رئيس الجامعة الأردنية .. ما هكذا نهج العلماء .. !


مؤلم أن تجد عالِماً وأستاذاً جامعياً برتبة رئيس جامعة، يدافع لا بل يطلب رفع الرسوم الدراسية على طلاب العلم، فالصراع كان دائماً بين أصحاب المال من جهة وبين العلماء والأساتذة الكبار من جهة أخرى، فأصحاب المال وهم المستثمرون في قطاع التعليم يسعون دائماً إلى زيادة أرباحهم، وغالباً ما لا تعنيهم الطريقة وما إذا كانت هذه الزيادة على حساب نوعية التعليم، في حين أن العلماء وأساتذة الجامعات والقائمين على إدارتها يهمّهم أن تُفتح أبواب التعليم لكل راغب.

رفع رسوم التعليم الموازي ورسوم الدراسات العليا في الجامعة الأردنية، والذي أغضب الطلبة وأولياء الأمور، والذي يقف رئيس الجامعة الدكتور خليف الطراونة مدافعاً عنه، قرار خاطىء، ولا يصب في مصلحة التعليم ونوعية التعليم وإتاحته للراغبين بمواصلة تعليمهم، لا بل إن مثل هذا القرار من شأنه أن يقْصُر التعليم على الفئات المقتدرة وميسورة الحال من أبناء المجتمع، في حين سيُحرَم منه أبناء الفقراء ومحدودي الدخل، وهو ما يصبّ في النهاية في إتاحة التعليم للطبقة الغنية وحرمان الطبقة الفقيرة من هذا الحق الإنساني، ما يخلق موجة سخط في المجتمع، تؤثّر على نسق الحياة المجتمعية وتناغمها وتكامليتها...!

كنّا ننتظر من رئيس أم الجامعات الأردنية، وهي الجامعة التي أسّستها الدولة ورعتها ودعمتها ولا تزال، أن يقف ضدّ أي توجّه يعرقل مسيرة التعليم، ويضع العقبات أمام طالبي العلم من أبنائنا، وليس العكس، وعندما نرى أن رئيس جامعة بحجم الجامعة الأردنية وأهميتها هو منْ يسعى إلى رفع الرسوم على الطلبة، فمعنى ذلك أن هذا الرئيس فَقَدَ مبررات وجوده على رأس هذه المؤسسة التعليمية الكبيرة، وأنه لا بد من تنحيه أو تنحيته عن رئاسة الجامعة احتراماً لقدره ومكانته العلمية التي تفترض فيه الوقوف إلى جانب العلم، والعملية التعليمية بكل تفاصيلها، وإلى جانب طلبة العلم وتشجيعهم وتحفيزهم، وليس تنفيرهم ووضع العراقيل في طريقهم..!

يجب أن تظل الجامعة الأردنية منارةً علميةً ساطعةً من منارات الوطن، وعلى الدولة أن تحرص على إدامة هذه المنارة، ودعمها بكل السُبُل الممكنة لكي تظل قادرة على أداء رسالتها الإنسانية والعلمية الكبيرة، وعلى أساتذتها وعلمائها وإدارتها أن يقفوا بحزم، قبل طَلَبَتِهم، في مواجهة أي قرارات أو توجّهات لرفع الرسوم الجامعية بكل أشكالها وصورها، سواء الدراسة الموازية أو التنافسية أو رسوم الدراسات العليا، فما على التعليم والتعلّم من سبيل..

وأخيراً، أدعو رئيس الجامعة الأردنية الأستاذ الدكتور خليف الطراونة، إلى التنحّي عن رئاستها فوراً، لأن ما قاله ولأن توجّهاته الداعمة والمؤيدة لرفع الرسوم الدراسية تتعارض مع مكانته العلمية والأكاديمية الرفيعة.. ولعل في عودته مُعَلِماً أستاذاً في الجامعة إياها أو في غيرها أكرم وأفضل من بقائه في سُدّة رئاسة الجامعة الأردنية..


Subaihi_99@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات