جراسا -

ليس كل انسان كامل الجسد من الضرورة ان يكون عنصر مفيد في المجتمع وليس كل من خلقه الله تعالى بعجز جسدي في جزء من اجزاء جسده يشكل عبء على الوطن ..

كثير من هؤلاء الناس وهبها الله تعالى من القدرات ربما لم توهب لغيرهم من الناس فتجد منهم الطبيب والمهندس والكاتب والرسام والمبدع وصانع المعجزات ولكنهم لايعطون الفرص الحقيقية ليكونوا حلقة عطاء ايجابية تدعم مسيرة نهضة الاوطان وتدعم البناء المحتمعي وترص صفوفه ..

العديد من المجتمعات المتقدمة في العالم اعطت لهذه الفئة المهمة من الناس اهمية كبيرة ووفرت لهم كافة الوسائل الضرورية المتاحة لتخفيف معاناتهم وتسيير امور حياتهم اليومية فاوجدت لهم الطرق والممرات والمصاعد الخاصة والاماكن المحددة في الحافلات واعطتهم حصة واولووية من التعيينات في الوظائف العامه وحتى فرضت على الشركات الخاصه توفير فرص عمل لهم لكي لا يكونوا عبء على المجتمع ولكي لا يشعروا بالتفرقة المجتمعية والشعور بالدونية والنبذ ..

وللأسف في بلادنا الشرقية مازال الاهتمام في هذه الفئة المجتمعية الهامة في مراحل متخلفة وتجد تلك الفئة التي ليس لها يد بما هي فيه التهميش والاقصاء ونظرة الاستعطاف رغم ان اغلبها يمتلك الكفاءة والقدرة التي ربما تتفوق في كثير من الاحيان بها على سليمي الجسد وكلنا يعرف انه كم من سليم للجسد فقير للعقل والعلم والعطاء ويشكل حلقة سلبية معطلة للتنمية وكم من صاحبة احتياجات خاصه عبارة عن شعلة للعطاء والوعي والوطنية ..

وانا اعرف بعض الحالات ممن اكملن الدراسة الجامعية بتفوق مازلن لا يأخذن فرصهن الكاملة في الحصول على عمل رغم انهن ومنذ سنين يقفن رقم واحد في ترتيب سلم ديوان الخدمة المدنية ويتم التعدي على دورهن الوظيفي بحجة الاعاقة .. رغم ان الوظيفة بالنسبة لهذه الفئة الأصيلة التي تعتبر جزء لايتجزأ من المجتمع هي أمل وحياة قد تساهم في تأسيس أسرة وعائلة ومستقبل مضيء يساهم في رفعة الاوطان ويمحو كل شكل من اشكال التفرقة من المجتمع .... اتمنى ان تهتم مراكز صنع القرار المجتمعي بتلك الفئات وخصوصا ذوو الاحتياجات الخاصة من الفتيات لكي لانكون نحن والزمن عليهن ..

م عبدالهادي الحوامده