السعودية والبهلوان


نصدّق كل ما يقوله تيار الأغلبية الشعبية المعارضة والقليل الحكاية الرسمية حول تعديلات ازدواجية الجنسية الدستورية ، ولا نظن ان للمملكة العربية السعودية دو ر في المسألة البهلوانية كما يروّج البعض انطلاقا من سمو مبادئها والقناعة بحرصها الشديد على استقرار الداخل الأردني ، ولما قد تسببه الخطوة المتوقعة الضاربة من مخاوف لا حصر لها واحتجاجات يصعب مسبقا تحديد لونها ستمزق وحدة النسيج الوطني .
الدستور الأردني دستور كريم ونصوصه مصونة ، ولا يمكن ان يكون عرضة للعبث والتغيير في سياق سيناريو مكشوف يستهدف تعيين شخص في موقع حكومي هام سوف يجعل من نظامنا السياسي - إذا تحقق لا قدر الله – أضحوكة بين أنظمة العالم السياسية.
على باسم عوض الله اختصار الشر والانسحاب من حياتنا طواعية وسط هذه الأجواء المشحونة والملبدة وشيكة الانفجار ، وقبل ان يتسبب بفتن ستتوالى علينا كقطع الليل المظلم وهو يرى ان حالة الاستقرار قد بدأت بالاهتزاز مع إقرار التعديلات المشئومة من قبل الأعيان والنواب .
الرجل ظهر علينا فجأة، واحتلنا فجأة ، واثري من محفظتنا الوطنية ثراء سريعا فاحشا ، واليه ينسب مشروع الخصخصة المشبوه الذي اثبت فشله تقرير اللجنة الملكية برئاسة د.عمر الرزاز، وبين مدى الأذى والخسران الذي لحق بخزينة الدولة ومشاريعها ألاستراتيجيه ،وألغى بالأمس القريب كل ما تحقق من انجازات عظيمة بين الأردن والسعودية ،وقال في برنامج البانوراما الذي بثته قناة العربية الأسبوع الماضي (النمط التقليدي في العلاقة بين البلدين لم يسفر عن أي نتائج ايجابية يشعر بها المواطن ) .
إقرار التعديلات لم يعن شيئا بالنسبة لأغلب الأردنيين ،خاصة مع وضوح الظروف والأسلوب الخاطف الذي جرت به العملية ، فرقعة المد الشعبي المعارض تسارعت وتتسع يوما بعد يوم لإسقاط مشروع الحكومة البهلوانية القادم رغم الحملة الرسمية المضادة للموقف الوطني العام .
يروّج للرجل الآن على انه مخترع ومؤسس اتفاقية الصندوق مع السعودية مع ان المجلس ألتنسيقي الجديد بين الأردن والسعودية والصندوق السعودي للتنمية جاء تنفيذا لقرار سعودي يخص كل دول الجوار وليس للأردن وحده ، وعوض الله ليس أكثر من منسق لإدارة ملف الصندوق .
فشلت عملية تسويقه كمنقذ وحيد لاحوا لنا المترديّة وما تحتويه من ارتفاع نسب الفقر والبطالة والمديونية والجريمة والمخدرات ومخطط شراء المواقف المؤيدة واستئجار الحشد الإعلامي ، فشلت جميعها مع ظهور طلائع الرفض في ساحة المسجد الحسيني في قلب العاصمة الأسبوع الماضي .
لن نقع ساجدين لأي قرار يعين بموجبه عوض الله رئيسا للوزراء ، ولا داعي للخوف من المعارضة وشتم المعارضين وتوعدهم .فلا يوجد مجتمع متقدم او دولة حضارية بلا معارضين ، والسلطة ليست اله ولا معصومة من الخطأ ، وجلالة الملك جريا على عادة الهاشميين يحترم المعارضين وزار المرحوم الشيخ عبدالمنعم أبو زنط في بيته عام 2012 وشرّف بيت العزاء عندما توفي العام الماضي وكان من كبار المعارضين رحمه الله.
ولا زلنا نذكر كيف أن الراحل العظيم الملك الحسين بن طلال ذهب إلي سجن سواقة واخرج المعارض البارز ليث شبيلات عام 1996 وأوصله إلى منزل والدته قائلا : ها قد جئناك به.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات