جراسا -

بكرسيه المتحرك، وحاسوبه المحمول، وعزيمته القوية، استطاع محمود التغلب على إعاقته الحركية بدفن ضعفها والتركيز على قوتها ليكون بذلك واحدا من بين 250 شخصا تنافسوا للمشاركة في برنامج "كفاءات" لريادة الأعمال التي تقيمه جمعية نماء للتنمية المجتمعية.

"أتمنى أن لا أرى صاحب إعاقة حزين"، بهذه الكلمات عبر محمود من خلال لوحة مفاتيح حاسوبه الخاص، عن ما يجول بداخله من أمنيات، متطلعا أن يترك بصمة وجود بحياته تشهد أنه كان هاهنا يوما ما.

محمود الذي لم تثنيه نظرة المجتمع إليه كعاجز، يدرس في كلية العلوم بالجامعة العربية المفتوحة، وحاز على العديد من الجوائز الإبداعية، بالإضافة إلى تأليفه كتيبا يحمل مجموعة من الخواطر عنونه بـ"خربشات متمرد".

يرى محمود أن برنامج كفاءات لريادة الأعمال، سيفتح له آفاقا في إنشاء مؤسسة تعنى برعاية أصحاب الإعاقة من خلال تدريبهم على الإبداع والمهارة، حالما بأن يعامل الشخص ذوي الإعاقة في مجتمعه على أنه منتج.

وذكر محمود أنه صاحب عدة مبادرات كان لها الأثر في بقاء بصمة فعالة بالمجتمع، مستكملا كلامه أنه شارك في عدة أعمال تطوعية ليكون بذلك قائدا من قادات العمل التطوعي في المملكة، وفق تعبيره.

وختم محمود كلامه قائلا: "انظر إلى المجتمع بنظرة الشفقة للجهل القابعين فيه"، متابعا: "ولو علمتم أجرنا لتمنيتم أن تكونوا منا".

"لن نتعاطف معك"، بهذه العبارات استقبل رئيس جمعية نماء الدكتور رأفت أبو سارة مقابلة محمود ضمن مرحلة التنافس لاختيار المشاركين في برنامج كفاءات، مضيفا أن محمود تخطى كافة الاختبارات والمقابلات بنجاح دون أية مساعدة من أحد.

ويرى مدربو البرنامج أن محمود يتصف بالثقة والعزيمة، مثنيين اهتمامه في شتى المجالات وتواجده في جميع الفعاليات.

يشار إلى أن محمود شارك في برنامج كفاءات التي تقيمه جمعية نماء للتنمية المجتمعية سنويا لتهيئ الطريق أمام المشاركين لعرض مشاريعهم على رجال الأعمال والمستثمرين بهدف تمويلها ودعمها.