عظاريط بين شعيبين


بداية، استميح القراء الكرام عذرا، عذري على مفردات تنز وتصر على الشعلقة والشعبطة فوق ارادب الخطايا التي بها ابتلينا، يوم صدق الشعب ان الفرج سيأتي لا محالة من ابو صميلة ( كبير الخصا)، وقد نسينا ان (ابو صميلة عمره ما جاب لامه نفيلة أي غنيمة) يوم صدقنا بسذاجة وحماقة اننا سنجني الصوف من قصاصي الكلاب والجراء ونسينا المثل الاردني العامي الذي يقول: ما ورا قصاص شلبه ( كلبه) صوف، ففاتتنا أيضا حكمة تقول: (إنك لن تجني من الشوك العنب).

عذري من اصحاب العذر الشعب الطيب المسكين إذ ابتلاهم ربهم بادعياء الديموقراطية والانجازات الوطنية بعدما أوصلوهم الى خشبات المسرح السياسي والشوق يراودهم عن نفسه كما الشهوة الغريزية الى متعة شرعية بلا حساب فكانت حسابات الشعب اشبه بمن خرج في نيسان بقميص نصف عار واذ بالامطار والرياح تهب وتعصف به وبجسده فاصابه البرد بنزلة اعجزته وقطعت احشاءه.

ها هم العظاريط (جمع كلمة واحدها عظرط ) وفي اللغة الفصيحة يقال (عضاريط ومفردها عضريط بكسر العين).

ترى، ما الذي ذكرني بكلمة ( عظرط) بفتح العين وتشديد الراء مع فتحها؟

كانت امي (يرحمها الله ويغفر لها ) اما اردنية بامتياز جنوبية التكوين والنشأة وحيث الجنوب بمعاناته الازلية جعلها ككل الجنوبين مستودعا للخبرة والامثال ( وحيث الحاجة ام الاختراع) فانها كثيرا ما كانت تطلق توصيفا اشبه بسخرية وشتيمة لثقيل الظل و لكل من كان يهوى ( التعريط) بطريقة البلهاء حتى تشكلت في ذهنيتنا صورة ناضجة لكل شخص عظريط على انه (عظرط).

على كل الاحوال أقول لهواة العرابيزي والمتمدينين وللمتقنقفين ( المترفعين بتعال) من اهل الشعاب المقفرة إن عظرط شخص يمشي مختالا متكبرا بلا مبرر او مقومات، راسه مثقلة برغائبه الشخصية الى حد الرعونة والطيش، يتخبط ويدعي الفهم وهو منه براء، يدعي النشومية وهي ابعد ما تكون عنه وعن اقدم جيناته، لا تسمع منه الا جلبة وصراخا فارغا كالطبل منفوخ بهواء العدم.

ترى، كم من عظرظ ابتلينا به عبر حوليات اربع من عمر مسرحيتنا الملهاة ا العجفاء، الشوهاء، الخرقاء؟ الامم الاخرى تسطر الملحمة تلو الملحمة ونحن نسطر ملهاة تخزي ما سبقها من ملهاة.
الحق أقول اننا لم نحظ بعد بالفتى السمهري المهيوب، الذي تجرد من كل احماله واثقاله الانانية والمصلحية، لم ينعم علينا الرب بفتى الديرة وفارسها في دنيا القباب تحت السحاب وفوق اللظى فكانت النتيجة دوما عظرطا يمسك بلجام الشعب من عظرط (تمظرط ) علينا قبله في تتابع مرير وكأن الامر محض عقاب رباني على ما اقترفناه من نفاق وتزوير في سالف الاعوام.من بيع وشراء في مزادات الارادات والذمم والاصوات بورقة حمراء او زرقاء حتى غلا مهرنا الى ورقة من لون ارجواني لم تعد تكفي لشراء زجاجة من الخروع.

ها هم عظاريطنا اليوم، يتلطون بين شعيبين (سلطتين) ، جهدوا واجتهدوا لهاثا مصلحيا انانيا حتى وكئت ( تفتقت ) بطونهم وارتخت حبال الحيطة منها فجنينا من ريحهم ما ازكم سائر ارجاء الوطن بمصائب لا قبل لنا فيها، أو ليس عظريطا واحدا اعيا مائة من العطارين؟ فكيف يكون الحال اذا فاقوا بعددهم المئة عظريط يطوف بينهم عطار واحد بلا جدوى؟
طه عبدالوالي الشوابكه (عميد متقاعد).



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات