جراسا -

هلا أبولباد - تصوير محمد النواطير - تجتلي من قسمات وجهه التي تعبر عن ثقة مطلقة بقناعاته حينما يتحدث اليك، شعور يوحي اليك فورا بالطمأنينة والامان، وهو يتحدث بكلمات محسوبة بدقة، مدروسة للغاية، وواثقة بكل حرف ينطق به موصلا رسالة واحدة اليك : ان الاردن باق ما بقى الدهر امنا بعون الله قبل كل شيء اخر، بقيادته التي نذرت نفسها لشعبها ووطنها وامتها، وباجهزته الامنية التي تحرس اهله وارضه وهواءه ومقدراته، بسواعد رجالها التي تلين الجبال لها وتنحني صاغرة، وهمة جنودها الذين نذروا انفسهم وارواحهم فداء للاردن، لكي يبقى وطنا عصيا على كل طامع وحاقد ومارق.

تشعر بالفخر حينما تلتقي المدير العام لقوات الدرك، اللواء الركن حسين الحواتمة، بل تزهو برجالات نذروا انفسهم ليبقى الاردن واهله امنين سالمين من كل اذى، وتختال فخرا وتيها، ان القيادات الامنية والعسكرية الاردنية التي اوكلت لها امانات ومسؤوليات جسام في اعناقها، هموا على قدر العزم واكثر.. وهموا على قدر الامانة واكثر، وهموا تلاميذ مدرسة هاشمية ما خرجت يوماً سوى رجال عاهدوا الله على الوفاء للاردن وقيادته واهله، وما بدلوا تبديلا .

مديرية قوات الدرك التي تجولت بها "جراسا"، بدت كما خلية نحل واكثر، بضباطها وافرادها، كل على راس عمله، منكب يؤدي واجباته، مزينون بابهى حلل الضبط والربط العسكري الذي يجسد نموذجا يحتذى، وجب على "جراسا" الاشادة به ومهما وصفت تظل عاجزة ..

على هامش اللقاء مع اللواء الركن الحواتمة، دارت احاديث  لها طابع استثنائي، واستثنائي للغاية، فالرجل تجسيد حقيقي للجندي الواثق، المترجم لرؤى قيادته، المستلهم همته منها، عازياً الفضل من بعد الله سبحانه في امن الاردن وامان اهله، للقيادة الهاشمية الحكيمة التي نسجت وشائج  محبة وعلاقات لا شبيه لها بين قيادات دول العالم وشعوبها، كما هو حال الهاشميين والاقرب الى وريدهم ووجدانهم شعبهم ..

اللواء الركن الحواتمة اوصل من خلال كلماته عبر "جراسا" رسالة مفادها : ان الاردن بخير وسيظل دوما، وان الامن فيه ولمواطنيه امر محسوم بالنسبة له مؤكداً، وغير قابل لاي نقاش .. 

الحواتمة قال ان الاردن القابع وسط بؤرة ملتهبة، لن تطاله يوما وابدا، حمم لظاها المستعرة بعون الله، مؤكدا ان قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، وحكمته، كفيلة دوما، بابقاء الاردن على بر الامان ..

وأكد الحواتمة أن قواتنا المسلحة الباسلة، التي تقف على تخوم حدودنا متربصة لاي مارق وعابر، مغلقة بوجه اي طامع كل ثغرة يحلم بها، مترصدة بسواعد جنودها وبنادقهم، وخلف ظهورهم امنين وادعين ارضا ومواطنين ما مسهم الضر يوما وقواتنا الباسلة تحرسهم .. كما اكد ان الاجهزة الامنية التي تعمل بشكل مؤسسي تكاملي لا غاية لها سوى الحفاظ على امن الاردن وشعبه، والحفاظ على استقراره، مشددا على تطبيق توجيهات جلالة الملك في الحفاظ على امن الاردن والاردنيين سالمين، رضي من رضي..وغضب من غضب.

ولفت اللواء الحواتمة الى اهمية دور الاعلام في القتال بالكلمة لصالح الوطن والحفاظ على مقدراته ومكتسابته، وعدم الانجرار وراء اي اقاويل لا قيمة لها خارج سياقات الاعلام الوطني المسؤول ، مشيرا الى ان القتال في سبيل الوطن طالما كان بالكلمة ايضا، وقال ان الرصاصة يمكن ان تقتل شخصا او لا تقتله.. انما الكلمة قد تضر بوطن باسره .!

وفي معرض رده على عدد من الاسئلة التي وجهتها له "جراسا" حول دور قوات الدرك وواجباته الموكلة اليه، اجاب عليها اللواء الركن الحواتمة، وفيما يلي نصها :

*عطوفتك نحن نثمن دور قوات الدرك الكبير في الحفاظ على الامن وتعظيم مكتسبات الوطن.. اذا سمحت بداية ان تحدثنا عن قوات الدرك بشكل عام  وما هي الغاية التي انشىء من أجلها؟

اللواء الركن الحواتمة : منذ بداية العهد الأردني الهاشمي كانت قوات الدرك تسجل بداياتها الأولى في إعلاء كلمة الحق والقانون, ومع تشكيل أول حكومة أردنية في 11 نيسان 1921 بدأ الإنفتاح الأمني لقوات الدرك حيث تولى سمو الأمير عبدالله الأول منصب القائد العام للقوة العسكرية , وتشكلت قوة الأمن من قوة الدرك الثابت وتعتبر هذه القوة هي نواة الأمن العام, و كتيبة الدرك الاحتياطي ( الفرسان ) ولتشارك قوات الدرك تحت ظل الهاشميين بكتابة الأحرف الأولى في الذود عن حمى الوطن منذ ذلك التاريخ.

ومع تشكيل كتائب الجيش العربي انيطت بالقوات الأمنية واجب المحافظة على الأمن الداخلي بالرغم من قلت الموارد المتاحة في ذلك الوقت ومحطات تاريخية تمثلت في الحروب والاستعمارة وتدخل الأجنبي ،إلا أن الأردن بقيادته الهاشمية قبض على الجمر، وأبحر في خضم العواصف والعاديات، وحافظ على أمنه واستقراره .

تنفيذاً للرؤية الملكية السامية نحو مؤسسة أمنية مميزة على المستوى المحلي والإقليمي والدولي صدرت الإرادة الملكية السامية في العاشر من تموز من عام 2008 بالموافقة على قانون قوات الدرك بعد أن أتم كافة مراحله القانونية والدستورية من قبل مجلس الأمة.

فجاءت الرؤية الملكية لهذه المؤسسة الأمنية القوية مستوحاة من توجيهات جلالته: " نحو مؤسسة أمنية متميزة على المستوى المحلي و الإقليمي والدولي قادرة على المساهمة في تعزيز الأمن والاستقرار الداخلي".

والغاية من وجود قوات الدرك هو الحفاظ على امن و استقرار المملكة ، فنحن نقوم بالتعامل مع المواقف التي تتطلب دخول قوات الدرك لحل اي ازمة بطلب من مديرية الامن العام او الاجهزة الامنية الاخرى واحيانا نقوم بالتدخل لوحدنا وفقا للمعلومات الواردة ، فواجبنا الرئيسي هو الحفاظ على القانون وحماية المواطن وتدخلنا يكون لفرض القانون ومنع اي تجاوزات او اعتداءات يقوم بها كل من تسول له نفسه العبث بامن الاردن ومصالح ومكتسبات مواطنيه.

* ما هي المهام الموكلة لقوات الدرك ؟؟

اللواء الركن الحواتمة : تتمثل في مواجهة التحديات والقضايا والأحداث الطارئة والصمود في مواجهتها والثبات على القيم والمبادئ والثوابت التي لا يمكن التنازل عنها أوالمساومة عليها ليبقى الأردن كما كان دوماً دولة مؤسسات وواحة أمن واستقرار يتطلع لغٍد مشرق ومستقبل واعد واقتصاٍد مزدهر وجيٍل واٍع.

جميع أفراد المديرية العامة لقوات الدرك يتمتعون بصفة الضابطة العدلية ومن أهم مهام المديرية العامة لقوات الدرك حسب ما نصت عليه المادة (4) من قانون قوات الدرك رقم (34) لسنة (2008):

- المحافظة على الأمن والنظام وفرض القانون حيثما يقتضي الأمر ذلك.

- السيطرة على جميع أنواع الشغب والتمرد والعصيان بكافة أشكالها.

- القيام بعمليات العزل والتطويق وإلقاء القبض على الأشخاص الخطيرين في الحالات التي تستدعي ذلك بما يتفق مع القوانين والتشريعات المرعية.

- تأمين الحماية اللازمة للهيئات الدبلوماسية العامة والمؤسسات العامة والمنشأة ذات الاهمية الخاصة.
تقديم الإسناد للأجهزة الأمنية عند الضرورة.

- الاستعداد للقيام بأية واجبات أخرى.

تسعى المديرية العامة لقوات الدرك الى تعزيز ثقة المواطنين بها من خلال إدارة الأزمات والعمليات الأمنية بحزم وكفاءة مع ضمان احترام حقوق الانسان والنزاهة والحيادية وتحسين وتعزيز المستوى الأمني من خلال الإجراءات الوقائية إضافة إلى الاحترافية والجودة في الأداء المقدم لخدمة المواطن والى تطوير كفاءة وحدات قوات الدرك مما يساهم وبشكل فاعل في مسيرة التنمية والبناء مشيراً إلى إن التعاون والتنسيق مع كافة الأجهزة الأمنية أثمر عن تحقيق مستوى متميز من الأمن والاستقرار.

* قوات الدرك تتعامل كثيرا مع احداث الشغب او المشاجرات العشائرية ، هل سقط ضحايا خلال فض قوات الدرك اي من هذه الاحداث وكم عددها ؟

اللواء الركن الحواتمة : بفضل الله فان عدد الضحايا يساوي صفراً، خلال تعامل جهازنا مع اي حدث او مشكلة وهذا فخرا لنا ونعتز به من خلال توجيهات سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين بان اسفاك الدماء خط احمر.

* ما هي البرامج والخطط لرفع كفاءة الجهاز ومنتسبية ؟؟

اللواء الركن الحواتمة : إن قوات الدرك ماضية في ظل التوجيهات الملكية الحكيمة لإعداد الخطط المستقبلية المبنية على الدراسات العلمية, مستفيدة من التجارب والخبرات المتراكمة بما يضمن ديمومة مناخ الاستقرار على أرض الوطن, ومن أبرز الجوانب التي تعمل قوات الدرك على تطويرها يوماً بعد يوم, الارتقاء بمستوى الأداء لكافة المرتبات من خلال التركيز على مهارات التدريب المتقدمة وصولاً إلى الاحتراف والتميز المنشود والذي ينسجم مع طبيعة الواجبات والتهديدات المحتملة.وتطوير أسلوب تنفيذ الواجبات الأمنية الحالية لمجاراة التطورات السريعة في مواجهة التهديدات المحتملة من خلال منظور علمي مهني تخصصي .

التخطيط والتطوير في قوات الدرك مبني على احدث النظم والنظريات العصرية في علم الإدارة والتخطيط ,فمنها الخطط قصيرة المدى تستهدف إحداث تغييرات سريعة نسبياً وضرورية لإدامة العمل بالشكل المطلوب وتعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات إن وجدت ، وهناك الخطط بعيدة المدى يكون تحقيق نتائجها بعد عدة سنوات وتستهدف إحداث تغييرات كبيرة وبشكل تدريجي بحيث يكون التغيير المطلوب إنسيابي ومرن ويحافظ على إنتظام الخدمة الأمنية التي تُعنى بها قوات الدرك.

العمل على تعزيز القدرات العملياتية لدى الوحدات والتشكيلات من خلال رفدها بأحدث الوسائل والمعدات والأسلحة والمهمات التي تمكنها من مجاراة أحدث الأجهزة الأمنية المشابهة لها بالواجبات على المستوى الإقليمي والعالمي ,و تأهيل القادة وعلى مختلف المستويات من خلال المشاركة بأكبر عدد ممكن من الدورات التي تعقد محلياً بالإضافة إلى المشاركة في دورات تعقد في الدول الشقيقة والصديقة.

فضلاً عن إجراء التمارين المشتركة مع القوات المسلحة والأجهزة الأمنية المعنية ومركز إدارة الأزمات ، وعلى سيناريوهات كيفية إدارة الأزمات المحتملة والمتوقعة وتوحيد المفاهيم المشتركة لتسهيل عملية التنفيذ عند الطلب ,و تطوير البنية التحتية بما يخدم التوجهات الأمنية الجديدة .

كما نقوم الإطلاع على التجارب وأفضل الممارسات الدولية في مجال العمل الأمني والاستفادة من ذلك وبما يتلاءم مع طبيعة المجتمع الأردني، وأخيراً الإهتمام بالنواحي الأكاديمية والثقافية لرفع مستوى الوعي الثقافي لدى مرتبات قوات الدرك.

وستبقى قوات الدرك ماضية قدماً في ظل القيادة الهاشمية وبتوجيهات من جلالة القائد الأعلى للقوات المسلحة في عملية التطوير والتحديث لتعزيز قدراتها على تحمل مسؤولياتها الأمنية والإنسانية والقيام بواجباتها على أكمل وجه بكل احتراف وبالتعاون والتنسيق مع الأجهزة الأمنية الأخرى , مقدرين تعاون المواطنين وتفهمهم لمهام قوات الدرك ودورها في الحفاظ على أمنهم وسلامتهم وممتلكاتهم .

* هل تقتصر مبادرات جهازكم على المبادرات الامنية فقط ام يوجد مبادرات أخرى لكم؟

اللواء الركن الحواتمة: مبادراتنا لا تقتصر على الامنية فقط بل يوجد في قسم العلاقات العامة والتوجيه في المديرية فرع الدرك المجتمعي مهامه ان اي فعالية تحدث يقوم بتقديم مساعدات عينية او مادية للجمعيات الخيرية والمدارس الخاصة والحكومية او للافراد المحتاجين.

بالاضافة الى ذلك يوجد هناك تفاعل من قبل جهازنا مع الجامعات والمدارس على مستوى أقاليم المملكة حول المحاضرات التي تتطلب شرح عن فنون القتال بالاضافة الى عروض من قبل جهازنا بالمناسبات الوطنية.

وايضا يكون هناك حالات طارئة في فصل الشتاء تستدعي تدخل قوات الدرك بالتعاون مع الاجهزة الامنية الاخرى لاصلاح ضرر حصل في مكان ما وفتح بعض الطرقات التي تم اغلاقها نتيجة تساقط الثلوج.

*بخصوص الدرك النسائي ما هي واجباتهن وهل يوجد لديهن عمل ميداني؟

اللواء الركن الحواتمة: المرأة الاردنية لها دور كبير في بناء المجتمع وتعتبر منافس قوي على الوظيفة  لذلك فتحنا ابواب التجنيد لها للعمل والإبداع في صفوف قوات الدرك.
 
مهام الدرك النسائي تكمن في التصوير والعمل الصحفي ومراقبة العسكريات داخل المديرية، وفي بعض الاحيان نحتاجها في العمل الميداني عند نقاط التفتيش النسائية.