كفرنجة .. مجلس الكهف يعقد ثاني امسياته


جراسا -

عقد مجلس الكهف أمسيته الفكرية الثانية التي تناول فيها "العمل العام معوقاته وتحدياته" ، بحضور ضيف شرف الأمسية رجل الأعمال المهندس سمير مقطش وعدد من المهتمين بقضايا الشأن المحلي والوطني ، مساء أمس السبت .

واكد مؤسس مبادرة مجلس الكهف الحواري الفكري الدكتور سفاح الصبح أن موضوع العمل العام هو موضوع مجتمعي كبير من خلاله نرفد المجتمع بإسهامات و عطاءات  تنميته وازدهاره، مضيفا إن الباب مفتوح على مصراعيه للإفراد والجماعات لتعاطي العمل العام بالرغم من كثرة العوائق الفردية والمجتمعية وأن من الواجب على الفرد أن يؤدي دوره ويأخذ قراره بالانخراط بمؤسسات المجتمع المدني المتعددة للوصول بمجتمعنا وبلدنا إلى حال أفضل ومستقبل أجمل .

بدوره أكد المقطش أن من أهم أسباب السعادة في المجتمعات المدنية هو قيام الفرد بالأعمال التطوعية النافعة والمفيدة للمجتمع ، وقال أننا نعاني من عدم الوعي الكافي بأهمية العمل التطوعي وأننا بدأنا نلمس ضعف المسؤولية المجتمعية لدى الإفراد بسبب انهماكهم بقضاياهم الخاصة التي يعتبرونها صمام أمانهم للدفاع عن ذواتهم وممتلكاتهم ، والحقيقة أن هناك صمام أمان أخر للدفاع عن وجودنا النبيل وهو حب العطاء والتعاون والإخاء في ما بيننا.

وبين الأكاديمي الدكتور عزالدين العنانزة بأن تجربتنا العملية في العمل العام تعاني من ضعف التعاطي الجماعي ، وأننا بحاجة إلى خلق روح الانسجام والتناغم في ما بين أفرد مؤسسة المجتمع المدني الواحدة، مؤكدا أن العمل العام هو أرقى درجات العطاء، وعلينا جميعا توفير كل الإمكانات لتحقيقه وديمومته.

واوضح الدكتور عماد الدين الزغول أن النهضة الكبيرة التي قامت في الغرب بعد الحرب العالمية مدينة للجمعيات والمؤسسات الأهلية ذات الدور النفعي الهائل الذي لم نعي إلى اليوم خطورته وأهميته، وأنه وبالرغم من معوقات العمل العام وكثرة تحدياته علينا الاستثمار المستقبلي به فهو منجم ذهبي وكنز مجتمعي أن أحسنا إدارته.

وأشار الأكاديمي الدكتور محمود الشويات أن حجم المعوقات الكبيرة وغياب الوعي المجتمعي في أحيان كثيرة هو السبب المباشر لضعف ثقافة العمل العام والنشاط التطوعي بشكل خاص، وهذا الأمر ما جعل كثيرين مؤهلين من المجتمع يحجمون عن ممارسة العمل العام، مشيرا إلى أننا نستطيع تجاوز الأزمة والعودة بالنخب إلى الميدان ولكن علينا بذل مزيدا من الصبر والتحمل والاحتساب لأن المهمة ليست سهلة.

 المهندس البيئي خالد العنانزة  بين انه علينا الاستثمار في التفكير الإبداعي الخلاق ، وبناء الرؤية المؤسسية لتعظيم الانتاج ، وربما رأينا أحيانا أن من يتقدم الصف من غير الأكفياء بسبب إحجام الأكفياء من التقدم . و قال إن العمل العام هو قضيتنا جميعا و بسبب عدم الإيفاء بالتزاماتنا تجاهها ترانا ندفع الثمن مضاعفا .

 المحامي زهير الفريحات لفت الى أن أبواب العمل العام لا تنحصر فقط من خلال المؤسسات المدنية بل يستطيع الأفراد وتستطيع الجماعات أن تؤدي مبادرات خلاقة لخدمة المجتمع والوطن، وضرب مثالا على ذلك بأنه قام في السابق مع مجموعة من أبناء حيه بفتح الطرق على نفقتهم الخاصة، كما قاموا بمتابعة تعبيدها و إيصال الخدمة إلى الحي مما جسد نجاحا باهرا لفكرة العمل الجماعي ، و أن بمقدور الإنسان تحقيق الصعب و المستحيل بالإرادة الحقة والإيمان الصادق .

وبين الأكاديمي الدكتور يحيى خطاطبة بأن أخطر مثبطات العمل العام هم فئة المحبطون في المجتمع والذين يشكلون عائقا طبيعيا أمام كل رغبة في العمل والعطاء، وفي المقابل نرى فئة مؤهلة مقبولة قد انسحبت من المشهد بأثر التواضع السلبي الذي أدى إلى نتيجة سلبية، مضيفا أنه من جهته يشعر باللذة في خدمة الناس وأحداث فرق في الواقع الذي نعيشه.

وقال محمد العياصرة أشعر بالفخر بأبناء عجلون الذين يؤكدون حضورهم ووعيهم الوطني في كل المحافل . وأضاف أنه بحكم اطلاعي على كثير من المجتمعات الغربية فأن الحل يبدأ بتعزيز ثقافة عشق الممتلكات العامة وأنها ثروت الأجيال القادمة وهي في عجلون الجميلة الشجرة التي يحرص الأردنيون جميعهم على الحفاظ عليها وهذا هو أهم ملف في محافظة عجلون الخضراء.

كما أضاف الزميل الصحفي عامر خطاطبة بأنه لا شيء يعدل حب ممارسة العمل العام ، وإن شهد متأخرا ممارسات غير مقبولة لدى كثيرين ممن يتصدرون قيادة المؤسسات والجمعيات والهيئات المدنية، و أنه و بحكم الخبرة والاطلاع فإن على فرق عمل المؤسسات المدنية الرسمية توحيد جهودها والعمل بروح جماعية ، والابتعاد عن ثقافة نقد الآخر وكشف تقصيره والالتفات إلى أننا جميعا نسير في قارب واحد فيه ألمنا وأملنا جميعا .

جديربالذكر أن مجلس الكهف هو مجلس فكري ثقافي خاص أطلقه الدكتور سفاح الصبح قبل ما يقارب الثلاثة شهور كمبادرة تهدف إلى تعزيز روح التواصل المجتمعي والتعاطي مع قضايا المجتمع المحلي بالحوار والنقاش للإسهام في خدمة الإنسان و المكان .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات