قرأت قصة قصيرة أعجبتني ، قصة فيها دروس وعبر لنا نحن بنو البشر ، قصة نادرة نوع ما ، قصة من الخيال بين حمار وابنه اكرمكم الله ، القصة تتحدث عن واقعنا الاليم والمحزن ، وما آلت إليه حال المجتمعات العربية من سفك للدماء والقتل والتدمير الممنهج ، والتفعيط والتشحيط بالسيارات ، وايذاء الاخرين .

في إحدى الأيام قام احد الحمير بالإضراب عن الطعام والشراب والنهيق ، حتى ساءت حالته ، وأوشك على الهلاك من شدة الجوع والعطش ، تدخل والد الحمار ، وسال ابنه : لماذا الإضراب عن الطعام والشراب يا ولدي ؟ هل أهانك أحدا ؟ هل ضربك أو اعتدى عليك أحدا ؟ قال االابن:لا يا والدي، قال الأب لابنه: إذن لماذا مضرب عن الطعام والشراب والنهيق يا ولدي ؟ قال الابن : يا أبي إنهم البشر انه بني آدم ، بسبب هؤلاء أضربت عن الطعام والشراب .

جواب الابن المضرب عن الطعام والشراب لوالده كان مقنع جدا وله مبرراته ، ساله الأب مرة اخرى ، ماذا فعل بك بنو البشر ؟ قال الابن انهم البشر ، كل ما اخطأ منهم أحدا نعتوه بالحمار ، كلما اعتدى إنسان على إنسان آخر قال له يا حمار ، أهانونا بهدلونا.

قال الحمار لابنه : يا ولدي ليقولون ما يقولون، يا ولدي عمرك في حياتك رأيت حمار يتعاطى المخدرات أو يروجها أو يتاجر فيها ؟ يا ولدي هل رأيت في حياتك حمارا يعتدي على الآخرين ؟ هل رايت حمارا يشرب الخمور في الشوارع مثلما يفعل بني ادم ؟ يا ولدي هل رايت حمار ينهب ويسلب كما يفعل اللصوص والحرامية من بنو البشر ؟ وأخيرا هل رأيت حمارا يقتل حمارا أخر ؟ هل رأيت حمارا يقتل أخاه من اجل شبر ارض ؟ قال الحمار الابن لا يا والدي .

بعد ما سمع الحمار كلام والده انشرح صدره ، وبعد ما عرف حقيقة بني آدم وتصرفاته ، أعلن إنهاء الإضراب عن الأكل والشراب والشهيق والنهيق ، واخذ يسترد عافيته بعد الإضراب الذي كاد إن يقضي عليه من الجوع والعطش .