هل الفشل قرين القضية أم قرين القيادة؟
من يزرع الوهم لا يحصد سوى الندم، والذي يمشي في طريق الخيبة عدة مرات لا يحصد إلا الفشل، والفاشل واحد من اثنين؛ إما فاشل عن جهالة وهو غبي مختل العقل، وإما فاشل عن وعي ودراية، وهو دعي مختل الانتماء.
وقد تعلم الإنسان من التجربة الميدانية أن القائد الخائب يعكس ضعفه على أقدس القضايا، فيدنسها، ويدفنها جيفة بين الحفر، وأن القائد المبدع يركب البحر الصاخب، فيرتقى بأصغر القضايا، فتصير لها القداسة، وهي تزهر كرامة فوق قمم الشموخ والمجد.
ما سبق من توطئة يخص القيادة الفلسطينية التي رقصت لدعوة فرنسا بعقد لقاء تشاوري في نهاية الشهر القادم، بحضور 20 وزير خارجية، يهدف إلى عقد مؤتمر دولي يؤدي إلى استئناف المفاوضات مع إسرائيل، فالدعوة الفرنسية لا تهدف إلى إنقاذ الأرض الفلسطينية من براثن المستوطنين، لأن فرنسا لا تكره المستوطنين، والدعوة الفرنسية لا تهدف إلى تشكيل قوة ضغط دولية قادرة على كسر عنق الاحتلال الإسرائيلي، لأن فرنسا من أصدق حلفاء إسرائيل، الدعوة الفرنسية جاءت كي تحفظ للقيادة الفلسطينية ماء وجهها، وتخفف عنها الحرج من مواصلة التعاون الأمني مع المخابرات الإسرائيلية، وذلك من خلال الوصول إلى إعلان مبادئ عام تستأنف بموجبه المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية المتوقفة منذ سنوات.
وبالمراجعة السريعة للمؤتمرات التي عقدت في السنوات الأخيرة يتبين التالي:
1- لقد وافقت القيادة الفلسطينية سنة 2002على خارطة الطريق التي اعتمدت مبدأ الأرض مقابل السلام، والتوصل إلى تسوية متفق عليها بين الأطراف على أساس قرارات مجلس الأمن 242 و338 و1397 التي تنهي الاحتلال الذي بدأ عام 1967.
2- نصت خارطة الطريق على تسوية شاملة ونهائية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، ينتهي في العام 2005 بقيام دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية قادرة على الحياة.
3- شددت خارطة الطريق على ضرورة تجمد إسرائيل جميع النشاطات الاستيطانية.
فهل بمقدور اللقاء الدولي الذي سيقعد في فرنسا أن يقدم خارطة طريق بمستوى خارطة الطريق التي وافق عليها المجتمع الدولي، ورعتها أمريكا، ووافقت عليها إسرائيل سنة 2002، قبل 14 عاماً، حين كان عدد المستوطنين في الضفة الغربية لا يتعدى مئة ألف يهودي؟ فكيف حال مبادرة فرنسا اليوم وقد بلغ عدد المستوطنين أكثر من 700 ألف يهودي؟
فأين هي خارطة الطريق؟ ومن كان السبب في إفشالها؟ ولماذا لم تتعلم القيادة الفلسطينية من التجربة؟ لماذا لا تتعظ هذه القيادة من توالي الفشل الذي صفع منهجها؟ ألا تحس القيادة بحجم الخسائر التي تصفع كل مناحي حياة الشعب الفلسطيني جراء قراراتهم؟
فلماذا تصر القيادة الفلسطينية على شراء الوهم نفسه الذي تكشفت سوءته؟ ما السبب؟ هل العيب في القيادة أم في بعض الكتاب والسياسيين وأصحاب الرأي الذين يطبلون للقيادة، ويزينون لهم الفشل، ويبررون النهج نفسه، أين الخلل؟ هل الخلل في عدم عدالة قضيتنا الفلسطينية؟
لقد حرصت أمريكا على التوصل إلى اتفاقية سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وإحياء خطة خارطة الطريق، وأعلنت عن عقد مؤتمر (أنابولس) بحضور 40 دولة في نوفمبر 2007، بهدف قيام دولة فلسطينية نهاية فترة رئاسة الرئيس الأمريكي جورج بوش، لقد انقضت فترة رئاسة بوش، وستنتهي بعد أشهر فترة رئاسة أوباما، وضاعت قرارات مؤتمر (أنابولس) وانتهت فترة بناء مؤسسات الدولة، والنتيجة كانت أرض فلسطينية أقل، واستيطان يهودي أكثر.
فهل سيقدم لقاء باريس الحالي أكثر مما قدمته خارطة الطريق ومؤتمر (أنا بولس)، وغيرها من المؤتمرات واللقاءات والاجتماعات والمفاوضات الاستكشافية والتجريبية والثنائية؟
إن أبسط قواعد العمل السياسي والتنظيمي لتفرض على القيادة السياسية للشعب الفلسطيني أن تعترف بالفشل، وأن تسلم ملفاتها فوراً، وأن تعتذر للشعب الفلسطيني عن سنوات الضياع، وما ضاع في عهدها من أرض مقدسة، وأن تقدم نفسها للمحاسبة القانونية طائعة، فهذا أسلم لأبنائهم ومصالحهم، لأن المحاسبة الشعبية لن تطول أبداً، ولاسيما أن الشعب الفلسطيني الذكي العنيد قد نفض يده من تجارة الوهم، وأدرك أن المفاوضات العبثية لن تقدم لقضيته المقدسة إلا الدنس، وأنها لا تخدم إلا حفنة من المسئولين المنعزلين عن مصالح الشعب الفلسطيني.
من يزرع الوهم لا يحصد سوى الندم، والذي يمشي في طريق الخيبة عدة مرات لا يحصد إلا الفشل، والفاشل واحد من اثنين؛ إما فاشل عن جهالة وهو غبي مختل العقل، وإما فاشل عن وعي ودراية، وهو دعي مختل الانتماء.
وقد تعلم الإنسان من التجربة الميدانية أن القائد الخائب يعكس ضعفه على أقدس القضايا، فيدنسها، ويدفنها جيفة بين الحفر، وأن القائد المبدع يركب البحر الصاخب، فيرتقى بأصغر القضايا، فتصير لها القداسة، وهي تزهر كرامة فوق قمم الشموخ والمجد.
ما سبق من توطئة يخص القيادة الفلسطينية التي رقصت لدعوة فرنسا بعقد لقاء تشاوري في نهاية الشهر القادم، بحضور 20 وزير خارجية، يهدف إلى عقد مؤتمر دولي يؤدي إلى استئناف المفاوضات مع إسرائيل، فالدعوة الفرنسية لا تهدف إلى إنقاذ الأرض الفلسطينية من براثن المستوطنين، لأن فرنسا لا تكره المستوطنين، والدعوة الفرنسية لا تهدف إلى تشكيل قوة ضغط دولية قادرة على كسر عنق الاحتلال الإسرائيلي، لأن فرنسا من أصدق حلفاء إسرائيل، الدعوة الفرنسية جاءت كي تحفظ للقيادة الفلسطينية ماء وجهها، وتخفف عنها الحرج من مواصلة التعاون الأمني مع المخابرات الإسرائيلية، وذلك من خلال الوصول إلى إعلان مبادئ عام تستأنف بموجبه المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية المتوقفة منذ سنوات.
وبالمراجعة السريعة للمؤتمرات التي عقدت في السنوات الأخيرة يتبين التالي:
1- لقد وافقت القيادة الفلسطينية سنة 2002على خارطة الطريق التي اعتمدت مبدأ الأرض مقابل السلام، والتوصل إلى تسوية متفق عليها بين الأطراف على أساس قرارات مجلس الأمن 242 و338 و1397 التي تنهي الاحتلال الذي بدأ عام 1967.
2- نصت خارطة الطريق على تسوية شاملة ونهائية للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، ينتهي في العام 2005 بقيام دولة فلسطينية مستقلة وديمقراطية قادرة على الحياة.
3- شددت خارطة الطريق على ضرورة تجمد إسرائيل جميع النشاطات الاستيطانية.
فهل بمقدور اللقاء الدولي الذي سيقعد في فرنسا أن يقدم خارطة طريق بمستوى خارطة الطريق التي وافق عليها المجتمع الدولي، ورعتها أمريكا، ووافقت عليها إسرائيل سنة 2002، قبل 14 عاماً، حين كان عدد المستوطنين في الضفة الغربية لا يتعدى مئة ألف يهودي؟ فكيف حال مبادرة فرنسا اليوم وقد بلغ عدد المستوطنين أكثر من 700 ألف يهودي؟
فأين هي خارطة الطريق؟ ومن كان السبب في إفشالها؟ ولماذا لم تتعلم القيادة الفلسطينية من التجربة؟ لماذا لا تتعظ هذه القيادة من توالي الفشل الذي صفع منهجها؟ ألا تحس القيادة بحجم الخسائر التي تصفع كل مناحي حياة الشعب الفلسطيني جراء قراراتهم؟
فلماذا تصر القيادة الفلسطينية على شراء الوهم نفسه الذي تكشفت سوءته؟ ما السبب؟ هل العيب في القيادة أم في بعض الكتاب والسياسيين وأصحاب الرأي الذين يطبلون للقيادة، ويزينون لهم الفشل، ويبررون النهج نفسه، أين الخلل؟ هل الخلل في عدم عدالة قضيتنا الفلسطينية؟
لقد حرصت أمريكا على التوصل إلى اتفاقية سلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين وإحياء خطة خارطة الطريق، وأعلنت عن عقد مؤتمر (أنابولس) بحضور 40 دولة في نوفمبر 2007، بهدف قيام دولة فلسطينية نهاية فترة رئاسة الرئيس الأمريكي جورج بوش، لقد انقضت فترة رئاسة بوش، وستنتهي بعد أشهر فترة رئاسة أوباما، وضاعت قرارات مؤتمر (أنابولس) وانتهت فترة بناء مؤسسات الدولة، والنتيجة كانت أرض فلسطينية أقل، واستيطان يهودي أكثر.
فهل سيقدم لقاء باريس الحالي أكثر مما قدمته خارطة الطريق ومؤتمر (أنا بولس)، وغيرها من المؤتمرات واللقاءات والاجتماعات والمفاوضات الاستكشافية والتجريبية والثنائية؟
إن أبسط قواعد العمل السياسي والتنظيمي لتفرض على القيادة السياسية للشعب الفلسطيني أن تعترف بالفشل، وأن تسلم ملفاتها فوراً، وأن تعتذر للشعب الفلسطيني عن سنوات الضياع، وما ضاع في عهدها من أرض مقدسة، وأن تقدم نفسها للمحاسبة القانونية طائعة، فهذا أسلم لأبنائهم ومصالحهم، لأن المحاسبة الشعبية لن تطول أبداً، ولاسيما أن الشعب الفلسطيني الذكي العنيد قد نفض يده من تجارة الوهم، وأدرك أن المفاوضات العبثية لن تقدم لقضيته المقدسة إلا الدنس، وأنها لا تخدم إلا حفنة من المسئولين المنعزلين عن مصالح الشعب الفلسطيني.
تعليقات القراء
أكتب تعليقا
تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه. - يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع |
|
الاسم : | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : | |