لماذا سمح للغزيين بالسفر عبر "الأردن" بعد 20 عاما من المنع؟


جراسا -

في خطوة يرى فيها المراقبون انها تأتي في سياق الحرب على الانسان الفلسطيني وتهجيره من ارضه وضمان عدم عودته إليها مرة أخرى،قررالاحتلال الإسرائيلي مؤخرا السماح لسكان قطاع غزة بالسفر إلى الخارج عبر الأردن، وفقًا لشروط منها عدم العودة خلال سنة على الأقل، والحصول على الموافقة الأمنية الإسرائيلية والأردنية، وكشفت صحيفة هآرتس أن إسرائيل ستسمح للغزيين بأن يسافروا لدول العالم عبر معبر الملك حسين، شرط ألَّا يعودوا خلال عام.

وحددت إسرائيل عدد المسافرين، حيث ستسمح لمائة شخص كحد أقصى أسبوعيًّا بأن يسافروا، ويشمل القرار المواطنين الذين لديهم أسباب مثل العلاج الطبي، أو المشاركة بمؤتمرات خاصة وطلابا حائزين لألقاب أكاديمية متقدمة، وتشترط الوثيقة على مقدم الطلب أن يحصل على مصادقة الأردن على عبور أراضيها، كما أن السفر إلى المعبر يكون بمجموعات فقط، وبمرافقة عسكرية أو بمرافقة ممثل رسمي عن السلطة الفلسطينية، وزعمت صحيفة هارتس أن ذلك القرار يعتبر تغييرًا كبيرًا في سياسة استمرت لمدة 20 عامًا، حيث تمنع إسرائيل منذ العام 1997 سفر سكان قطاع غزة إلى خارج البلاد والعودة عن طريق المعبر الأردني أي عن طريق الضفة الغربية.

العودة إلى القرار الإسرائيلي الذي تم إلغاؤه قبل 20 عامًا تقريبًا، في هذا التوقيت في ظل الحصار المشدد على قطاع غزة، والتهديد بشن حرب جديدة أو انفجار القطاع، أثار تساؤلات عديدة حول نوايا الاحتلال من وراء هذا القرار المفاجئ، حيث تباينت الآراء التي تفسر الخطوة الإسرائيلية الجديدة.

ويرى المراقبون أن القرار يصب في مصلحة الكيان الصهيوني، الذي يسعى إلى إفراغ القطاع من سكانه، عن طريق استغلال الحصار وانعكاساته على حاجات المواطنين الحياتية، سواء كانت الطبية أو التعليمية أو الاقتصادية، ومن ثم الاستيلاء عليه تدريجيًّا ووضعه تحت الوصاية الصهيونية في نهاية المطاف، من خلال تسهيل خروج أهالي غزة من القطاع، ومن ثم التعسف في إجراءات دخولهم من جديد، سواء من خلال معبر بيت حانون أو معبر الملك حسين أو معبر رفح.

ورأى اخرون أن القرار محاولة التفاف إسرائيلية على الضغوط الأممية والدولية التي يتعرض لها الكيان، لإجراء تسهيلات في قطاع غزة وتخفيف الخناق عن قاطنيه، خاصة بعد أن اشتعلت الأحداث في فلسطين خلال الفترة الأخيرة وانطلقت الهبّة الفلسطينية، حيث سعى الاحتلال إلى الهروب من الضغوط المستمرة عليه من خلال إلقاء الكرة في ملعب أطراف عربية أخرى مثل الأردن، خاصة أن الأردن في أحيان كثيرة تغلق حدودها أمام المواطنين القادمين من قطاع غزة، ولا تسمح لهم بدخول أراضيها، مما يجعل الاحتلال يظهر وكأنه يريد أن يخفف المعاناة في القطاع.

من خلال هذا القرار الإسرائيلي المفاجئ، سعى الاحتلال أيضًا إلى التخفيف من احتقان أهالي غزة تجاه الكيان الصهيوني، وإبعاد احتمالية تصعيد الهبّة لتكون انتفاضة تنضم إليها الفصائل والحركات المسلحة، خاصة بعد أن أصبح القطاع عبارة عن برميل متفجرات من السكان؛ بسبب تزايد الفقر والضائقة المستمرة التي تسببت فيها إسرائيل.

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات