عادي ..


يزنون ويقولون رفاهية...عادي
يكذبون ويقولون نتجمل...عادي
ينصبون ويقولون شطارة...عادي
يسرقون ويقولون ذكاء...عادي
مبتذلون ويقولون حرية...عادي
يزورون..يقتلون..يهتكون..يغتصبون..وبالآخر حتما سيصبح عادي ..

علاقات تنقلب يوميا مائة وثمانون درجة,علاقات تتبخر مع أعز الناس على قلوبنا,حتى أن إخوتنا أصبحت العواطف بيننا وبينهم رسائل الكترونية, أصدقائنا أصبحوا محوسبين وعبر الانترنت.

كم من الفيسبوكيين يزورون حياتنا يوميا؟

كم من الوقت نقضي نقلب صفحات أناس لا نعرفهم,وليس هناك أي جدوى انسانية ,أو حتى راحة فكر تربطنا بهم,ونمضي معهم أوقات ليست بالقليلة,في حين أن أهلنا وأبنائنا هم أولى بأوقاتنا من الغرباء الذين باتوا هم المحركات الأساسية في حياة الكثيرين.

هو زمن التكنولوجيا العربية,الذي غير حياتنا وقلبها رأسا على عقب,وكم أخشى أن تسوء أحوالنا أكثر وأكثر,إن بقينا على هذا الحال,وسيتسلم الجيل الواعد راية الرعاية من أبويه بدلا من التربية لينقلها الى أبنائه,ليخلق جيل لا يفهم معنى الأخلاق أو العدالة أو الانسانية أو السلام ليعم بعدها الفساد,والذي لم نراه حتى في بلاد الواق واق.

حين أتبادل الحديث مع الزملاء والأهل والأقارب أجد أن ظاهرة أصبحت تنتشر وأصبحنا نكرر كلمة (كل الجيل هيك),هل كل الجيل أصبح هيك منه أم من إهمالنا نحن.
هل سنبقى نرمي تغيير حياتنا وقيمنا ومبادئنا على التكنولوجيا؟
لم التكنولوجيا غيرت دولنا فقط؟ولم تغير دول العالم المتقدم؟


وعلى سبيل المثال دول مثل اليابان وسنغافورة هي دول سبقت العالم بالتكنولوجيا وسبقت العالم بالأخلاق,
عادي نصير عرب بأخلاق يابانية ,واخترت هنا اليابانية لأنها الصناعة الثقة والتي غزت بيوتنا ونحن أطفالا وحافظت اليابان على صناعاتها وتكنولوجيتها واخلاقها.

أما أم الاختراعات تلك الدولة التي صدرت وتصدر لنا كل ما يخطر ولم يخطر على بالنا,الهواتف الذكية,السيارات,الأجهزة الكهربائية,الأثاث ,,,,,حتى البطيخ المربع صدرته الصين لنا.
هل نحن نأخذ سلبية التكنولوجيا ونترك ايجابيتها؟
هل أصبحت التكنولوجيا تتحكم بحياتنا وقيمنا ومبادئنا؟
هل سنترك أجيال تضيع بسبب انه كل شئ أصبح عادي؟

لأن الحديث يطول أكثر وأكثر سأختم بما قاله تعالى (إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين).
كتبت د.مجدولين عبدالله



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات