الملكة زنوبيا، ملكة الشرق انتصرت على أمريكا وإسرائيل


يخطئ من يظن أن أمريكا وإسرائيل لم تكن حاضرتين في الحرب على أم المدائن وعروس التاريخ تدمر ، ويخطئ أكثر من يعتقد أن الإرهاب الصهيو ـ تكفيري لا يطالب برأس الملكة زنوبيا، ملكة الشرق ، إلا أن الملكة انتصرت على الشذوذ الثقافي العاجز عن فهم أو حتى تجاوز المستوى المعرفي والثقافي القائم في تدمر قبل 4000 عام ، أي جهل نحارب ؟! وأي تخلف أصاب أمريكا والثكنة العسكرية الغربية إسرائيل ؟!!

وبمناسبة الانتصار نذكر الجميع بأننا أرسلنا كمؤسس للهيئة الجليلة على المستوى العالمي بتاريخ 2/4/2014م، رسالة إلى السيد الرئيس الدكتور بشار الأسد حفظه الله، رئيس الجمهورية العربية السورية، وقلنا فيها وهي منشورة إعلامياً ( رسالة إلى الأسد، انتصرت وأنت الرئيس )، وما أود قوله أننا كإنسانيين كنا وما زلنا وسنبقى مؤمنين بنصر سورية والمقاومة الإسلامية على الإرهاب التكفيري والصهيوني المتعفن بالعنصرية ، إيمانا قطعياً لا لبس فيه ، لأنها تدافع عن الحق ، وعن الأرض ، والتاريخ ، و الإنسان ، وعن المنجز الحضاري ، وعن سورية جنة الفقراء ، وقبلة الإنسانيين على مر التاريخ .

واليوم نعود ونقول بنصر الرئيس الأسد انتصرت الملكة زنوبيا ، وانتصرت الجغرافيا الإنسانية في التاريخ والحاضر والمستقبل ، نتحدث عن تدمر رأس حربة الخطوط الإرهابية المتقدمة بالأمس القريب ، ما يعني أن انتصار الجيش العربي السوري في تدمر ليس سهلاً عسكرياً وجغرافياً ، وإنما نصر قلب المشهد الإستراتيجي العسكري الصهيو ـ أمريكي رأساً على عقب ، وأرسل عدة رسائل قاسية جداً ،غاية في البلاغة العسكرية للعدو الإسرائيلي ، ولكل الأطراف الداعمة للإرهاب ، ومختصر هذه الرسائل تفيد بأن المقاومة لديها أساليب متطورة ، ومتطورة جداً في حرب المدن ، ومثل هذه الحرفية تزلزل أركان الكيان الصهيوني ، لأنه ما فائدة الجيش الإسرائيلي إذا لم يحمي المستوطنين من عدوهم الوحيد عربياً المقاومة وتحديداً حزب الله ؟!!

سؤال يطرح الآن على طاولة القيادات الإسرائيلية والأمريكية، وهنالك أسئلة أخرى تطرح مثل : ماذا كنا نعمل طوال تلك السنين في سورية ، أكثر من خمس سنوات في سورية مضت من المفترض أنها كافية أمنياً وعسكرياً ، إلا أن النتيجة المدوية تنذر بما هو أكبر وأخطر من سقوط تدمر وزوال الإرهاب ، وللعلم فقط : عسكرياً تحرير دير الزور والرقة أسهل بكثير من معركة تدمر المعقدة جغرافياً وعسكرياً وأمنياً ومدنياً وأثرياً إلخ ..!!

يا أبن التاريخ والجغرافيا العربية والإسلامية والإنسانية، أي شهادة يطرزها لك التاريخ الإنساني أيها الأسد ؟! ومن وهبك القلم لتعيد كتابة التاريخ من جديد ؟!!

إنهم بواسل الأسد ينتصرون ويدحرون الإرهاب الصهيو ـ تكفيري ، سلمت وسلمت أيدي أبطال الجيش العربي السوري ورجال المقاومة الإسلامية ، وأيدي الأبطال الإيرانيين والروس ، وكل الإخوة والأصدقاء الداعمين للشرفاء في كل مكان ، تدمر بداية الانتصارات ونهاية الظلم والإرهاب، تدمر المقاومة الإنسانية الخالدة ، رمز الحضارة الإنسانية ، وعقدة المواصلات وسط بادية الشام، تدمر التي تمهد إلى تقدم الجيش السوري شمالا باتجاه مدينة الرقة، أهم معاقل "داعش" ، كما تفتح الطريق أمام التقدم إلى دير الزور شمالا، وإلى الغوطة الشرقية لريف دمشق، وريفي السويداء ودرعا جنوبا ، إضافة إلى عزل داعش جغرافياً مع أرياف حمص وحماة غربا، والحدود العراقية شرقا ، وتضييق الخناق أكثر فأكثر على التنظيمات الإرهابية ، هذا عدا عن تحرير حقول الغاز المهمة في محيط المدينة، أي ضربة قصمت ظهر أمريكا وإسرائيل وكل من يدور في فلكهم ؟!!

ضربة بخرت المليارات من الدولارات ، حرقتها أمام عيونهم ، ضربة عملت على تأمين المطارات والقواعد العسكرية للجيش السوري في ريفي حمص الشرقي والشمالي الشرقي ، وللعلم يا سادة تحرير تدمر ليس حدثاً عادياً يمكن المرور عليه هكذا ودون أي تحليل ، إنه الحدث الأهم والأبرز في الحرب على الإرهاب ، ومن جميع النواحي وبخاصة على وجه التحديد العسكرية ، لأن هنالك حرفية عالية جداً ومتطورة للغاية ، عملت على التشويش على منظومة اتصالات الإرهابيين الصهيو ـ أمريكية ، نتحدث عن منظومات اتصالات متطورة جداً تم اختراقها لا بل والتشويش عليها ، والأدهى والأمر بالنسبة للأمريكان وإتباعهم هو كيفية تحديد إحداثيات القصف بعد رصد دقيق لمواقع مقاتلي التنظيم ، نتحدث عن دفاعات أمنية متطورة جداً ، وذات منظومات في التحصين النوعي عسكرياً ، تقوم على الأحزمة المتعددة والمتنوعة في التركيب الذي يستند إلى خنادق وإنفاق اتصال وحقول الألغام لمنع أي تقدم عسكري ، مضافاً لذلك منظومة القنص المدربة جيداً ، كل ذلك وفق معايير أمنية إسرائيلية أمريكية متقدمة إقليمياً وعالمياً تستخدم كل مساحة كمركز للقتال ، وضمن هذا الإطار علينا أن نأخذ معايير الانتصار ...!!

وفي تقديرنا أن هنالك جملة من النقاط الهامة جداً والتي تقتضي من الأمريكي والإسرائيلي سرعة قراءتها وفهمها والعمل في مضمونها ، وأول هذه النقاط هي : فشل الأدوات الإرهابية ومموليها في المنطقة ، ثانياً : ليس من خيار غير التسوية السياسية وبدون أية شروط مسبقة ، ثالثاً : روسيا جزء لا يتجزأ في معادلة محاربة الإرهاب ، وهي معنية أمنياً قبل غيرها في محاربة الإرهاب في سورية وعموم المنطقة ، لإن الإرهاب إن تمدد أول ما يضرب روسيا قبل غيرها ، رابعاً : على الدول الأوروبية أن تدرك خطورة ما صنعت مع أمريكا وإسرائيل ، وما التفجيرات الأخيرة في بروكسل إلا خير شاهد ودليل على صحة كلامنا منذ بداية الحرب الكونية على سورية ، خامسا : على الأنظمة العربية إعادة النظر في مجمل ما يحدث وفي كافة المواقف التي تتماشى مع ما ينتظر المنطقة في المستقبل القريب ، والذي سيكون قاعدته سورية الموحدة ، سورية العربية ، الإسلامية ، الإنسانية ، سورية الحرية والتحرر ، سورية العيش المشترك ، سورية التي وضعت أمريكا والتحالف الدولي بحرج شديد جداً ، بعد أن حررت تدمر بهذه السرعة ، ذلك التحالف الذي قام بألوف الطلعات والغارات على مواقع التنظيم الإرهابي في سورية منذ نحو سنة ونصف السنة ، وبلا أية نتيجة ، والمضحك المبكي ما صدر عن البيت الأبيض وعلى لسان الخرف أوباما ، من أن محاربة الإرهاب تحتاج إلى عقد من الزمن على أقل تقدير ـ الله أكبر ـ ما هذا ؟!!

إن مثل هذا التحرير في تقديرنا كمؤسس للهيئة الجليلة على المستوى العالمي وإن كان يحرج أمريكا والتحالف الغربي إلا أنه يضع الأمم المتحدة أمام مسؤوليتها في إثبات حقيقة نيتها في محاربة "داعش" بجدية وسرعة ، ويضع كل من يزعم محاربة الإرهاب على المحك ، تفضلوا إن أردتم محاربة الإرهاب للتنسيق مع الجيش العربي السوري ، وكإنسانيين نعود ونقول لكم : ليس من خيار ، وليس من وقت أمامكم ، يكفي ، لتخجل الإدارة الأمريكية ، لتخجل وهي تصنع الأعداء لسورية والشرق الأوسط ولأوروبا وأمريكا وللإنسانية جمعاء ، وأنتم اليوم قلب الهدف الإرهابي ، وبتحرير تدمر ينتهي حلمكم بدولة الخلافة على الطريقة الصهيو ـ أمريكية ، وعلى أمريكا أن تقف وبالعلن ، إما مع داعش والنصرة وباقي التنظيمات الإرهابية ، أو تقف في صف من يحارب الإرهاب ، وهنا لا نتحدث فقط سياسياً من جنيف إلى قرارات الأمم المتحدة وصولاً إلى فينا وميونخ ، وإنما عسكرياً أيضاً ، ودولياً لأن الدولة السورية قوية ، وتستطيع أن تستمر في حربها ضد الإرهاب وكل من يدعم الإرهاب ، وسلام على الملكة زنوبيا، ملكة الشرق التي انتصرت على أمريكا وإسرائيل ...!! خادم الإنسانية . مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات