مجنون من يعتقد أن حب الوطن بالشعارات والهتافات الكاذبة أو بكثرة التصفيق والتسحيج للمسؤولين أو بالبصم والتأييد الكاذب ...

ففي رواية وقصة من ملف المخابرات المصرية تقول بأنه عندما تمكن الجاسوس المصري الأسطورة رأفت الهجان من اختراق المجتمع الإسرائيلي ، طلبت منه المخابرات المصرية بأن يقوم بتجنيد يهود يثق بهم للعمل لصالح المخابرات المصرية ، فأقترح رأفت الهجان اسم ( إستر بولونيسكي)..فسأله ضباط المخابرات المصرية : لماذا اخترت هذا الاسم بالذات؟؟!! ..فأجاب بأن إستر يهودية متمردة على مجتمعها ودائمة الانتقاد للمجتمع الإسرائيلي ولا يعجبها الحكومة الإسرائيلية ولا السياسة الإسرائيلية وهذا ما سيجعلها بالتالي أسهل هدف للتجنيد..

فصرخ به ضباط المخابرات المصرية وأمروه بأن يتجنب هذه الفتاة بالذات وبأن يكون شديد الحذر في التعامل معها وأن لا يرتكب أي خطأ أو هفوة أمامها بالذات... فأستغرب رأفت الهجان وسألهم لماذا؟ فأجابه ضباط المخابرات المصرية : بأن الشخص الدائم الانتقاد لمجتمعه وحكومته وسياسة بلده هو أكثر الأشخاص وطنية وحباً لبلاده....

فاليوم نرى حتى على مستوى أي مسؤول أو أي مدير دائرة... يحب ويجمع حوله من يمجدونه ويمدحونه ويسكتون عن أخطاءه ويصغرونها له... حتى على مستوى مرشح البلدية أو النيابة عندما يحاول أحدهم توضيح وضع المرشح بالنسبة للنجاح أو الخسارة ويتكلم الصحيح ( من باب خوفه عليه ) ولا يكون الصحيح حسب هوا المرشح يزعل منه ويحاول إبعاده من مقره .. ويقرب الذين يهولون له الأوضاع وان نجاحه حاصل ( وهم يتمنون له الفشل من قلوبهم)...

حتى أن بعض الأبناء لا يعجبهم كلام آبائهم الناقد و اللاذع لهم و الذي يصب بالنهاية في مصالحهم بالمقابل يحبون كلام رفاقهم الذي فيه هلاكهم ..وفي مثل قديم عند الختيارية وكبار السن بحكي ( لا تسمع من اللي بضحكك واسمع من اللي ببكيك ، لأن اللي كلامه بضحكك بضحك عليك.. واللي كلامه ببكيك بكون قلبه عليك)