من لايعرف هذه الجملية في سياق أهم مشاهد مسرحية "' مدرسة المشاغبين" ، ومتولي يقلع ملابسه أمام الطلاب وهم يؤكدون له أنه كل ما ينزنق عليه أن يقلع جزء من ملابسه ،والى اليوم يتم ترديد هذه الجملة في الكثير من مواقف الحياة التي نعيشها ، بل نجد أن هناك جمل كثيرة يتم تريدها من قبل جيل عاصر هذه المسرحية سواء على طريق السماع من خلال أشرطة الكاسيت أو من خلال أشرطة الفيديو التي غيرت الكثير من مفهوم المشاهدة للمسرح والسينما في العالم والوطن العربي .

وهذه المقدمة هي باب للحديث عن زمن العُريّ العربي اليوم ، فكلما إنزنق العرب خلعوا جزءا من لبساهم إلى أن تعرينا ولم يبقى لنا سوى ورقة الدولار كي نغطي بها عورتنا ، والعُريّ العربي اليوم هو جزء من تاريخ الحرية الإعلامية المزورة التي تسوقها عشرات القنوات الفضائية تحت مسميات كثيرة من البرامج الفنية والاستعراضية ، والذي يتصدر هذه القنوات الفضائيات الخليجية والمصرية وبقوة ما تمتلك من أموال دون أية محاسبة على صرفها مقابل نشر ثقافة حرية التعري على حساب حرية التعبير في الإعلام.

وحوادث الاعتقالات والقمع الإعلامي نتيجة لحرية التعبير في الوطن العربي كثيرة وأصبحت شبه يومية ، بل نجدها تأخذ حيز كبيرا من ثقافة صانعي القرار الإعلامي المدفوع بقرار سياسي سلطوي ، ورغم أن أصحاب القرار السياسي هم الذين يمارسون العري الفكري والسياسي وذلك لأنهم دائما يحشرون أنفسهم نتيجة لعدم فهمهم لحقيقة أن التاريخ دائما ينتصر للشعوب وليس للسلاطين ومن خلفهم من رعاة ، وسيبقى تأثير جملة مدرسة المشاغبين هو المسيطر على الفكر السياسي العربي ؛ لأنه كلما إنزنء السياسي العربي في خانة حرية التعبير سيجد في القلع على شاشات التلفزيون مهربا له من التاريخ .