تأملات برسم التشظي !!


جراسا -

بقلم: نــوال القصــار

" من سيحكم العالم " ؟!
ثمة أسئلة مشروعة ومشوبة بالوجع والاستنكار ، ونحن تقف أمام تحولٍ مُشين لوجه البشرية والانسانية الراهنة.

من سيحكم العالم إذا أباد أبناء البشر بعضهم البعض؟ وهل يمكن أن يخلق الله سبحانه وتعالى آدم وحواء "جديدين" ، لتُنجب الطبيعة أبناء طيبين ومحبين لبعضهم البعض، وتعود السيرة الأولى للكون لتعيد القول على بني آدم وتقول له اقرأ، لا تقتل ولا تزن، أكرم أباك وأمك ويعيش الناس بمحبة وسلام.

هذا السرطان المنتشر في العالم يحمل وجوهاً عدة ، ازدواجية الألم والشر والخراب، سيأتي يوم ولا يجد فيه من يقتل سوى نفسه، وتعود الطبيعة إلى بهائها الأول، إلى طهارتها ونقائها ويزدهر القمح وتجري الجداول من جديد، فهل يمكن أن يحدث ذلك؟

وإذا كان هناك بعد الموت حياة، حياة يعيش المرء خلالها حيوات أخرى عاشها في الأزمنة الغابرة، فهل يتذكر العنف الأول الذي ساد العالم ويتعظ من هذا الدمار والقتل وينشر السلام والحب بدلاً من إراقة الدماء؟

هل يعود الشهداء لتقبيل أقدام الأمهات والعيش في جنتهن بدلاً من الصعود قتلاً إلى السماء؟

ماذا لو صحونا غدا وبدا الوطن شهياً كما ينبغي لكل منّا، والعيش رغيد والأبناء ذاهبون إلى مدارسهم دون صخب أو ضجيج؟

ماذا لو صحونا غداً على أصوات العصافير، وعلى زغاريد الأمهات وهن يزفنَّ أولادهن إلى عرائس جميلات وليسوا محملين شهداء على أكتاف الوطن؟

الاقتتال والتصارع وجهان قبيحان للتناحر الذي غدا "لابشري" بامتياز، فلن يكتفي التراب ولن تكتفي الأرض بهذا النهم المتعطش للدماء البريئة والمجانية على حدٍ سواء، لماذا نهادن الشيطان ونستسلم لأذرع الفناء حتى تبتلع الأرض آخر ذرة من الإنسانية في كل واحد منا، وحينها ستكون البشرية محض هباء، لا سيادة لها على أرضٍ ولا غفران لها في السماء ..

هل حقا يا "درويش" على هذه الارض ما يستحق الحياة؟؟ أم اننا في طور تسليم مقاليد حكم البشرية لقردةٍ من جنسٍ جديد قد ترتقي على سلم البشرية لتصل إلى جنس أكثر إنسانية من إنساننا اليوم، فهل نرتقب يومنا ذاك.. أم نعود الى نواة أرواحنا الشفيفة لنستحق الأرض ونزرع فيها ما يستحق الحياة .

 * نوال القصار كاتبة وروائية من الاردن



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات