عام على مجيئ الفنانة يسرا الى الاردن .. الجزء الثاني


احببت ان اقول كلمة قبل ان اكمل عن زيارة الفنانة يسرا الى الاردن في عيد الام من العام الماضي، فلو بحث القارئ على الانترنت قبل تاريخ نشر هذه المقالة و على كافة المواقع الالكترونية الاردنية لن يجد سوى قلمي يذكر هذه الفنانة بالخير و يقف لحقها. فسامحتها منذ زمن على خلاف قديم بيني و بينها و قلبي صافي النية تجاهها، و اعشق لها اعمال كثيرة فهي و اعمالها تذوب في دمائي كل يوم ألف مرة...بل و تحول دمائي الى ماء ورد ذو رونق طيب فواح، و أتمنى ان يجمعني القدر معها وجه لوجه لأقول لها بأنني فعلا أتمنى لها بصدق دوام الصحة و التوفيق بكل مشاريعها الفنية و اعمالها الدرامية، حتى المجلات الاقليمية علقت على حادثت الهجوم عليها في الاردن فقط بالاشارة الى موضوع النقد اللاذع و العشوائي عليها من دون ان تقول كلمة واحدة طيبة بحقها. و لا يتوقف الامر عند هذه النقطة فحسب بل لن يجد القارئ اي تصريح لمؤسسة مدنية او اجتماعية في الاردن من شأنه الدفاع عنها او مدحها كضيفة تم دعوتها الى بلدنا لتشارك بفعالية رسمية اطلاقا... و مع الاسف بالنسبة للصحف التي هاجمتها او حتى التي اكتفت بالاشارة للحدث كبعض من صحف الخليج اقول بإستغراب بأن تلك الصحف شعرت بأنه من حقها ان تتجرد لفترة من قيمها الانسانية و الضمير و تصبح مياكن آلية تطبع كلمات و جمل من باب تحقيق السبق الصحفي...فالبعض يعتبرها شطارة مهنية و ينتظر حوادث كهذه ليكتب عنها بصرف النظر اذا كان هنالك ظلم على شخص ما ام لا...و البعض قد يقول هذه طبيعة مهنتنا الاعلامية ان نبحث عن الخبر الساخن...و لكنني ارى في هذا الشأن خطورة كبيرة على القلم الذي يكتب بضمير حي لينصف الحقيقة و يساعد في اعلائها فوق كل واقع أليم يفرض نفسه على مؤسساتنا بكل قسوة...فبالنهاية المفاهيم التجارية لها حد لتتوقف عنده لنستطيع القول في آخر نهارنا في مملكتنا الحبيبة...بل حتى بربوع الوطن العربي بأن اعلامنا يراعي العدالة و يراعي الشفافية و الانسانية لها وجودها بين انياب المطابع الورقية و الصفحات الالكترونية....عيب يا اخوة فيسرا بشر لحم و دم و قد غرزت اقلام كثيرة كلماتها الجارحة في جسدها من دون رحمة و رأفة...و كأنها بمفردها كانت تواجه اعلام بلد بأكمله...فاحترموا و قدروا يسرا من باب الرحمة و الرأفة...و إن لم تريدوا ذلك فاحترموها لأنها فنانة كبيرة لها ارشيف فني كبير تم تكريمه بأكثر من مهرجان عالمي...و إن لم تريدوا ذلك فسأقول احترموها لأنها ضيفة رسمية على البلد و على دولتنا و الذي تكرمه الدولة سنفتح له ديوان صالاتنا و قلوبنا و هو عزيز مكرم في بلادنا...أليست هذه الأصول؟ بالنسبة الي هذه قمة الأصول...و إلا ما هي الأصول اذا لم تقودنا الى تقدير ضيوفنا؟ شعرت بأنني بحاجة لأكتب ما اشعر به تجاه زيارة هذه الفنانة الى بلدي الاردن فلن اكمل ديني كمسيحي ان لم انادي بالرحمة للمظلوم و امسح دمعة المتألم كما امرني الرب و اسامح من اخطئ بحقي و احاول الاصطلاح معه، و لن اكون مسيحي صالح إن لم اكن مواطن مطيع لرؤساء بلدي و احافظ على بلدي من كل مكروه...فحفظ الله ملكنا عبدالله الثاني المعظم و ملكتنا رانيا العبدالله المعظمة من كل مكروه و ألهمهم الله دائما الحلول لمشاكل بلدنا و نصرهم على من يعادي مصالحهم و حفظ الله عرشهم و بلادنا من كل شر و مكروه...

اضع نقاطا على الحروف بهذه الكلمات التي شعرت انها تنصف ضميري و قلمي، فانا لا اعيش بالاردن مكرها اطلاقا.. بل اعيش به لانني احبه و اقدس شمس سمائه المنيرة و ارضه الطاهرة...اقدس عروبته و اصلي لأجله كي يجعله الله دائما سالم آمن من كل مكروه...فبالوقت الذي عصفت بالمنطقة العربية اشرس العواصف تماسك وطننا الهاشمي و بقي ملحئ آمن لكل العرب و ايقونة راقية لتماسك عشيرته الواحدة و لوحدة صف ابنائه و مواطنيه...فالذي يعيش في هذه البلاد الذي يحفظها الله في كل يوم من كل مكروه يقتات من خيرها يحب ان يتنبه بأنه يعيش بوطن عريق بحكمه الملكي و قوميته العربية و اصالة عشيرته و لا يجب ان ينسى بأن سرنا في تماسكنا و ثباتنا و بأن احترامنا لقرارات دولتنا الاردنية و ثقتنا بها هما طوق الآمان...فأرجو من كتابنا و الاعلاميين الافاضل عدم الكتابة إلى عن وعي و ادراك و ان نفهم بأن الكلام مباح و ليس عليه جمرك...و لكن الكاتب الاصيل يخرج من كنزه الجواهر الثمينة، اي نعم قلت في مقالتي السالفة بأن قلة الحركة الدرامية خلقت العشوائية بالهجوم على يسرا و لكن هنالك من كتب ليستخدم يسرا للهجوم على الاجواء المدنية للدولة الاردنية...عذرا يا سادة...فلطالما كان دين الدولة الاسلام و لطالما وجدت الجوامع بوفرة و لطالما صلى الناس بدور العبادة كافة بكل حرية و لطالما منع الطعام في شهر رمضان اكرام للصائم و لطالما كانت الاعياد الدينية لها هيبتها.

و لطالما كان الدين موجود بوفرة في الاردن. و حدث كأردني بكل افتخار عن مجلس حوار الاديان الذي نتميز به باردننا الهاشمي الحبيب، فهل الهجوم على يسرا قد زاد من تدين الشعب الاردني؟ هل حررنا القدس بهذا الهجوم؟ هل حللنا مشاكل العجز بالميزانية؟ هل زاد دخلنا القومي؟ اعطوني فائدة واحدة لهذا الهجوم. امضا اعلامنا يومين كاملين يجلد بفنانة لم تؤذينا بشيئ و لم تفعل شيئ سوى انها زارت بلادنا، اذا لم تقبلوا كلامي فقولوا عني بأنني مجنون يهذي فسأقبل هذه المعادلة عوض عن قبول واقع ارفضه بكل جوارحي...بل اهلا بالجنون لانه جنة مقابل الواقع في تلك الفترة...بأننا تكاتفنا على إمرأة زارت بلادنا و كانت ستعود بسلام الى ديارها من دون هذا الهجوم العشوائي.

سلام على من زار بلادنا فحل ضيفا عزيزا مكرما و نستودع من يغادرنا فهو في حمى الرحمن الى ان يصل بلده...ادخلوا الاردن بسلام أمنين فلو امسكت الصحف الهاتف اولا و استفسرت عن تفاصيل فعالية عيد الام قبل الهجوم على يسرا لتفادينا هذا الامر كليا،



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات