هذه المرة إذ رافق رحيل السلطتين حسن الختام ومسك الختام "فضيحة التعيينات المشتركة" حيث يُبعث المرء يوم القيامة على ما مات عليه مع حصولها مثل كل الحكومات السابقة على وسام لعنة الشعب الأردني من الدرجة الأولى.

يرافق هذا الرحيل حديث عن رئيس الحكومة القادم باليًمن والبركات إلى عرينه الأشم في الدوار الرابع "الذي بركنا حوله" هذا الدوار الذي جلب لنا الصداع والدوارثم الفقر والبطالة والإنتحار تسبب لنا في العام الماضي 2015 بحسب آخر إحصائية رسمية بثلاثة مصائب كبرى إضافية وهي إرتفاع نسبة البطالة وارتفاع نسبة جرائم القتل وارتفاع نسبة جرائم الاغتصاب كلها إلى الضعف وهذه طبعا من بركات الحكومة السابقة الراجفة تتبعها الرادفة على يد الحكومات القادمة وهلمّ جرّا إلى الهاوية .. يوم يمور الشعب مورا، و ...... ..... را.
مع قناعة الشعب الأردني الراسخة بأن التغييرات والتشكيلات الرسمية ما عادت تنفعه ولا تسمن ولا تغني من جوع، لا بل أنها زادت حالته سوءاً على سوء ولذلك ما عاد يعلق أملاً على هذه التغييرات لا إسما ولا شكلا ولا توقيتاً ولا ترشحا ولا انتخابا، وأن أية حكومة هي فاقدة للولاية خصوصا مع حالة السرف في التعديلات الدستورية التي جرّدت الشعب والحكومة من صلاحياتهم والتي شككت الأردنيين وخاصة طلبة العلوم السياسية بالتعريف الحقيقي لمصطلح حكومة إذ لا معنى ولا مبنى لإنها لا تمارس السلطة وإنما فقط تنفذ توجيهات في حين أن الحكومة الحقيقية هي مؤسسة سياسية لها برنامج خاص بها ومن بنات أفكارها تحمله من أول يوم وتعمل على تطبيقه ولا تقبل أية محاولة للتأثير على هذا البرنامج أو العبث به.

يؤمن كثير من الأردنيين أنه يمكنهم الإستغناء عن هذا الديكور الذي يسمى حكومة تجاوزا واعتباطاً لأن الحكومة الخفية هي التي تتحكم بإدارة مقاليد الأمور كاملةً كما أن إسم الرئيس ينطبق عليه نفس القول إلا أن الأمر يتطلب البحث عن "الحج مطاوع" هذا الطرطور لأسباب أخرى لها علاقة بالطاعة العمياء والقدرة تجميل الصور القبيحة بمكياج معسول القول.

"الحج مطاوع" هو الطرطور رئيس الحكومة القادم الذي يعرف سلفا وهو موافق على معرفته هذه بأنه ليس رئيسا حقيقيا وإنما هو قطعة في هيكل الديكور الحكومي مهمتها محصورة فقط برش السكر على الموت الزؤام الذي تصنعه الحكومة الخفية كل يوم للشعب الأردني الطيب الوديع، وأن عليه أن يحفظ جملة محددة يرددها على الدوام في بداية كل تصريح إذ ليس مطلوبا منه أن يفكر أو يقرر وإنما عليه فقط أن يعمل بالتوجيهات ويؤمن بأن تعطيل العقل والعمل فقط بالتوجيهات فيه الفوز والنجاة.

قطعا رئيس حكومة من نوع "الحج مطاوع" لن يكون ليث شبيلات أو عبداللطيف عربيات أو عدنان الجلجولي أو زكي بني رشيد أو من قبيلة بني حميدة المظلومة والمحرومة من حقها هذا طوال المئة عام الماضية وكثيرٌ غيرهم من أبناء الأردن الأحرار لأن أيّاَ من هذه القامات الأردنية الوطنية الصادقة المخلصة الشجاعة الجريئة الكفؤة لن يقبل أن يكون طرطورا.

وفي مجال البحث عن "الطرطور" فإن ما حصل مع الحج مطاوع الحالي سيحدث أيضا مع الحج مطاوع القادم إذ سيحضر إليه "البهلوان" صاحب التوقيع على بيع الفوسفات ويقول له " معك ساعتين تفكّر فإذا وافقت على شروطنا فهذه قصاصة الورق مكتوب عليها رقم الهاتف على شان تحكي معنا .. تذكّر بأن معك ساعتين فقط .. سلام".

وبالمناسبة تفيد آخر التسريبات الصحفية بأن "الكباريتي" لم يقبل على نفسه أن يكون "الحج مطاوع" في هذه المرحلة.

مع إطلالة حكومة "الحج مطاوع" القادمة سيتم البدء بعملية التحضير للإنتخابات كالعادة لأن أعضاء مجلس النواب القادم الثامن عشر قد تم تعيينهم وأُبلغوا سلفاُ وطُلب منهم تحريك الشارع للمشاركة في الإنتخابات الصورية وحث الناس ودعوتهم للمشاركة ولا بأس من صرف مبالغ لشراء الأصوات لتشجيع الناس ودفعهم للتصويت حيث لم يسبق لنا كحكومة أن اتخذنا عقوبات بحق من قاموا ببيع أو شراء الأصوات على مدار كل الأنتخابات السابقة.

في كل مرة لا تزيد نسبة المشاركة في الإنتخابات عن 15% في المدن لكنها قد تصل إلى 40% في البوادي والأرياف أي بمعدل 25% نسبة عامة، لكن حكومة "الحج مطاوع" ستعلن أن الإنتخابات كانت نزيهة وشفافة بشكل لم يسبق له مثيل كما سبق وأن قال ذلك دولة معروف البخيت وأن نسبة المشاركة قد زادت عن 55% وهذه مهمة "الحج مطاوع" طبعا المقصورة على رش السكر على الموت الزؤام وتجميل الصورة القبيحة بمكياج الإعلام.

ومن أجل الإستمرار بمسلسل خداع الشعب الأردني سيتحدث أعضاء منجلس النواب الثامن عشر الجدد في الجلسات الأولى عن تشكيل كتل نيابية ثم عن حكومة برلمانية فيقف في وجههم "الحج مطاوع" ليقول أن هذا الأمر يحتاج إلى تعديل دستوري لأن الدستور قد نص على أن الملك هو من يعين رئيس الحكومة ويعلم النواب المحترمون أن الشعب قد تذمّر من كثرة العبث في الدستور بزمن الحكومة السابقة فبلاش نفتح على حالنا باب الله يخليكوا.

تدريجيا يصرف النواب النظر عن الحكومة البرلمانية ويحتمل أن يستمر "الحج مطاوع" بحكومته وتحصل على الثقة البرلمانية برقم 111 تقريبا كما يحتمل أن تقدم حكومته استقالتها كونها حكومة انتقالية في حال نجح البحث عن حج مطاوع جديد .. وهكذا دواليك ونحن في هذه الدوامة من سيء إلى أسوأ.
ضيف الله قبيلات



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات