إنجاز نوعي جديد.. مداهمة أوكار خلية تخريبية ظنَّ أعضاؤها أنهم بعيدين عن أعين الأمن.. فكانت الأعين الساهرة لهم بالمرصاد.. وستبقى كذلك لأصحاب المغامرات الرعناء المتربصين بأمن الوطن.
وأمام هذا الانجاز وهذه اللحظة.. فإنها شهادة حق وواجبة للتاريخ.. أكتبُ بوحاً في حضرةِ رجال نذروا أنفسهم شهداء على الدوامِ لخدمة الأمة.. حملوا على عاتقهم حماية المنجزات ودرء المخاطر والأخطار في كلِ وقتٍ وزمان.. رجالٌ لا يقفون على حيادٍ في مدرجاتِ المتفرجين.. جاهزون للتصدي بكل عزمٍ وبأسٍ وصلابة.. صدورهم عامرة بحب الله والأردن والملك.

منذ أيام طفولتنا ونحن نُعايش حكايات عن الجيش والأمن والمخابرات.. وقد كبرنا وكبرت معنا هذه الحكايات وباتت معاشاً حياتياً لا يفارقنا.. الأب والأخ والإبن والقريب والصديق.. هم المنتسبون لهذه المؤسسات.. مما جعلها قريبة دائماً الى القلب وملتصقة بنا تماماً.

إنهم رجال الأردن وعباءته.. أبناء الوطن وسياجه الحصين ودرعه المنيع.. ليعيش الجميع فيه بعزة وكرامة.. البواسل الذين تجسّدت فيهم الأماني والطموحات والآمال.. نسور تُحملق بالشمس لتصنع وطناً يحملُ التاريخَ ليسبق الزمن.

بواسل الوطن ويفقأون من حوله عيون الضواري.. يصدون كل ما يُحاك ضده مِن مؤامرات.. ويتصدون لكل مَن يحاول النيل مِن أمنة واستقراره.. ويقطعون كل يد آثمة تمتد بالتخريب والترهيب.
رجالٌ باسقة قاماتهم.. مرفوعةٌ عاليةٌ هاماتهم.. موسومةٌ ومعروفةٌ صهلة خيلهم.. صواعق ومواكب وكواكب ومشاعل حرية وكرامة وشجاعة.. أعناقهم لا تنحني إلا راكعين أو ساجدين لمن تَعنُوا له الرقاب.

وعلى أساس ما تقدّم.. كلمتنا واضحة وجلية.. "الأردن والعرش والعسكرية".. ثالوث ثابت حدّ القداسة غير مسموح المساس به.. والأردن السيّد الحرّ هو قضيتنا.. فنحن في حضرة مستقبل الوطن.. ولا مجال للحسابات.. والأمر لا يحتاج لتحليل.. إنه الوطن ورجاله الذين يحبونه ويحمونه.. وإنهم الرجال الذين يحبهم الأردنيون دونما رغبات فردية.. فهم الضمانة التي لا تخذل.. والوعد الصادق الذي لا يَخلف.

هذه هي الحقيقة المتألقة.. وواثقون بأن أحلامنا ستتحقق ما دام البواسل وفرسان الحق والعين الساهرة يقومون بواجبهم المقدّس وبقيادة ملك حكيم وحازم.. لييبقى أردن الأمن والأمان.. وسنبقى نحن ظهيراً لجيشنا وأمننا.. وللأردن السراج والسياج.. نتسامر على وقع سنابك خيل الفاتحين.. وسيبقى سجل الوطن حافل بالخير والعطاء.. وسيبقى ركبنا شامخاً.. فالأردن بخير والمستقبل مضيىء لا ريب في هذا.. وهنيئاً لنا ملكٌ بحجم الوطن.