الكرة في ملعب هيئة مكافحة الفساد


بسم الله الرحمن الرحيم

لا جرم أن الفساد في السلطتين التشريعية والتفيذية قد بلغ مبلغا افقد الأردنيين الثقة بدولتهم بعد أن استفحل الفساد وفسحل المسؤول فأدى ذلك إلى ضياع هيبة الدولة لأن المسؤول قدوة في نظر الناس فإذا فسدت القدوة ضاعت الهيبة، وهكذا ذهب المسؤولون الفاسدون بهيبة الدولة وأضاعوها وهيهات هيهات أن يستعيد الفاسدون هيبتهم بالقوة.

كما أن الأردنيين بسبب زخم الفساد التشريعي مؤخرا استشعروا خطرا جديدا بات يهدد وطنهم من الداخل يهدف إلى نقض البناء الدستوري حجرا حجرا بتجريد الشعب من سلطاته والعودة إلى الدكتاتورية وحكم الفرد بفعل إزدهار الفساد الخفي المشترك بين رئيس الحكومة عبدالله النسور ورئيس البرلمان عاطف الطراونة الذي بدأ يظهر أوله للعيان.

كم يا فضائح، كم يا جرائم، كم يا فساد أشكال ألوان ويتفاجأ الشعب الأردني كل يوم بفضيحة جديدة يقترفها المسؤولون الكبار ولا يدري الشعب من أين يتلقاها، فإذا نظر عن يمينه يرى فيما يرى الشهيد القاضي رائد زعيتر يسبح في دمه وقاتله الإرهابي الإسرائيلي طليقا يسرح ويمرح ويشير بإصبعه ساخرا إلى مصير الجندي الأردني أحمد الدقامسة وسرعة محاكمته وسجنه ثم يعود هذا الإرهابي الإسرائيلي ليشير بإصبعه ساخرا أيضا إلى روجيه روجيني الباحث الإيطالي الذي صرنا نعرف صورته أكثر من معرفتنا بصورة الشهيد رائد زعيتر بسبب قدسية حياة المواطن الإيطالي عند حكومته واهتمامها المكثف السريع وما زالت تحرك العالم من أجله إعلاميا وقانونيا واتخذت إجراءات ضد مصر وهددت بأخرى إن لم تظهر الحقيقة ونصر على تسليم الجناة، مقابل رخص الإنسان الأردني "الشهيد رائد زعيتر" عند حكومته الخانعة الذليلة.

أما إذا نظر الشعب عن شماله فيرى فيما يرى توقيع دولة أبو زهير المختلف "خربيشة" على الإستدعاء المقدم من النائب السياحي فيصدر الرئيس أمره للسيدة مها الخطيب بالموافقة على مفسدة التسعير لارض البحر الميت فرفضت وقدمت إستقالتها، ثم يزعم الرئيس أنه لا فساد في عهده النّسْوري الميمون حتى جاءت فضيحة التعيينات لتنقض هذا الزعم الكاذب والتي لا بد أن لها أخوات في قائمة الفساد الخفي، وكلها رزايا بحق الشعب الأردني لكن "أم الرزايا" هي سياسة الحكومة التي عملت على إصلاح الوضع الإقتصادي الذي سببه الفاسدون الطلقاء "عصابة بلاك ووتر الأردنية" من جيوب الفقراء الأبرياء، والكرة الآن في ملعب هيئة مكافحة الفساد التي نأمل أن تقدم الحج عبدالله والحج عاطف إلى المحكمة باعترافهما الذي هو سيد الأدلة وبشهادة كل منهما على الآخر، وأرجو من المحكمة الموقرة أن توقفهم فورا قبل أن يعلموا فيغادروا لأن الحج عبدالله يحمل جنسية كندية وقد يهرب إلى السفارة الكندية فيفلت من يد العدالة وكذلك الحج عاطف الذي لا أستبعد أن يكون هو الآخر يحمل الجنسية الأمريكية فيهرب إلى السفارة الأمريكية ويفلت من يد العدالة أيضا وفي ظني أن الجنسية الأمريكية هي السبب وراء عدم مثول باسم عوض الله أمام القضاء الأردني.

كما أرجو من المحكمة الموقرة أن توقفهم في سواقة وليس في الجويدة لكي يستقبلهما هناك مدير المخابرات السابق الفريق محمد الذهبي الذي لا يرقى مجمل فساده إلى ربع فساد السلطتين التشريعية والتنفيذية بزعامة الأخوين عبدالله وعاطف.

إن فضيحة وجريمة التعيينات هذه تحمل في طياتها عدة جرائم ففيها جريمة خيانة أمانة المسؤولية وفيها جريمة خداع الشعب الأردني والكذب عليه وفيها جريمة التطاول على حقوق الخريجين الطلاب المساكين الجالسين على مقاعد الإنتظار وفيها جريمة التعدي على صلاحيات ديوان الخدمة المدنية ولو كان في الوجه قليلٌ من الحياء لقدّم المسؤولون عن هذه الفضيحة استقالاتهم فورا لأن دولة الرئيس السابق عون الخصاونة الذي يحترم نفسه قدّم استقالته من تركيا بعد أن علم أن عملاً فاسدا قد جرى من خلفه في غيابه.

كما أن الوزيرة السويدية "مانا سالين" التي أدانها القانون السويدي في ملء خزان سيارتها الخاصة بالبنزين على حساب الدولة بمبلغ 60 دولار فقط لا غير مع أن الوزيرة أكدت أنها كانت قد نسيت بطاقتها الخاصة في البيت فاضطرت لإستخدام بطاقتها الحكومية وفي اليوم التالي أعادت المبلغ لكن القانون السويدي اعتبر هذا التصرف إستغلالا للمال العام فقدمت الوزيرة استقالتها على الفور.

في الأردن اليوم إجماع شعبي على فساد السلطتين في ذاتها كما عملت على تحصين الفاسدين بالقوانين، فإذا قامت هيئة مكافحة الفساد بواجبها بمحاكمة هؤلاء المسؤولين فإنها ستكون محل تقدير واحترام الشعب الأردني، أما إن لم تفعل فإنها ستحصل على إجماع شعبي أيضا بأن أسمها الصحيح هو هيئة مكافأة الفساد وسيزيد ذلك من الإحباط لدى الشعب الأردني ويفقده الثقة بكل مؤسسات الدولة وسيعتبرها غير مؤتمنة على مصالحه وغير مؤتمنة على الدستور وغير مؤتمنة على أي شأن من شؤون الوطن بما فيها الإنتخابات وسيكون ذلك صارفا له عن المشاركة في هذه الانتخابات وسيكون شعاره الدائم باللهجة الحميدية "يا حِلو بِعْدكْ عن الدولة ... بالنّوب ما تشوف عبدالله".



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات