هناك رغبة داخلية دائما تدعوني الى متابعة ما يبثه التلفزيون الأردني الرسمي ، واحرص على متابعته في أوقات خارج أوقات الذروة المتفق عليها إعلاميا ، وذلك بهدف التعرف على مدى قدرة إدارة هذه الوسيلة الإعلامية الوطنية على التعامل مع محتوى البث لهذه الوسيلة الإعلامية بما يتوافق مع الرؤية الملكية للإعلام الرسمي وفي نفس الوقت قدرتها على مجارات ومنافست خمس قنوات فضائية أحرص على متابعتها بشكل مستمر .

ولكن ورغم محاولاتي التحيز لصالح هذه الوسيلة الإعلامية الرسمية والرائدة عربيا أمام الأراء التي تطرح نقدا لها ؛ أجد نفسي مجبرا على الصمت أمام ما يطرح من نقد لها من قبل الزملاء الإعلاميين ، والحديث هنا عن إعادة أحد البرامج الحوارية عصر يوم الجمعة ، وهو برنامج يتم بثه مساء يوم الخميس ولا أعلم ولست براغب بمعرفة عنوان البرنامج لأن ما حوته الشاشة من شخصيات جعلني أتوقف عن البحث ، وكانت الشاشة تحوي وزير ومقدمة برنامج وحوار دائربينهما عن واقع السياحة في البلد وعن الحملات الدعائية التي تقوم بها وزارة السياحة لتسويق الأردن سياحيا .

وكان مقدمة البرنامج " باربي " ولكن بالنسخة الأردنية الغريبة والخارجة عن المألوف في مظهر من يقدم مثل تلك البرامج من مذيعات على المحطات الفضائية العربية منها والغربية ، لدرجة أن محاولة فهم الهدف من وراء ظهور هذه المذيعة وبهذا المظهر طغى على متابعتي للحوار ومحاولتي للدفاع عن هذه الوسيلة الإعلامية الوطنية ، وكان أكثر الجمل تكرارا من قبل المحاورين لي أثناء إصراري على متابعة البرنامج رغم رفضهم ؛ هل تشاهد ما ترتدي مذيعات القنوات الأخرى عندما يقدمن برامج حوارية " اللبس الجميل والمتناسق مع طبيعة الحوار والذي يظهر مقدمة البرنامج محاورة جادة ومهنية وليس نسخة مشوهة عن باربي " .

وسؤالنا هنا لإدارة التلفزيون الأردني الجديدة والتقليدية في نفس الوقت ؛ ما هي الضوابط التي يتم وضعها لما تردتيه مقدمات البرامج ومظهرهن العام ؟ ، وكيف يتم التحكم بعدم المبالغة في المظهر من خلال الملابس والميكاج وبقية لوازم إبراز المذيعة ؟ ، وهل يتم مراقبة الشاشة الأخيرة للبث من قبل تلك الإدارة وتقديم الملاحظات ؟ ، أم أن العملية تختصر بجملة واحدة ؛ ما بعد الهواء هواء