كل أيامنا صفراء


منذ زمن بعيد ونحن ننتظر ...
قالوا " نهضة عربيه " ولم نتلمس النهوض .
تحرك المثقفون والمفكرون لكنهم غالبا ما تخندقوا وراء مصالحهم الحزبيه و التنظيميه ! فكانت معارضاتهم خجولة ولا تصل للحلول ولم يسعوا للتوافق ... ولا لبناء المؤسسات !؟
الاسلاميون ارادوا كل الكعكه لا يشاركهم فيها أحد وتسلحوا بمقولات جاهزة ولم يريدوا المشاركه ... وعانوا من الجمود
الذي ارهقهم وأرهقنا

القوميون تفرق مشروعهم بين رؤية حينا و صبابة أحيانا وشخصنه وتأليه للقائد " الملهم "

الليبراليون غرقوا في مقولات معرفيه " كل يغني على ليلاه " وتحدثوا من برجهم العاجي فيما استمر الدينيون برفضهم ..

تفرق الجمع ..
وانصرف الناس لا يؤمنون بكل هؤلاء ولا بمشاريعهم ومقولاتهم
استهلك المثقفون أنفسهم وهم يعتقدون " أنهم يملكون الحفيقه

ولكن ما العمل ؟؟؟

نعم وجع ساعة ولا كل ساعة.
نحتاج بالتأكيد للجراحة " الاستئصالية" فأمم كثيرة استأصلت وجعها وتخلفها ونهضت من تحت الرماد اعترفت أولا بمرضها وصارحت ذاتها

فاليابان نهضت بعد الحرب رغم أنها جزر بركانيه لا ثروات فيها لكنها انتبهت لثروة الإنسان،
و كوريا نهضت بعد حربين.
أما نحن فمصابون بسرطان وورم الكراهية والحقد الذي يجعلنا "عميانا". ندمر أنفسنا إحتل الورم القاتل فكرنا .. وأدمغتنا سيطر علينا على وقتنا وتفكيرنا وسلوكنا لم نعد نحسن التفكير .
.. حتى لم نعد قادرين أن نكون "أنانيون" ،ما العمل ؟؟؟
بعد هذا الشتات والدمار والخوف المرهق المضني. حالة من التيه وانعدام التوازن تسود المنطقة العربية ...لا تدري من تخاطب , ولا من الخطيب ولا نعرف "اللغة"! فكل يتحدث شرقا وغربا دون مفردات "مفهومه "ولا شيء متفق عليه، ولا مكان لنلتقي !!!أين نلتقي ؟ لا ندري الى أين وصلنا... نحتاج للجراحة لنستبدل الدماغ التالف والقلب والضمائر،
ولكن هل سنستبدل كل شيئ. كل شيئ الشعر والعيون والأنف؟ ماذا بعد كل هذه الجراجات الإستئصالية وهل هذه الجراحة ممكنة. هل نحن نحن؟؟
هل أنا أنا؟
أما كفانا الألم ؟ هل تعمل أعصابنا وأدمغتنا ... لنختبرها هل ما زالت توصل؟ الاحساس .
من الجراح وأين غرفة العمليات كم عدد المرضى المصابين وأين سيتم استيعابهم فحين تضرب إبنك تتألم وتخفي الألم ، ونحن على امتداد الساحة العربية نجلد أنفسنا ونتألم.

د.نضال شاكر العزب

Nedal.azab@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات