يقال للشخص " الله يطول عمرك لاتقلب علينا المواجع ... وخلي الذي في القلب في القلب بلاش نفقع " ، 140 رجل سياسة ما بين ملوك ورؤساء حكومات وسياسين إقترنت أسماءهم مع اسماء تجارمخدرات ومهربين وتجار أثار وفن ، وفي النهاية بلايين الدولارات تقفز من جيوب الشعوب لتستقر في حسابات بنكية في جزر بريطانية لاتخضع للرقابة الضريبية .

فلسفة مالية بسيطة ولاتحتاج لبحث " السلطة المطلقة مفسدة مطلقة " ، وهذا حال الجزء العربي من " أوراق بنما " التي يقال أنها سوف تقلب التاريخ السياسي المرتبط بالإقتصاد على رؤس الكثيرين من هؤلاء الرجال ، وما ذكر في تلك الأوراق من أرقام وحسب بعض التقارير يمثل رأس جبل الجليد الذي يخفي أسفله ثلثين الحكاية ، وفي الوطن العربي لاتمثل لنا كشعوب تلك المعلومات صدمة تاريخية بل هي تقلب علينا المواجع وتؤكد في نفس الوقت حديث الشعب الغير قابل للتشفير أو التحليل والذي يخرج من أرض واقع الموت والجوع العربي ، والذي تعرف نهايته كأي قضية فساد مالي في هذا الوطن المسكين .

وربما قد تحدث تلك الأوراق إنقلاب تاريخي في دول أخرى يخضع فيها الساسة للرقابة والمحاسبة وتصلهم يد الشعب قبل يد القانون ، وأباطرة النفط العربي المقرونين بأباطرة السياسية ورجال الأجهزة الأمنية لن تهز تلك المعلومات شعر في جسدهم الذي وكما يقول المثل " تمسح " ولم يعد يجدي فيه الضرب ، وهم نفس الرجال الذين أسندوا ظهورهم للفتاوي الدينية التي تدعو لعدم الخروج الى الشارع فكيف بالخروج على الحاكم الفاسد ، والشيء المضحك في حكاية " أوراق بنما" أن الشارع العربي سوف يعيش حالة من النصر الذاتي بعد أن تحققت روايته عن هؤلاء الساسة والفاسدين ، والمخيف هنا أن لحظة النصر تلك أو نشوة إنتصار روايته سوف تنسيه ما يصيبه من أوجاع .