جراسا -

بقلم : أمل عطا الكسواني

في رواية "بعد بيروت" للكاتبة الاعلامية الروائية رائده الشلالفه، ثمة وجعات منسوجة بلغة أدبية شعرية شفافة، تُمتعك وأنت تلتقط صورها الشعرية ذات الايقاع الإنثوي العذب، وتُطيح بك نحو تشظِ لا أوجع ولا أعمق وهي تسرد انكسارات بطل الرواية "كمال" ، تلك الانكسارات الخبيئة التي ظلت لصيقة بأرواحنا لأنها بذات السياق وجعات الوطن حين لا شيء يُشبه الوطن الا ذواتنا .

تتناول رواية "بعد بيروت" والصادرة عن دار فضاءات للنشر والتوزيع 2014 في طبعتها الأولى بخطابها الروائي السياسي تاريخ النضال الفلسطيني في لبنان، كما تكشف في فصلها الاول مرحلة خروج المقاومة الفلسطينية من بيروت وكشف تفاصيل المجزرة التي طالت نحو ثلاثة الآف فلسطيني ولبناني في مخيم شاتيلا وحي صبرا منتصف ايلول في أعقاب صيف عام 1982.

يقول الناقد والشاعر الفلسطيني محمد دلة في تقديمه للرواية "إن ما يستفز فيها ليس حديثها عن الهزيمة، ولا قصة حبها اليتيمة، ولا عذاب شخوصها السرمدي، وكأنهم منذورون للألم في عبثية مُرّة، بل ما يستفز ويخيف فيها "أنها تعريك مما الصقت بجسدك وروحك من قيم غبارية، وتضعك أمام مرآتك وحيداً في التخلف والهزائم والنزف الذكوري، وتعددية وظائفك وأدوارك، وكل ما يحمل لا شعورك من سناج (سخام) وانشطار وشيزوفرينيا" .

رواية "بعد بيروت" والتي لم تأخذ طريقها للنقاد، قد لا يختلف اثنان على انها تُشكل انعطافة جديدة في المشهد الروائي العربي عامة، وعلى المشهد الروائي الذي تناول أحداث بيروت فيما يتعلق بمجزرة "صبرا وشاتيلا بوجهٍ خاص، لهي رواية حقيقية الوجع وهي تنقل بعض عارنا "العروبي" الذي لا يزال يتخصب حتى اللحظة، ولا زال يتخضب بدماء الفلسطيني المراقة ايضا حتى اللحظة.

* أمل عطا الكسواني كاتبة وناشطة وباحثة في الشأن الفلسطيني / مقيمة في دولة السويد