مأساة فتاة معاقة: عاشت وماتت وحيدة .. ولم تجد من يحمل نعشها !


جراسا -

ياسر خليفة - قصة مأساوية حدثت مع فتاة من ذوات الاعاقة جسدت المعاناة التي تعيشها هذه الشريحة المغيبة في مجتمعنا، وما تلاقيه من اهمال بعض الأهالي، بعد ايداعهم في مراكز الرعاية والتأهيل وكأنهم ازالوا حملا من الهموم عن اكتافهم، مجردين من كل قيم الانسانية.

الفتاة ابنة الـ 16 عاما توفيت قبل ايام في احد مراكز الرعاية والتأهيل بعد أن مكثت فيه ما يقارب 14 عاماً، وقد تخلى عنها ذووها بعد وضعها في المركز، وقطعوا علاقتهم معها، مدعين انهم لا يستطيعون ان يتعاملوا مع احتياجاتها الخاصة، حالها حال الكثيرين من ذوي الاعاقة.

الفتاة المذكورة بعد ان سلمت روحها الى ربها، عقب صراع مع المرض، تاركة وجع الدنيا وما فيها، لمن فيها، فهي التي أودعت طفلة صغيرة الى مركز رعاية، وتركت هناك، دون ذنب لها فيما كتب الله عليها من أقدار ..

صبيحة يوم السبت الماضي، افاقت جميع الفتيات من نومهن في مركز الرعاية، الا تلك الفتاة التي ظلت اعينها مغمضة، وقد استسلمت لاقدارها،وسلمت روحها لمن هو ارحم ممن في الارض جميعا .

وبعد الكشف عليها والتأكد من وفاتها، قامت إدارة المركز الذي رعاها بإبلاغ ذويها الذين تغيبوا عن زيارتها منذ اكثر من 4 اعوام، عن وفاتها، للسير بإجراءات الدفن، ليفاجؤوا بردهم عليهم بالقول: (الله يجعلها بشرى خير).. الامر الذي تسبب بصدمة لدى الادارة، التي عاودت مرة اخرى بالاتصال بذويها فردوا بصريح العبارة : "إحنا مش فاضيين.. ادفنوها انتم".

رد الاهالي لم يثن إدارة المركز عن معاودة الاتصال مرات أخرى، حتى تطوع أحد اقارب الفتاة، وقام بدفنها، برفقة بعض من موظفي وزارة التنمية، ليوارى جثمان الفتاة الثرى، وتنهي فصول عذاباتها التي عاشتها وهي حية وميتة !

هذه القصة التي رواها لـ"جراسا" الناطق باسم وزارة التنمية الاجتماعية فواز الرطروط  يحياها الكثيرون من ذوي الاعاقة الذين يتعامل معهم بعض اهاليهم وكأنهم عبئاً وحملا يتمنون الخلاص منه، فيتوارون عن أنظارهم ما ان يرموهم خلفهم في مراكز التأهيل والرعاية.

تنصل الأهالي من زيارة أبنائهم "المعوقين"، دفع وزارة التنمية الى وضع شروط  قبل الموافقة على ادخال الطفل الى دور الرعاية، تجبرهم فيه على زيارتهم يومين على الاقل في الاسبوع الواحد، وتثقيف ذويهم بابقاء التواصل معهم واشعارهم  دوما أنهم محط رعاية وتواصل واهتمام.

ودفعت تصرفات بعض اهالي ذوو الاعاقة وزارة التنمية الى وضع مشروع نظام ترشيح "التدخل المبكر" الذي اقيم على ثلاث اسس ، اولها تشخيص الحالة ومشاركة الاسرة الفاعلة في رعاية ابنائهم، وتوفير فريق متعدد الاختصاصات لرعايتهم.

ويركز النظام،على دمج الأطفال ذوي الإعاقة في مجتمعاتهم المحلية وأسرهم، من خلال تقديم الخدمات والبرامج لهم في إطار الأسر وتقدير احتياجات الأطفال ذوي الإعاقة وأسرهم، وتلبيتها بموجب خدمات وبرامج معدة لهذه الغاية، وتزويد الآباء والأمهات وغيرهم من مانحي الرعاية بالمعلومات والمهارات الخاصة بإعاقة أطفالهم.

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات