اجتماع حلف مكافحة الإرهاب العربي والمشاركة الأردنية


يبدو أن حلف مكافحة الإرهاب العربي الإسلامي الذي تم تشكيله قبل بضعة أشهرينطلق بخطى ثابتة نحو تحقيق أهدافه التي تم تأسيسه لأجلها، والتي تأتي أولا في إطار المكافحة الجماعية للإرهاب الذي غدا آفة تضرب وتلدغ حيثما أتيحت الفرصة دون تمييز ودون أي اعتبار لحرمة للدم والمال والعرض،ويعرض مصالح الدول العربية ومجتمعاتها للخطر ويهدد أمنهاواستقرارها،وذلك عوضا عن الجهود التي تقوم بها الدول منفردة في هذا المنحى، وتأتي ثانيا في إطار الحفاظ على الأمن القومي العربي الذي تعرض لهزات عنيفة في أكثر من دولة عربية تشكلت معها بؤر للإرهاب متعددة غدت توجه سهامها في كافة الاتجاهات دون رادع أو وازع أخلاقي أو ديني.

فقد بدأ الحلف بعيد تأسيسه بمبادرة من المملكة العربية السعودية في إجراء مناورات رعد الشمال التي استمرت لبضعة أسابيع وشارك الأردن فيها منذ انطلاقتها، واختتمت قبل أيام في مدينة حفر الباطن في شمال المملكة، بحضور صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين، موجهة رسالة قوية مفادها أن العرب قادرون على التوحد وجمع الكلمة سياسيا وعسكريا في أوقات الرخاءوفي الأوقات العصيبة للدفاع عن مقدراتهم، ووأد المخاطر التي تهددهم في مهدها قبل أن يكون في مقدور القائمين عليها مجرد التفكير في تنفيذ مخططاتهم ومؤامراتهم، واستئصال شأفة الإرهاب أيا كان مصدره والقائمون عليه.

وها هو الحلف ينطلق في خطواته إلى مرحلة أخرى ربما تأتي في إطار التنسيق لما سيقوم به من مهام وواجبات في المستقبل، وبحث سبل مواجههة التحديات التي غدت تحيط بالأمة سياسيا وعسكريا بل وربما وجوديا، والإعداد لإجراءات عسكرية مبادرة، ووضع البرامج والآليات اللازمة لذلك، بما يوحي بأن الحلف مقبل على البدء في تنفيذ المهام المحددة له، مقرنا القول فعلا على أرض الواقع، وهو ما سيؤدي بالضرورة إلى إحداث تغيرات إيجابية كبيرة في الموازين العسكرية في المنطقة، والاعتماد على الذات في حماية الأمن العربي، علاوة على تقليص النفوذ الأجنبي في المنطقة، ومواجهة نفوذ إيران ومحاولتها المستمرة في زعزة الاستقرار في أكثر من دولة عربية، بعد أن تغلغت في أكثر من دولة عربية وتبجحت في وقت من الأوقات بأنها تتحكم في قرارات أربع عواصم عربية وتهيمن عليها، تمت مما يؤسف له بمساندة قوى تزعم بعروبتها ووطنيتها.

ومن هنا تأتي المشاركة الأردنية في اجتماع رؤساء جيوش الدول العربية والإسلامية المشاركة في حلف مكافحة الإرهاب االذي بدأ في الرياض وممثلة بمستشار جلالة الملك للشئون العسكرية رئيس هيئة الأركان المشتركة، الفريق أول الركن مشعل محمد الزبن،وذلك انطلاقا من الإيمان بالدور القومي والأساسي الذي يلعبه الأردن على الدوام على المستوى العربي في تعزيز العمل العمل العربي المشترك في كافة النواحي السياسية والاقتصادية والعسكرية، والإسهام في دفع المخاطر التي تحيط بالأمة أي كان مصدرها، والعمل علىتوحيد جهودها فيمكافحة الإرهاب، وتحقيق التكامل فيما بين أطرافها، ورص صفوفها،وهو ديدن الهاشميين الذين لم يألوا جهدا في سبيل جمع الأمة تحت راية واحدة منذ بدايات الثورة العربية الكبرى في القرن الماضي وحتى الآن.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات