أخطر من "فينوغراد"


جراسا -

تقرير قاس، وقنبلة سياسية، وتقرير أخطر من تقرير "فينوغراد"؛ هكذا وصف الإعلام الإسرائيلي تقرير مراقب الدولة يوسف شابيرا - الذي عني بالتحقيق في الإخفاقات السياسية والأمنية لحرب 2014 - والذي لم ينشر بعد، ولكن قدمت نسخ من مسوداته إلى أعضاء "الكابينت" السياسي الأمني إبان حرب 2014.

منذ أن سُرب بعض ما جاء في التقرير؛ ثار سجال سياسي كبير وصل إلى درجة أن مقربين من نتنياهو وصفوا المراقب شابيرا بعدم الجدية وشككوا في جدية تقريره، وعوضًا عن رد التهم عملوا على التشهير بالمراقب الذي عين من قبل نتنياهو نفسه.

بعض ما جاء في مسودة التقرير يوجه انتقادات شديدة لإدارة النقاشات داخل "الكابينت" ولإخفاء معلومات عن أعضائه بحيث جعلهم غير قادرين على اتخاذ قرارات صائبة، وينتقد بشدة إهمال قضية الأنفاق، والتقرير أيضًا يوجه انتقادات شديدة لقيادة الجيش من حيث الخطط والإدارة وتقدير الموقف.

ويعتبر أكثر رد فعل مؤثر على التقرير هو مطالبة عائلات القتلى في الحرب بنشر التقرير وتحمل المسؤوليات وتشكيل لجنة تحقيق مهنية، وهو مطلب له وزن كبير ومؤثر في الحلبة السياسية الإسرائيلية، لا سيما انه يصدر من جهة لها مكانة حساسة جدًا لا يمكن اتهامها أو تشويه دوافعها، وأهم ما جاء في التقرير يمكن تلخيصه كالتالي:

- رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الأمن يعلون لم يطلعا المجلس الوزاري المصغر على تحذيرات "الشاباك" بشأن المواجهة العسكرية المحتملة مع حماس في شهر تموز، وأن الوزراء علموا بذلك خلال الحرب فقط.

- نتنياهو ويعلون لم يناقشا خطر الأنفاق مع المجلس الوزاري المصغر قبل الحرب نفسها، باستثناء نقاش واحد جرى في آذار 2014.

- أخطاء المجلس الوزاري المصغر فيما يتعلق بسير القتال، الأمر الذي جعل الحرب تمتد لـ 51 يومًا.

- كما تم انتقاد رئيس الأركان بيني غانتس بشكل شديد، بادعاء عدم وجود صلة بين التقييمات التي عرضها أمام المجلس الوزاري المصغر وبين ما حدث على الأرض؛ فمثلًا بعد اكتشاف النفق في كرم أبو سالم، قدر رئيس الأركان بأن حماس لا تنوي وغير مستعدة لهجمات أخرى عبر الأنفاق، ولكن في الشهر التالي وقعت أربع إصابات نجمت عن هجمات تم شنها عبر أربعة أنفاق.

- عدم الاستعداد وعدم إعداد مخططات عسكرية كافية لمواجهة تهديد الأنفاق الهجومية في حال وقوع مواجهة.

- نتنياهو ويعلون وغانتس أداروا لوحدهم غالبية خطوات الحرب، وأقصوا أعضاء المجلس الوزاري عما يحدث، وتستروا على جزء كبير من التفاصيل.

- ويتطرق المراقب إلى مواجهات خطيرة وقعت بين أعضاء المجلس الوزاري المصغر ومسألة التسريبات من جلسات المجلس أثناء الحرب.

ويدعي مراقب الدولة أيضًا أن بعض أعضاء المجلس الوزاري المصغر افتقدوا إلى الخبرة المهنية المطلوبة للتعامل مع القضايا الأمنية؛ وزير الخارجية في حينه أفيغدور ليبرمان، الذي تم انتقاده لتغيبه عن جلسات المجلس الوزاري المصغر، ادعى على مسمع رجال المراقب بأن المقصود "منتدى للتنفيس". كما ان رئيس الحكومة نتنياهو قال ان "بعض أعضاء المجلس الوزاري المصغر لا يفهمون مهامهم".

في هذا الصدد تكتب "يديعوت احرونوت" أن جهات رفيعة قرأت مسودة التقرير وصفت ما تضمنه بحرب "يوم الغفران 2"، وقالت ان "الأمور لا يمكن أن تبقى خفية عن أعين الجمهور. المقصود هنا مسألة حياة أو موت، وكما منع أريئيل شارون من شغل منصب وزير الأمن بعد حرب لبنان، لا يمكن لبيبي وبوغي (نتنياهو ويعلون) إدارة حرب بعد الجرف الصامد".

وعلقت جهات إعلامية انه أشد خطورة من تقرير لجنة "فينوغراد" الذي حلل إخفاقات حرب لبنان الثانية، واعتبروا التقرير "قنبلة سياسية موقوتة ستعرض عملية الجرف الصامد كفشل خطير، وتكشف بأنه لم يتم استخلاص العبر من حرب لبنان الثانية".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات