السلسلة الثانية من رواية رغبة الانتقام الجزء الثامن


وقفت مليكة امام العوامة تنظر الى سيارة ممدوح سالم و هي تشق طريقها وسط الاشجار و المزروعات الكثيفة التي كانت تملئ الارض الفسيحة امامها. كانت سيارة حديثة الصنع لونها اسود فهذا ما استطاعت رؤيته من اضواء العوامة التي كانت ترسع سقف المدخل العتيق خلفها، فعمر العوامة كان من قدم افلام الابيض و الاسود الذهبية التي انتهى زمانها منذ عدة عقود من الزمن، بل تقول الاشاعات ان نجاح مالكها القديم كان صديق لمطربين قدماء و غالبا ما كانوا يمضوا اوقاتهم برفقته بين جدران بيته العائم. فكانت تقول الصحف في عهد انارت ليالي السهر و الطرب اجوائها المميزة ان من كان يريد معرفة اخبار العالم الفني بالقاهرة فاليمضي أمسية واحدة بعوامة نجاح عبدالسلام حيث كان يجتمع ألمع نجوم القاهرة من حين لآخر.

اختفت الاضواء الخلفية لسيارة ممدوح كليا من امامها و اختفى معها هدير محركها لتبقى بالاجواء بعض الغبائر التي تطايرت خلف السيارة و هي تنطلق الى مستقبلها المجهول في القاهرة...قاهرة اختلفت اجوائها كليا عن عهدها في ايام نجاح، حيث كان يحضنها في اوج نشاطه الموسيقي روح القومية العربية و حكم الراحل جمال عبدالناصر، فكان سكان القاهرة يعيشون في هذا العهد ذروة قوميتهم و وطنيتهم الغنية فعكست الاغاني التي لحنها نجاح في ذلك العهد الروح الوطنية السائدة في تلك الايام. اما الآن و الثورات تلهب شوارع القاهرة من كثرة الترهل الاداري الذي تعاني منه مؤسسات الدولة انطفأت السعادة من قلوب الكثيرين الذين شعروا بحجم الكارثة التي تحدق ببلادهم. فالنسر المصري يحاول التحليق من جديد بجسد مليئ بالجروح و الارهاق في محاولة منه لتضميد جروحه و هو يسبح في جلد الرحمن مما يثقل قدرة تحمله كثيرا...و لكن لا من مستحيل مع امة تحارب الترهل اينما وجد و تحاول تجديد الأمل و العزيمة مستندة على ايمانها برب العباد و جذوة الكفاح التي مازالت تشعلها الروح الوطنية العالية. فأغاني نجاح كانت تمدح امة تكافح من اجل التخلص من إنتدابات كانت تلاحق مصر و ثرواتها و تحاول سلب قناة السويس من سيادتها..اما الالحان التي تعزفها صدور المصريين المليئة بالشجون في الآونة الأخيرة فهي ألحان حزينة جدا على مصاب مصر و دولتها و مؤسساتها التي تحاول جاهدة ان لا تنهار من ثقل التحديات الصعبة...

في عوامة واحدة اجتمعت هذه العصور التي تفاوتت في الاحداث التي شهدتها القاهرة...و لكن العوامة مازالت موجودة و القاهرة مازالت موجودة و سكان مصر و العوامة وطنيين المحضر و المنشئ و سيقفون للقاهرة و سيأخذون حقها من المغتصب اينما كان و اينما وُجِدْ.

أمعنت مليكة النظر امامها لبرهة من الزمن، فكان الظلام الدامس يحيط بها من كل مكان ما عدى ما تنيره اضواء العوامة الخجولة. انتشرت بالاجواء فجأة رائحة الورود الجميلة و فاح عطر نبات الكولونيا من حولها مع نسمات الريح المسافرة التي كانت تغازل أوارق النباتات و الأشجار برفق و حنو، انتشر في الأجواء صوت حفيف أوراق الاشجار مع مرور تلك النسمات العابرة و استنشقت مليكة الرائحة الجميلة و انتعشت معها حواسها بالكامل، شعرت بأنها في جنة خالدة من جنان الرحمن الرحبة و استمتعت بكل لحظة عطرة جلبتها معها نِعَمْ الرحمن في هذه القرية الريفية بطبيعتها الخلابة، لم تغازل النسمات العطرة أوارق الشجر فحسب بل غازلت بدفئها الحنون وجنتيها و شعرت مليكة ببعض خصل شعرها تهتز مع نسمة الغابة هذه...و استمعت الى لغة الحب و الغزل الجميلة من حولها، فكلما نشطت تلك النسمات و جلبت معها عطور الأزهار المختلفة ارتفع صوت حفيف أوارق الاشجار من كل مكان و كأن الغابة كلها ترحب بها...و كأن أوراق الاشجار تقول لها بأنها بإشتياق مستمر للمستها الدافئة الحنونة، ما أجمل ريف القرى فكانت تعشقه مثلما تعشق المرأة المغرمة لمسات شفاه من تحب على جسدها،

فجأة سكنت النسمات مع حفيف الأشجار و احاط بالمكان السكون بصورة شبه كاملة، كانت مليكة بنهاية المطاف في قرية عدد سكانها لا يتجاوز الألف عائلة و كانت مروجها الفسيحة و اراضيها المزروعة مفتوحة بالكامل على الطبيعة المحيطة بالمكان، لاحظت فجأة ان صوت عود المالكي كان قد اختفى و استبدلته الغابة بصوت هدير أمواج النيل المتقطع. فكرت و قالت في ذاتها "الى متى سيبقى الحزن يسيطر على هذا الرجل، فيبدو أن ابنه لن يعود اليه،" كان قلبها بتعاطف كلي مع محنته و لكن المشكلة بأن الصدمة كانت تسيطر عليه بصورة مطلقة و كأنه يرفض الإعتراف بالواقع الأليم، حتى غرفة نومه كانت مثلما تركاها قبل سفرهم الى القاهرة فبعد عودته من دون ابنه رفض تغيرها إطلاقا على أمل أن يعود يوم من الايام و يجدها مثلما تركها، زمن جبار لا يرحم من يصيبه بنكبة على الإطلاق،

استمر هدوء الطبيعة حولها لبضعة دقائق ثم سمعت صوتها الشرس في المروج البعيدة، كانت عائلات بأكملها كالعادة تسرح بين الغابات و المزروعات تبحث عن قوتها و قوت صغارها اليومي، عادت بخطوات بطيئة الى العوامة و هي تنظر حولها كي لا تتفاجأ بأحد الذئاب و هو يسرح على ضفاف النيل، سارت نحو شاشة التحكم التي كانت لا تزال تعمل في الصالة. اغمضت عينيها فشعرت فجأة بعنفوان الرسائل التي كان يرسلها، من كان يا ترى؟ اشعلت نظام البحث الآلي لموجات بث المرئي و المسموع لتحاول التقاط موجات الإتصال الذي كان يصدرها...و لكن بعد فترة من الوقت لم تنجح الأجهزة بالتقاطها. كانت متأكده بأنه رجل الآلي و لكن كان يبث رسائله على موجهة خاصة جدا لم تستطع اجهزة العوامة اختراقها.

لمست الجدار بيدها فعاد الى وضعه السابق. سارت الى خارج العوامة مرة ثانية و سارت وسط الغابات و الاشجار في طريق لم تكن معالمه واضحة كثيرا. فلم يأتي لزيارة العوامة إلا يوسف مالكها من حين لأخر لذلك لم يكن الطريق اليها واضح المعالم اطلاقا. كانت اصوات الذئاب تملئ المكان أكثر من السالف و لكن لم تأبه لها. فقد تربت بهذه القرية منذ طفولتها و تأقلمت مع بيئتها بصورة تامة لذلك لم تكترث لأصوات وحوش الليل التي كانت تقترب من القرية اكثر فأكثر. تسارعت خطواتها نحو ما اعتقدت انها نقطت البث التي شعرت بها فكان جهاز الإرسال الذكي المزروع بجانب قلبها يبث الى ذهنها بواسطة الشحنات الكهربائية الصادرة من قلبها الإتجاهات المناسبة لتسير بالدرب السليم. و فجأة التقطت أجهزة العوامة الإرسال الذي يستخدمه صاحب الخلوي للإتصال لتتأكد مليكة انه رجل آلي على مقربة من العوامة كما توقعت. تحولت خطوات مليكة الطبيعية الى سريعة و فجأة اعطت وحدة المعالجة المركزية المزروعة في ذهنها الأوامر للجري فاشتعلت وحدات التكثيف الكهربائية في جسدها الى اقصاها و جَرَتْ بسرعة كبيرة بين الاشجار و المزروعات. فأصبح قلبها بالكامل بهذه الحالة يعمل على الطاقة الكهربائية و ارتفعت سرعتها الى مائة كيلومتر بالساعة، انطلقت مليكة بسرعة تخطت بها سرعت الإنسان الطبيعية و أصبحت أجهزة جسمها الإنسانية ترتكز على الطاقة الصادرة من وحدات التكثيف الكهربائية لتؤدي هذا الأداء الخارق لطبيعة البشر بصورة منتظمة، شعرت مليكة بطاقة هائلة تخرج من جسمها و لكن لم يكن باليد حيلة فذهب ذهنها الى الملفات و الوثائق المخزنة على ذاكرة أجهزة العوامة، فلم تكن تعلم إذا نجح الرجل الالي باختراقها و نسخها بصورة خفية عنها أم لا، فوجوده بالذات بجانب عوامة المخابرات المصرية و ارساله لمخططات السفارة الإسرائيلية لهاتف ممدوح لم يكن بالحسبان إطلاقا، فجأة شعرت أن نقطة البث تبتعد عن مركزها السابق، فزادت من سرعة جريها و استلمت جسدها بالكامل وحدة المعالجة المركزية، فضبطت دقات قلبها على السرعة المطلوبة و ابتدأت بمراقبة أداء أجهزتها الحيوية، ارسلت مليكة رسالة الى الرجل الآلي و طلبت منه أن لا يتحرك إطلاقا من مكانه و هددته بمهاجمته في حال رفضه إطاعتها،

بعد دقيقة أجابها الألي "حددي هويتك..."

فجأة توضحت صورته بواسطة بصرها الإلكتروني و أشعة الرصد الحرارية، فكان رجل طويل القامة بملابس عسكرية تشبه ملابس فرق الصاعقة المصرية، كانت بنيته الرياضية واضحة تماما لمليكة فكان مفتول العضلات عريض المنكبين و ذو بنية صلبة جدا، كان جسده من الخارج يشبه البشر و لكن التقطت أجهزة المسح الحراري في داخل مليكة حرارة أعلى من حرارة جسد البشر حول بنيته المميزة، هبطت سرعت مليكة الى النصف في أخر مائتي متر كانت تفصل بينهم من مشوارها الطويل و انخفضت معها سرعة خفقان القلب الى المستوى المناسب بصورة أوتوماتيكية، ، كبحت وحدة المعالجة المركزية سرعة تكثيف الشحنات الكهربائية و سيطرت أجهزتها الحيوية على جسمها من جديد، توقفت أمام الرجل الآلي لبرهة من الزمن تلهث بسرعة شديدة من مشوارها الذي دام قرابة بضعة دقائق، أمعنت النظر به جيدا فلم يختلف من الخارج عن البشر إطلاقا في اي شيئ، فقالت له بنبرة غضب "انت كائن مريب،"

فأجابها بصوت بشري طبيعي "و انت مريبة أكثر مني، كمية الحرارة التي خرجت منك أثناء جريك هذا كفيلة لتشعل محرك شاحنة بسعة عشرين ألف سي سي، من أنت بالضبط يا أتون الطاقة الملتهب؟"

"أنا سيميهيت القاهرة يا ايفانوف روسيا..."
صرخ من شدة الذُعْر "كيف عرفت...؟!!!"

ارتسمت على وجهه علامات الصدمة و الغضب معا، صرخ بوجهها "يا عاهرة مصر!!!...قد اخترقت ذاكرتي...!!! كيف!!!"

قالت له بنبرة حديدية "لا تكمل يا ايفانوف...أم اسمك المعتوه بحسب ما اقراء من بيانات الشركة المصنعة؟ اين اخطأوا بصناعتك ليصنفوك بالمعتوه؟!!!"

فجأة ركع المعتوه أمام مليكة، أمسك رأسه و صرخ صرخة مدوية فاجأة مليكة نفسها "كفى...من أنت...وحدة المعالجة عندي مشوشة بسببك..."

أصابت المعتوه نوبة غضب شديدة لم تتوقعها مليكة إطلاقا، أكملت مليكة "و هل سأترك غريب مثلك يقرأ بياناتي؟ أنا قادرة على حماية نفسي من كتيبة مشاة بأسلحتها و دروعها، قل لي من دون اية مناورات ما هي الملفات التي نسختها من أجهزة عوامتنا، فالذي استلمها بواسطة قمر ايلات الإسرائيلي مسح بيانته من ذاكرتك يا معتوه،"

جعلت نوبة الغضب التي اصابته أجهزة التكثيف الكهربائي تتشوش بقوة، فانطلقت من جسده شحنة كهربائية جعلت سيميهيت تشعر بقلق منه، فجأة التقطت سيميهيت موجة راديو دخيلة على أجهزته، ضبط البحث الآلي تردد الموجة بدقة أكبر لتسمع صوت رجل غريب يأمر أيفانوف...قاتل سيميهيت...قاتل سيميهيت..."
*********************************************************
نظر البروفسيور الى زميلة بالعمل بسرور ثم نظر الى الشاشة و ترقب النزال الذي كان على وشك الإندلاع أمامه، انتظر بصبر كبير هذه اللحظة التي حالت الظروف دون حدوثها لفترة من الوقت لم تكن بقليلة...فكافئه القدر أخيرا على صبره و اصبح بمتناول الايدي أخيرا، فَبِكُلْ دهاء شيطاني أرسل ايفانوف بمهمة وهمية لمصر لينتقم من الذين اجروا على إنسانيته هذه التجارب المروعة و حولوه الى معتوه آلي بعد أن فشلت التجربة جزأيا، فمنذ عام دخل ايفانوف طوارئ مستشفى من المستشفيات في تل أبيب في حالة صحية حرجة بعد تعرضه لحادث سير مُرَوِعْ، و كان يعاني من كسور في أنحاء مختلفة من جسمه و نزيف في الكبد و تشوه كامل بالوجه مما أضطر الطبيب المناوب لإجراء عملية جراحية له بمحاولة لإنقاذ حياته، و فعليا تمت العملية بنجاح تام و استقرت حالته على اثرها و لكن تبين أن للكادر الطبي خطط آخرى غير انسانية و مجردة من الروح المهنية المقبولة، فأعلنوا وفاته لأهله مثبتين بالبراهين الطبية لذويه و للشرطة تدهور حالته اثناء العملية، و قاموا بتسليم أهل الفقيد جثة بنفس مواصفاته و نقلوا المريض الحقيقي في سرية تامة الى مختبرات شركة السهم الذهبي للبحوث الطبية و الكيميائية، و باشر الكادر الطبي فورا حينها بتركيب في أنحاء مختلفة من جسم ايفانوف قطع معدنية و أجهزة ذكية من شأنها السيطرة على الشحنات الكهربائية الصادرة من القلب و تكثيفها و ارسالها الى وحدة معالجة مركزية تمت زراعتها في منطقة الدماغ مع شرائح ذاكرة بيانات تتسع لكمية كبيرة من المعلومات و البرامج الضرورية لكي يعمل الرجل الألي في داخل جسد المريض بكفاءة عالية، فكان البروفيسور متأكد من نجاح بحثه الطبي لدرجة أنه زرع الأجهزة جميعها بنفس العملية في أماكن حيوية و حساسة في جسم فريستهم الروسي الذي كان غائب عن الوعي بفعل المخدرات القوية،

استيقظ ايفانوف من العملية و تعافى منها بسرعة من دون أن يتذكر شيئا عن ماضيه بسبب تحكم وحدة المعالجة المركزية و الذاكرة الإصطناعية بدماغه و تفكيره بصورة مطلقة، فقام البروفيسور اثناء العملية بإتلاف المنطقة بالدماغ المسؤلة عن الذكريات معتقدا بأن وحدة المعالجة و الذاكرة ستحلان مكانها، و لفترة من الوقت تمتع ايفانوف بصحة قوية جدا و حقق طموح البروفيسور بالرجل الآلي المثالي حيث كان يعيش حياته الإنسانية بصورة طبيعية فكان يأكل و يتنفس بصورة طبيعية و يتعامل مع محيطه بصورة موزونة جدا، بل كان يقوم بعمليات لا يستطيع الرجل العادي القيام بها مثل استخدام الأسلحة و اصابة الهدف بدقة تامة بفضل الدماغ الإلكتروني بداخله و قيادة السيارات بصورة دقيقة و بكفاءة عالية و القيادة بسرعات عالية جدا من دون أن يصطدم بالسيارات المحيطة به...بل وصلت بإفانوف الأمور بقيادة آليات الجيش بكافة أنواعها...و لكن بعد مرور أول أسبوعين حدث ما لم يكن بالحسبان معه، فابتدأت الآلام تنهال عليه في أنحاء مختلفة من جسمه...و ابتدأت الخلايا الحَيًة في جسمه برفض المعادن المزروعة فيها، فالأدوية التي كان يأخذها أثبتت عدم فاعلتيها بجعل الجسم يتقبل المعدن في داخله و التعامل معه كأنها خلايا حية...

زادت الالتهابات في داخل جسم ايفانوف و ضعف أدائه كثيرا و ابتدأت حرارة جسمه بالإرتفاع بصورة متكررة مُهَدِدَةً العملية بأكملها مما اضطر البروفيسور لحقنه بكميات كبيرة من المضادات الحيوية على أمل أن ينقذ تجربته السوداء من الفشل...و لكن لم تفلح التجربة فكان ايفانوف يموت رويدا رويدا و هذا كان واضح للبروفيسور من التَغَيُرْ الكبير الذي اصاب مؤشراته الحيوية فأصبحت دقات قلبه غير مستقرة و تكرر ارتفاع ضغط دمه بصورة عشوائية و اتضح أن وحدة المعالجة المركزية في بعض الأحيان كانت تخفق بالتحكم بهذه النشاطات الإنسانية، و ابتدأت نوبات صراخه تشتد و تكثر على مدار الساعة،

اصابت البروفيسور خيبة أمل كبيرة من ظروف ايفانوف الغير مستقرة فقد دفعت الشركة التي كام يعمل بها مبالغ ضخمة على هذه العملية و حملته مسؤوليتها بالكامل، فدفعته هذه الضغوطات لمحاولة التخلص منه فقام بتغذية ايفانوف ببيانات تفيد بأن عملاء شركة السهم الذهبي الاربعة في داخل جهاز المخابرات الإسرائيلية هم السبب في مصيبته و كم وجب الإنتقام منهم، و أعطاه اسمائهم و أعطاه الأوامر لكي يتتبعهم لكي يدعم ممدوح سالم بعملية قتلهم فواجباتهم كانت قد شارفت على الإنتهاء في داخل جهاز المخابرات...فقد نجحوا بمهمتهم في داخل مصر،

وقف صاحب شركة السهم الذهبي بجانب البروفيسور و ابتسم له و قال "اعطي الأوامر لافانوف بالالتحام مع سيميهيت فأريد أن ارى الفرق في القتال بينهم،

أجاب البروفيسور "ألم أقل لك أن جسد المرأة سيتقبل التجربة أكثر من جسد الرجل...فسيميهيت بنفس قوة المعتوه و اجهزتها تعمل بكفاءة عالية،"

"لا عليك...فهذه مهنتنا، صنع الأسلحة الفتاكة للجيوش لكي تدافع عن نفسها..."

قاطعه البروفيسور "و صنع ظروف الحرب ايضا، فهمت سياستك أخيرا يا سيدي،"

اجاب صاحب الشركة " ماذا كنت تظن، كيف سنبيع ما نصنعه لولا قدرتنا على صنع التوترات التي تقود الدول الى الحروب، نحن آلهة هذا الزمن بتقنياتنا و عن قريب سترى مصر و اسرائيل بحرب كبيرة بفضل سارة و زملائها، و سنبيع اسلحتنا للطرفين،"

اجاب البروفيسور "سارة و زملائها على وشك الرحيل من هاذ العالم على يداي ممدوح سالم، و سمعتنا ستبقى نظيفة الى المنتهى من هذه الجريمة، و لكن ماذا عن سيميهيت؟ كيف سنستعيدها من مركز الأبحاث العلمية في المخابرات المصرية؟"
********************************************************
عادت الى الوراء و ابتسامة المعرفة مرسومة على وجهها، نهض ايفانوف و استل من جانبه سلاح رشاش آلي، أعطت أوامرها لأجهزة الارسال بالدخول الى الموجة الدخيلة التي كانت تأمر ايفانوف بقتالها و ارسلت لهم رسالة مفادها "من أنتم؟ و لماذا تأمرون ايفانوف بقتالي؟"

صرخ ايفانوف بصوت عال "ماذا تريد مني!!! ابتعد عني!!!"
فجأة زادت نوبة توتره و امسك الرشاش و قال لسيميهيت "انت ستدفنين في عوامتك!!!"

صرخت سيميهيت بوجهه "ايفانوف انتبه!!! هنالك من يقوم بالتشويش على اجهزتك!!! من هم؟!!!"

"لا تتدخلي بشؤني!!!" أطلق ايفانوف صوبها وابل من الرصاص الفتاك، فحسبت أجهزتها اتجاه الرصاص و شحنت جسدها بطاقة جبارة جعلتها تقفز في الهواء فوق ايفانوف، فأصاب الرصاص الشجر من حولها فحطم جذوعه وتطايرت قطع الخشب و الأتربة في الهواء الطلق، صرخت سيميهيت بوجه ايفانوف الذي عاد الى الوراء و صوب الرشاش صوبها من جديد "ايفانوف انت ملك للكي جي بي الروسية، من يأمرك بقتالي...لا تجعلني اقتلك..."

فجأة رمى السلاح بقوة خارقة صوب سيميهيت، اصطدم السلاح بجسدها و صرخت من قوة الصدمة، وقعت على الأرض لتجد ايفانوف يجري بصوبها بجنون، أمسكها من رقبتها و رفعها عن الأرض الى الأعلى و رماها صوب شجرة فاصطدم جسدها بجذع الشجرة بقوة، سقطت على الأرض و هي تصرخ من الألم الشديد، سار نحوها ايفانوف و نظر اليها و هي تنهض بضعف عن الارض، و لكن سرعان ما شعرت سيميهيت بقوتها تعود اليها، عادت المكثفات للعمل بأقصى طاقتها و باشرت اجهزة الجسد بإصلاح الضرر الذي اصابها، استلمت وظائف جسدها من جديد وحدة المعالجة المركزية و جرت الى حيث سقط سلاحه الآلي، شعر ايفانوف بما تحاول سيميهيت فعله فحاول الجري قبلها الى السلاح و لكنها امسكته و ضربته بقوة على صدره، فرجف من شدة ضربتها و هوى على الأرض، شعر ايفانوف بوعكة كبيرة فلم يقدر على النهوض عن الأرض، فعلم بأن سيميهيت بضربتها شلت أجهزته كليا، فكانت امرأة ألية مثله و علمت كيف تهزمه، امسكت سيميهيت الرشاش و قالت له "إذا لم تجبني على أسئلتي سأمزق لحمك بهذا الرشاش، هيا قل لي ما هي قصتك و لماذا ساعدة ممدوح و ارسلت له مخططات السفارة الاسرائيلية، و ما هي الملفات التي نسختها من عوامتنا و الى من ارسلتها؟"

"لا تؤذيني، فقد فبداخلي إنسان متألم، تحاول شركة السهم الذهبي الإصطياد بالماء العكر..." فجأة ارتجف جسده بشدة و ارتفع منه دحان كثيف ثم مكث على الارص من دون حراك،



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات