إضاءة على المجموعة القصصية "شيزوأنثى"


جراسا -

للقصة القصيرة والومضات القصصية تأثيرٌ ملموسٌ على القارئ، بما توظفه من ديناميكية وإيقاع وإيجاز، تقضي على رتابة النمطية في السرد والعوالق اللغوية، مع المحافظة على فنيات السرد وعناصر النوع الأدبي وركائزه، فلا تفقد اللغة دفقها مهما طرأ عليها من تهجين نوعي أو صبغة فنية، من هنا يمتاز الأدب القصصي الحديث بسمات النضج والرشاقة، فكانت المعاني المُبطنة مُهذبة ذات آفاق وعوالم رحبة من الأفكار والمواقف المُختزلة في الذاكرة وحتى المشاهد البصرية اليومية.

ظهرت أسماء كثيرة في مجال القصة القصيرة والقصة القصيرة جداً عربياً، امتازت برؤى أيدولوجية هادفة لتسليط الضوء على المُختزل لغوياً ودلالاته الرمزية وأسلوب الطرح، تأثر جيل الشباب بهذا الطرح في خضم المتغيرات الحاصلة على البناء اللغوي بحد ذاته، فما بالكم إن تم مزج هذين النوعين في خليط واحد بين دفتي كتاب! الأمر يتعدى التلميح للتركيب النوعي لما يقدمه الكتاب في كتبهم إلى الأفكار التي تسكن النصوص نفسها وهي التي تحدد الاستطالة أو القصر الذي يعتمده الكاتب فيما يقدمه..

في مجموعتها القصصية الثانية "شيزوأنثى"، توظف القاصة آمال الأحمد القصة القصيرة والقصيرة جداً لتحكي عن وجوهٍ عديدةٍ للأنثى، تلك التي قسمت قلبها لكل الأقنعة، والمقصود بالأقنعة صور متنوعة من عصور ومجتمعات متعددة تعكس ما يجب أن تتمسك به المرأة من قوة وشجاعة لتحفظ لنفسها كينونتها المُستقِلة خارج إطار السيطرة الذكورية..

تمتاز قصص آمال الأحمد بالفانتازيا والغرائبية، بالإضافة لاعتمادها تقنية الأنسنة والتخييل، تعري الواقع من زيفه في شخوص قصصها "الأنثى"، كما تظهر ثقافتها العالية في محاكاتها وتأثرها بقول كما قول سيدنا عيسى-عليه السلام- "من كان منكم بلا خطيئةٍ فليرمها بحجر" الذي وظفته وفكرة قصتها "ظلٌ بريءٌ" في قولها "من كان منكم بظلٍ بريءٍ فليواجهني"..

يتضح من خلال الخط السردي والنسج انسجام الكاتبة مع نصوصها، حيث أنها تجد مهرباً جميلاً من الواقع المظلم، فيظهر ذلك خاصة في قصة "خيال سيء جداً"، كذلك كانت هناك نصوص ارتبط عنوانها بقفلة القصة كما قصة "ودفعت الفاتورة"، وبعضها حمل نهاية مغايرة كما "نكران"..

ركزت الكاتبة على الجانب العاطفي والنفسي للمرأة، وظهر ذلك في قصص مثل "ذاكرة مُرّة"، "اتساع ضيق"، "شمس بلون الحرية"، قبلة حارة"، أعده لي"، "كومة حطب"، "لا تعبث مع أنثى"، "حين خُنتُني"...

آمال الأحمد قاصة فلسطينية، صدر لها مجموعتين قصصيتين، كلاهما عن دار فضاءات للنشر والتوزيع " "شغب أسفل القلب" ، "شيزو أنثى".

بقلم: صابرين فرعون 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات