البرغوثي البديل .. هل تقرر الإطاحة بالرئيس عباس؟


جراسا -

يبدو أن العد التنازليّ لخلافة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عبّاس قد بدأ بالفعل، لاسيما في ظل السياسة التي يتبعها داخلياً وخارجياً منذ نحو (11) عاماً على تقلده منصب الرئيس، إذ لم تحقّق سياسته أي تقدم ملموس على صعيد ما يُسمى بعملية "السلام" مع الاحتلال الذي يتزعمه اليمين المتطرّف، في حين شقّت الصف الفلسطيني الداخلي، ليس بين حركتي "حماس" و"فتح" فحسب، بل أدت إلى تفتيت الصف الداخليّ للأخيرة ومنظمة التحرير على حدٍ سواء.

سياسة الرئيس عباس المُتبعة تلك يبدو أنها باتت "غير مقبولة" لعدد من الدول العربية وعلى رأسهم جمهورية مصر العربية، التي كانت تُعد من أبرز مؤيدي الرئيس، وأشد الداعمين للحفاظ على بقائه على رأس هرم السُلطة الفلسطينية، خصوصاً في ظل "تهرُّب" عبّاس، ورفضه المُطلق لضغوطات نظيره المصري عبد الفتاح السيسي المتوالية بضرورة المصالحة مع محمد دحلان، النائب المفصول من حركة «فتح»، وطي صفحة الخلاف بينهما.

ووفق مصدر رفيع المستوى في السلطة الفلسطينية تحّدث لـ"الاستقلال" فإن العلاقة بين الرئيسين "السيسي" و "عباس" تشهد في هذه الآونة حالة من "الفتور" و"عدم التفاهم" على خلفية ما سبق، رغم محاولة كل منهما إبداء عكس ذلك، خلال اللقاءات التي تجمعهما، وانحسار الاتصالات المتبادلة والزيارات التي كان الرئيس عباس مُعتاداً على تنظيمها للقاهرة.

حالة "عدم التفاهم" تلك بين "عباس" و"السيسي" يبدو أنها وصلت حد "الذروة"، وأن العد التنازلي لاستبدال الأوّل بآخر بدأ، لكن بلسان الدبلوماسية المصرية التي أكّدت سعيها الحثيث والمتواصل للإفراج عن النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الأسير مروان البرغوثي.

تصريحات الدبلوماسية المصرية غير المعتادة تلك، جاءت عقب لقاء جمع سامح شكري وزير الخارجية المصري بـ فدوى البرغوثي عقيلة الأسير مروان في القاهرة مطلع الأسبوع الجاري، مؤكداً "استمرار بذل الجهد من أجل الإفراج عنه (الأسير البرغوثي)، وعن باقي السجناء الفلسطينيين". على حد قول شكري.

ويعد الأسير البرغوثي المعتقل في سجون الاحتلال منذ (14) عاماً، ويمضي حكماً بالسجن خمس مؤبدات و40 عاماً المرشَّح الأبرز والأوفر حظاً لخلافة الرئيس عباس في أي انتخابات رئاسية مقبلة، إذ يرى فيه فلسطينيون كثيرون صورة شبيهة بالقائد الجنوب أفريقي "نلسون مانديلا"، ونظراً لوجوده في الأسر على خلفية مواقفه ونشاطاته الوطنية.

موقفٌ طبيعيّ

من جانبه، القيادي في حركة "فتح" قدورة فارس، قلّل من الاهتمام المصري بقضية الأسير مروان البرغوثي، وتأكيد القاهرة استمرار بذل مساعيها للإفراج عنه في أنه يصب في اتجاه جعله بديلاً للرئيس محمود عبّاس.

وأكّد فارس أن ذلك الاهتمام يأتي في سياق التأكيد على موقف مصر المساند والداعم للقضية الفلسطينية، ومن بينها قضية الأسرى، الذي يعتبر الأسير مروان البرغوثي رمزاً وطنياً لها، مضيفاً: "من الطبيعي أن تُظهر مصر هذا الموقف، ولكن لا يجب الذهاب لأبعد منه، وربطه بأي تفاعلات داخلية فلسطينية".

وبين أن الاهتمام بقضية الأسير مروان البرغوثي ليس منحصراً بمصر، بل القيادة الفلسطينية تولي قضيته والأسرى كافّة اهتماماً بالغاً، وتعمل كل ما بوسعها لجهة تحريرهم، وفك قيدهم من سجون الاحتلال.

ولم يُخفِ القيادي الفتحاوي المُقرَّب من البرغوثي أمله في أن يرى الأسير مروان مُنتخباً كرئيس للشعب الفلسطيني، قائلاً: "مروان يتمتَّع بروح كفاحية ووطنية، نرجو أن تتحقق المصالحة، ويُطلق سراح الأسرى، ونذهب إلى صناديق الاقتراع، ونراه منتخباً كرئيس لهذا للشعب".

تدخل مصري غير مفهوم

الكاتب والمحلّل السياسي من الضفة المُحتلَّة د. نشأت الأقطش، رأى أنه من غير المفهوم تدخُّل وسعي مصر للإفراج عن الأسير مروان البرغوثي، مرجحاً أن تكون تلك المساعي جاءت في إطار البحث عن بديلٍ للقيادة السياسية الفلسطينية الحالية.

وقال الأقطش: "لكن يمكن أن يُقرأ ذلك في إطار المناكفة والخلافات مع الرئيس عباس على خلفية مطالبة مصر له بطي صفحة الخلاف مع النائب دحلان، وإصلاح العلاقة بين الشَخصَيْن، إلّا أن الأول رفض تلك المطالبات بشدة".

ورجّح أن الإفراج عن الأسير البرغوثي وفي حال تم سيكون ضمن صفقة مصرية – إسرائيلية، وليس فلسطينية – إسرائيلية، مستدركاً: "لكن تبقى "إسرائيل" هي صاحبة القرار في هذا الاتجاه، ويبدو أن موقفها واضح وهو رفض الإفراج عن البرغوثي، أو أي فلسطيني آخر".

وأشار الكاتِب والمحلِّل السياسي أن الإفراج عن الأسير الفتحاوي مروان البرغوثي سيكون انعكاسه كبير جداً ليس على حركة "فتح" فحسب، فهو صاحب رؤية سياسية مبنية على المصالحة الوطنية، وحلول داخلية، واعتقد أن ترشحه لمنصب الرئاسة في حال أجريت أي انتخابات مقبلة سيشكل شرخاً في داخل الحركة، فضلاً عن أنه يأتي كنوع من المناكفة مع خصومه.

وانتُخب الرئيس محمود عبّاس في 15 يناير/كانون الثاني (2005)، رئيساً ثالثاً للسلطة، رغم انتهاء ولايته الدستورية عام (2009) بسبب حالة الانقسام التي تُخيِّم على الساحة الفلسطينية الداخلية، إذ لم يستطع التوصل لحل مع حركة "حماس" على صعيد الملفات العالقة، في حين اعترف بفشل طريق المفاوضات التي سلكها مع الاحتلال، خلال أكثر من (22) عاماً.(أمد الاعلام)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات