ثمة ثوابت وبديهيات في العمل الوطني والادبي يجب ان لا يتجاوزها احد ، فلسنا عبيد لاشخاص مهما كانت اعتبارياتهم في الحالة الوطنية ، وتحدد المواقف بمقدار القرب من فلسطين والشعب الفلسطيني وقضيته التي اصبحت تتقاذفها الرياح من نهج مدمر ضرب العمق الوطني والايقونة الوطنية من انقسامات افقية وعمودية ، ويبدو ان هذا النهج لم يقف حالة الفعل التخريبي في حركة فتح وما اضفاه من تشرذم وضعف بل وصل الامر الى احداث انقسامات جديدة في داخل الحركة الوطنية ومنظمة التحرير بالاضافة ايضا الى الانقسام المزمن بين نهج في فتح وحماس نتج عنه اضعاف جبهة مقاومة الاحتلال والسير في ركب مشاريع مشبوهة ومبادرات ومفاوضات اتاحت ومنذ عشر سنوات متسع من الوقت لتلتهم فيه اسرائيل ما تبقى من الارض الفلسطينية في الضفة .

السلوك الذي اتبعه اعضاء في الجبهة الشعبية بحرق صور الرئيس عباس بردة فعل لقطع مخصصات فصيلهم هو احتجاج من فصيل داخل منظمة التحرير بل شريك منذ انطلاقة الثورة الفلسطينية ومن الفصائل الرئيسية في منظمة التحرير ، واي كانت مبررات قطع المخصصات سياسية او كما يقال من قرب هذا الفصيل من القائد محمد دحلان ، لا يعطي الرئيس الحق في قطع تلك الموازنة ، فالرئيس اصبح يمتهن سلوك الاقصاء الفردي والجماعي للمناضلين سواء في فتح ولحق الامر بفصائل منظمة التحرير وكما حاول ان يفرغ حركة فتح من قواها الفاعلة يحاول الان تفريغ منظمة التحرير من الفصائل الفاعلة والمؤثرة ، وعلى ما اعتقد ان اموال الشعب الفلسطيني في الصندوق القومي هي حق لكل فلسطيني ولا يجوز ان تحول كمال سياسي تحت بند من معي ومن ضدي . وما تم اقراره على الجبهة الشعبية ها هو يكرس الان على الجبهة الديموقراطية ، وكما اعتقد ايضا ان كل المبررات التي اتت امام هذا القرار هي مجرد تبريرات لما هوجديد ستتكشف عناصره السياسية لاحقا .

ما الفت نظري بيان اللجنة المركزية المتشجنج الذي يدل عن الضعف وعدم الموضوعية اكثر منه قوة لحال حركة فتح ، وخاصة عندما تكيل المركزية جمل التهديد والوعيد وقدرات المارد الفتحاوي في التصدي لمن يتعدى على الرئيس ولانه رئيس فتح....!!! يبدوا ان الاخوة نسوا ان الرئيس هو رئيس منظمة التحرير ورئيس السلطة الا اذا كانوا قد اعتبروا انفسهم فقط ان عباس رئيسهم فقط وليس رئيس المجموع ، وبالتالي الاسلوب المتشجنج من قبل المركزية والفئوي الفصائلي قد يزيد الساحة التهابا وانقساما وتشرذما .

قال البعض انه منذ زمن لم نرى قوة في بيان المركزية كهذا البيان..... ولكنني اقول ان هذا البيان كان وسيلة اضافية الى حالة التشرذم واللتغييب الثقافي والوطني واشغال للفتحاويين لمعركة ليست معركتهم وولعدو ليس بعدوهم ..... وكنا نتمنى من المركزية ان تهدد وتوعد من احرقوا اطفال وعائلات فلسطين في الضفة او تهدد من يبيعوا اراضي المواطنيين والسماسرة للاسرائليين او يقفوا اخر اتفاقية بين السلطة ووزير المالية الاسرائيلي لتزويد اسرائيل بالمقاولين والعمال والمهندسين لزيادة وتيرة البناء والانشاء في داخل فلسطين المحتلة ، كنى نتمنى وان تكون الجراءة والشجاعة التي استخدمت ضد الجبهة الشعبية ان تستخدم ضد الاحتلال والتوجه الادبي والتعبوي والثقافي الى ابناء فتح لمواجهة الاحتلال بكل الطرق بدلا من تعليمهم التشرذم وشحنهم تعبويا ضد فصيل ساهم بالقدر الكبير في الحركة الوطنية الفلسطينية ولديه من الشهداء والاسرى والقادة في سجون الاحتلال .

لقد ترينا في مدرسة فتح الحركة الوطنية الفلسطينية التي تستوعب الجميع وان كان هناك موقف سياسي وكما فعل الشهيد ياسر عرفات فلم يفكر يوما بقطع مخصصات فصيل وبرغم التباعد السياسي في بعض المراحل الذي وصل الى كسر العظم اعلاميا .

وبرغم ان هذا النهج المدمر الذي يقود فتح والسلطة ومنظمة التحرير ما زلنا نتحدث بانه يجب ان يرتفع الجميع لمستوى المسؤلية الوطنية وان يدرك هؤلاء الذين يكيلون التهديد والوعيد لهذا الفصيل او ذاك او هذا الفتحاوي او ذاك بان الاشخاص زائلون وتبقى فتح والحركة الوطنية الفلسطينية هي الباقية وان تعثرث او اصابتها الكبوة في فترة ما ، ومحاولة اقحام فتح بين الفعل وردة الفعل هو اخطر بكثير من كونه دفاع عن شخص يمثل رئيس فتح وكما قلت هو رئيس السلطة والمنظمة يعني الشعب الفلسطيني وليس لفصيل بحد ذاته .

وكما قال الشهيد ياسر عرفات """ انا رئيس الشعب الفلسطيني كله ،، عايزيين تصغروني اكون رئيس لفتح ، انا كا الفصائل وابناء الشعب الفلسطيني اولادي ، وازاي الاب ما يكون حنون وعطوف على ابنائة""""""" وامام تلك العبارات تجف كل المبررات والاطروحات والاقاويل ودعاة التشرذم الانسلاخات .