مثلما تقعد خطية الشريعة الاسلامية لمستبعديها على الطريق وكما قعدت خطيّة الشهيد صدام حسين على الطريق لكل من شارك بانتأمر عليه ، يبدو ان خطيّة رفيق الحريري قعدت لقاتليه فاخذتهم واحدا بعد الأخر و ربما بأيدي بعضهم البعض .

وان كان لكل مسلم خطيّة لروحه البريئة لكن ما حجم خطيّة الحريري مع حجم خطية الشعب السوري الذي مشى على خطى الشعوب العربية في تونس و مصر في موجة الربيع العربي الأولى فنالت حريتها في أقل من شهر و بكلفة بسيطة ، اما بشار فقد رفع كلفة الحرية على الشعب السوري ليخدم بذلك انظمة عربية استبدادية أخرى إذ احجمت شعوبها و تراجعت عن طلب الحرية بسبب ارتفاع كلفتها هذه التي سنها بشار سُنّة سيئة لكل طغاه العرب .

مصطفى بدر الدين الذي قضى بعملية اغتيال في سوريا يوم الاثنين الماضي هو المطلوب الأول للمحكمة الدولية في قضية اغتيال الحريري و صدرت بحقه لائحة اتهام رسمية لكن حزب الله رفض تسليمه و يعتبر مقتله ضربة قوية على العمود الفقري لحزب الله اللبناني ومن المتهمين بهذه القضية عماد مغنية الذي قضى ايضا بعملية اغتيال في سوريا عام 2008 و من المتهمين ايضا حسان هولو الذي قتل باطلاق الرصاص عليه بباب منزله عام 2013 في لبنان من قبل مجهولين إلا ان مجموعة تطلق على نفسها " أسود السنة اللبنانية " قد تبنت العملية في بيان اصدرته في حينه .

ومن المتهمين ايضا المسؤول السوري الحاكم في لبنان رستم غزالة الذي قُتل في دمشق كما سبقه ايضا مقتل المسؤول السوري الآخر غازي كنعان الذي قيل انه أقدم على الانتحار وقبله لواء سوري يدعى محمد سليمان ولم يبق على قيد الحياه من المتهمين في اغتيال الحريري إلا علي مملوك رئيس المكتب القومي رجل المخابرات السوري و سيده بشار .

في شهادته امام المحكمة الدولية قال فؤاد السنيورة ان الحريري ابلغه شخصيا ان حزب الله حاول قتله عدة مرات .

اما وليد جنبلاط فبشهادته امام المحكمة الدولية قال ان بشار الأسد شارك في التخطيط لاغتيال الحريري وقال ان رستم غزالة لو كُتب له العيش لشهد بذلك ثم تابع قائلا " اننا قد عانينا كثيرا من الوصاية السورية السياسية و العسكرية على لبنان" ثم عاد ليقول ان كلمة وصاية مغلوطة لان الحقيقة هي احتلال سورية للبنان ثم اضاف بان السوريين هم من قتل والده كمال جنبلاط .

وكان قد تردد بالانباء ان قرار اغتيال الحريري اتخذ بجلسة ضمت بشار الأسد و علي مملوك ثم ارسل القرار إلى مجموعات التخطيط و التنفيذ التي ما زالت خلاياها تعمل حتى الآن و يشهد على ذلك ميشيل سماحة الذي ضبط متلبسا بالمتفجرات قادما من سوريا إلى لبنان و اعترف للقضاء اللبناني الذي ادعى على علي مملوك بناءا على ذلك و توجه للادعاء على بشار الاسد لكن تدخلات حالت دون ذلك و ادين مشيل سماحة و صدر عليه الحكم بالحبس 13 عاما وهو الآن يقضي عقوبته في السجن في لبنان .

وحول مقتل مصطفى بدر الدين المطلوب الأول في قضية اغتيال الحريري هناك شبهه داخلية يتستر عليها الآن حزب الله تشير إلى أن استهداف مصطفى بدر الدين وحده قتلا ولم يقتل غيره وانما اصيب عدد من الحضور باصابات طفيفة تدل على انه لم يكن هناك عملا عسكريا خارجيا ضدهم وانما هو استهداف داخلي لشخص مصطفى بدر الدين وحده دون غيره وربما يكون قد تم ذلك بزرع قنبلة واحدة في مقعده الشخصي في الاجتماع .
ان صح هذا الامر ربما يعني ان هناك خلافا قويا طرأ حديثا بين هذا القيادي في حزب الله مع الايرانيين او مع بشار شخصيا حول ظروف الحرب الأخيرة التي نتج عنها مقتل عدد كبير من مقاتلي حزب الله و أسر عدد آخر بالرغم من حضور الطيران الروسي ، وقد يكون استهداف مصطفى بدر الدين بهذا الشكل من قبل الاسد او الايرانيين ولا استبعد موافقة حزب الله على ذلك لان بدر الدين ربما يكون قد قرر عملا مخالفا لهم وربما يكون قد جمع معاونيه لاتخاذ القرار في هذا الاجتماع الذي قتل فيه .

ومن الجدير ذكره أن الدول العربية اتخذت مؤخرا قرارا باعتبار حزب الله منظمة ارهابية بعد ان قام الحزب باعمال ارهابية ضد المسلمين السنة في اليمن و سوريا و العراق و لبنان و كُشفت له مؤخرا خلايا نائمة مسلحة في الأردن و الكويت و البحرين .

رحم الله شهداء الشعب السوري وكان الله في عون اللاجئين السوريين وفي عون أهل السنة جميعا و رحم الله صدام حسين و الحريري و هزاع و وصفي و عبد الحميد شرف و محمد سميح الشوابكة ابو " رائف " .