تنامي النزعات الاستبدادية لبعض رؤساء الجامعات الأردنية


لم يعد خافيا على المراقبين لشؤون الجامعات ومؤسسات التعليم العالي في الأردن ظاهرة تنامي وتعاظم النزعة الاستبدادية لدى رؤساء الجامعات الرسمية وبعض القيادات العليا في وزارة التعليم العالي .

ففي الوقت الذي تعتبر الجامعات في كل أنحاء العالم مؤسسات علمية وفكرية تحرص إداراتها على توفير مناخات ديمقراطية وعلاقات تفاعلية بين العاملين والإدارة وبين الإدارة والطلبة تستند إلى الحوار والإقناع بدلا من السلطة والإجبار وصراع الإرادات ،فقد أصبح التعنت والدكتاتورية والتفرد في صناعة القرارات واستخدام السلطة والصلاحيات بطريقة تعكس رؤى رئيس الجامعة وتصوراته الفردية وفرضها على إرادة العاملين في الجامعة والطلبة، أصبحت ظاهرة مقلقة تنذر بعواقب وخيمة يمكن أن تحول جامعاتنا الرسمية إلى مؤسسات بيروقراطية لا تختلف كثيرا عن المؤسسات الحكومية المترهلة.

ما يحدث في الجامعة الأردنية من عنت ومواجهة بين الطلبة ورئاسة الجامعة على خلفية رفع الرسوم الجامعية على طلبة الدراسات العليا وطلبة الموازي، وقبلها قرارات متصلة بالمعدلات المقبولة لأبناء العاملين في الجامعة، كل ذلك يلقي بظلال سلبية على سير العملية التدريسية والإدارية في الجامعة وسط تشدد وتمسك كبير من قبل إدارة الجامعة التي على ما يبدوا أنها أخذتها العزة بالإثم وتتعامل مع الموقف على أساس كرامة شخص الرئيس وحفظ ماء الوجه مضحية بكرامة المؤسسة واستمرارية مسيرتها وتجنيبها للاضطرابات التي يمكن أن تتفاقم لا سمح الله إذا ما تدخلت قوى سياسية تنظر للأمور بطريقة أكثر اتزانا ونضجا وتقديرا للأوضاع الاقتصادية الصعبة للطلبة ، والأوضاع السياسية الأكثر صعوبة التي تفرضها الأحداث العنيفة من حولنا.

محاولات رئيس الجامعة الأردنية في رمي الكرة على مجلس الأمناء واتهام جهات سياسية خارجية بتحريك الأزمة والتلاعب بالطلبة لتخليص نفسه وقراراته المتعجلة من تبعات هذه الأزمة الخطيرة بين الطلبة وإدارة الجامعة لم تعد تنطلي على أحد .مجلس أمناء الجامعة الأردنية بدوره لا يفعل الكثير لإنقاذ الوضع في الجامعة والتدخل السريع لإفهام الرئيس الشاب بان الجامعة والوطن أهم وأكبر منه ومن مجلس الأمناء. النزعة الاستبدادية لرئيس الجامعة الأردنية بدت واضحة للعيان أيضا من خلال إقالة نائب الرئيس لشؤون الاستثمار الدكتور الصويص على خلفية إفادته وتقديره السلبي الذي أبداه في تقييم كفاءة رئيس الجامعة لدى اللجنة المشكلة بهذا الخصوص .

السلوك الاستبدادي ظاهرة ليست مقتصرة على رئيس الجامعة الأردنية ولكنها تستشري وتمتد للأسف لتشمل جامعات رسمية أخرى في وسط وشمال المملكة حيث يقوم أحد رؤساء الجامعات حديثي السن بتوعد أحد زملاءه من أعضاء هيئة التدريس الذي ينتقد أداءه وسفرته المتكررة وعدم إحراز أي تحسن حقيقي في إداء الجامعة بعد مرور ما يناهز العام على تعيين عطوفته .الرئيس المذكور جاء بطريقة أيضا مستبدة حيث تم خلع الرئيس السابق للجامعة بغير وجه حق على الرغم من أداءه الجيد وتقارير تقييم أداءه الإيجابية التي لم تشفع له لأن رئيس مجلس أمناء الجامعة لم يكن على علاقة طيبة معه ولم يكن رئيس الجامعة يلبي رغبات ورؤى رئيس مجلس الأمناء.

رئيس الجامعة الشاب المشار إليه يعين صهره عميد في الجامعة كما يتستر على أحد عمداء الكليات لديه الذي يشتم الذات الإلهية في وضح النهار دون أن يتخذ بحقه أي إجراء لا بل فهو يعتبر هذا العميد المسؤول الأقرب إليه!! رئيس الجامعة هذا يقوم بتعيين أعضاء هيئة تدريس دون توصية من المجالس المختصة متجاوزا بذلك الفقرات والنصوص الذي تتضمنها تشريعات الجامعة وقوانين التعليم العالي.

النزعة الاستبدادية في إدارة شؤون التعليم العالي أيضا بدت واضحة في إعادة تشكيل مجلس التعليم العالي في العام المنصرم للتخلص من بعض اعضاء المجلس الذين كان لهم رأي مختلف عن رأي وزير التعليم العالي فيما يتعلق بالتجديد أو عدمه لبعض رؤساء الجامعات في شمال المملكة.

وزير التعليم العالي الدكتور لبيب الخضرا الذي نعرفه تماما ونعرف اتجاهاته السلمية وعدم نزوعه للسلطة والتسلط مارس خلال تلك الفترة سلوكا سلطويا مستبدا ليس هو من طبعه أصلا فيا ترى هل تغير الرجل أم أن السلطة تغير البشر ؟أم أن الأمر تحكمه الأجهزة الأمنية ولم يكن الخضرا منشأ للسلوك المستبد بقدر ما كان مأمورا في تنفيذ الاستبداد وإخراجه بصورة تبدوا مؤسسية وقانونية؟ هذه أسئلة هي برسم الإجابة ونعتقد بأن انتشار السلوكيات المستبدة لدى رؤساء الجامعات وقيادات التعليم العليا ظاهرة مقلقة جدا وتستأهل النظر والاستدراك من قبل قيادة النظام السياسي وذلك قبل استفحال الأمر وتعقده ووقوع الفأس في الرأس فهل من مدكر !!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات