السنيد يكتب: العلاقات الخارجية الأردنية .. ضربة بالصميم


خاص - كتب النائب علي السنيد - انحسار علاقات الأردن الخارجية بشكل غير مسبوق الى درجة ان دولة شقيقة كبرى بحجم المملكة العربية السعودية تبدو وكأنها تتخطى الجار الأردني الأقرب، وتتجه نحو مصر بمثل هذا الانفتاح التاريخي هو بالصميم يؤشر الى فشل الدبلوماسية الأردنية، وسقوطها بالضربة القاضية، وهو ما تتحمل وزره هذه الحكومة التي لم تملك خطة عمل لتطوير العلاقات الثنائية ، وتنميتها لخدمة مصالح الأردن ، وقد تم إيلاء امر متابعة مثل هذه العلاقات الاستراتيجية الى شخصيات من خارج دائرة الحكم قيل انها تلعب دورا في توضيح الموقف الأردني إزاء قضايا الإقليم. وبقيت هذه الحكومة غائبة وتتخذ دور المتفرج، ونحن يتسرب من بين ايدينا الموقف العربي الاكبر الداعم لنا تاريخياً.

وواضح ان الانفتاح السعودي غير المسبوق على مصر يعبر عن حجم الخيبات التي منينا بها على هذا الصعيد ، وفي هذا الظرف الحرج، وقد اظهر حجم التباين في المواقف إزاء القضايا العربية المشتركة، وهو ما يفقدنا هذا الظهير العربي الاهم، والذي وجد وجهة عربية أخرى يحكم معها التحالف والتنسيق، وبذلك نخرج من دائرة الفعل والتأثير على مستوى الإقليم.

ولا شك ان حكومة الدكتور عبدالله النسور لم تفلح سوى في الجباية، وفي افقار الأردنيين، وفشلت في ايجاد برنامج تنموي يرفع من سوية عيش الناس في المحافظات، او في الحفاظ على علاقات الأردن الاستراتيجية ورعايتها وتمتينها وعكسها على واقع الدولة وافاقها المستقبلية.

ورغم ان الأردن هو البلد العربي الذي تخطى حاجز الإقليم الملتهب ، وتجنب كرة النار على هشاشة أوضاعه الاقتصادية، ولديه تجربة تميز في عدة مجالات الا ان الحكومة فشلت في تسويقه في الاطار العربي، او ابراز مواقفه، او خرطه في المعادلة العربية بما يحفظ مصالحه، ويطور من حجم علاقاته في الاطار العربي. وها نحن نرى كيف تبنى العلاقات الاستراتيجية بمثل هذه الضخامة ويحشد الدعم العربي كما هو في الحالة المصرية. وفي حين نحن نفشل في الاقناع بسلامة مواقفنا، او التأكيد على مدى اهميتنا في التوازن الإقليمي، ونحن الأقرب الى اشقائنا في الخليج، وكان يجب ان نكون الوجهة المفضلة لهم والاقدر على ترجمة خطط مشتركة معهم، او اقناعهم بضرورة اتخاذ الموقف العربي السليم كي يعبر عن الرغبة المشتركة في التعامل مع القضايا العربية الملحة.

لم تتحرك الحكومة كما يجب، ولم يقم رئيسها بجولات دبلوماسية في المنطقة، ويوضح حقيقة الموقف الأردني، ويطلب الدعم العربي على خلفية تداعيات الازمة السورية وانعكاسها على الوضع الداخلي الأردني، وافتقد لوجود صداقات تربطه بدوائر الحكم في الخليج، وكان يتجنب فتح خطوط التواصل مع محيطه الحيوي، وامضى فترة حكمه الطويلة بطريقة انطوائية أبعدت الدولة عن متابعة مصالحها ، وتم الاعتماد على شخصيات من خارج الحكم لشرح الموقف الأردني ولتقريب وجهات النظر مع اشقائنا العرب، وكأننا لم نكن في زاوية الوقت الحرج. وهكذا خسرنا الفرصة التي انتظرناها طويلا لتعزيز علاقاتنا في الاطار العربي، والخليجي على وجه الخصوص ورفد الأردن بموقف عربي داعم في ظرفه الاقتصادي الحرج.

وهل هنالك اشد خطرا وتعبيرا عن عزلة قادمة قد يتعرض لها الأردن من انشاء جسر يربط السعودية بمصر ، ولكي تتواصل الدولتان دون ادنى حاجة لوجود الأردن او لموقعه، ويتم الاعداد لكل هذه الاتفاقيات الثنائية على الصعيد الاقتصادي، وحكومتنا تمارس الغفلة في الاطار العربي، وتمعن في شن حرب الغلاء والاسعار على شعبها ، وتضيع فرص الاستثمار التاريخية مع الاشقاء.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات