"حزب الله" بين الوطنية والتبعية


مما لا شك فيه أن سرد تاريخ حزب الله في لبنان يحتاج إلى أكثر من مقال الذي سيتحول إلى بحث لكثرة المحطات التي أثرت بالحزب ومسيرته.

والحزب بمسيرته يؤرخ لثورة إيران التي وضعت مخططاتها لابتلاع المنطقة باسم الدين و آل البيت ، فصار الحزب أهم أدوات المشروع الفارسي الصفوي.

والسؤال المعتاد بأي الخانات يوضع الحزب الوطنية أم التابع ، والسؤال المكرر هل وجود الحزب كان ضرورة.

حزب الله اليوم سهم من سهام الفرس ضد الثورة في سوريا وضد الوحدة الوطنية في اليمن وفي خاصرة المقاومة العراقية.

عندما استشهد القائد صدام حسين تداعى عدد من المثقفين والسياسيين من التيار القومي لمخاطبة الأمين العام للحزب لكي لا تقوم فضائيته "المنار" بمهاجمة الشهيد ، إلا أن الجهاز الإعلامي للحزب جرم الشهيد وهاجمة وأساء للقيادة العراقية واتهم المقاومة الوطنية بالطائفية، واعتبر أن "مجلس بريمر" ضرورة تحريرية ، وتبنى فتوى "السستاني" بحرمة قتال التحالف الدولي بقيادة " بريطانيا و أمريكا" في النجف وكربلاء والبصرة.

"حزب الله" له ادوار كثيرة ومتعددة من أهمها تجميل وجه إيران القبيح ودعم مخططاتها ففضائية المنار و خطابات الأمين العام استطاعت تحشيد الجماهير لتأيد التقسيم الطائفي في إدارة حكم العراق و صرفت الأنظار عن مجازر "الصدر" بحق الفلسطينيين في منطقة البلديات في العراق، وأنكر الحزب وجود دولة الاحواز، واستطاع الحزب أن يحشد الجماهير العربية لتأيد المشروع الفارسي كمشروع تآخي و وصي على الأمة ، واعتمد الحزب بهذا على تحقيق بطولات إعلامية لم تحقق ما يمكن وصفه بالانجاز الوطني.

استخدم الحزب لإثارة الفتنة في الكويت والسعودية ومصر وقام بتسويق المجرم "المالكي" ودافع الحزب عنه، واستطاع الحزب أن يحقق انجازا بفتح قناة تواصل بين القوى التائهة العميلة مع مجرمي ولصوص العراق ، فاستطاع الحزب أن يحول إجرام وعمالة حكام العراق الجدد إلى مناضلين مجتهدين، فالحزب استطاع أن يجعل من الخيانة وجهة نظر.

الحزب كان سيف الفرس في الشيشان فقاتل في صفوف الدعوة المزعومة لحب آل البيت، ودرب عناصر الحوثي، وتدخل في الصومال.

الحزب حاول بتوجيه من الفرس مراراً إثارة الفتنة الشعبية في فلسطين فخرج الأمين العام في احد خطاباته ليهاجم "الشهيد ياسر عرفات" ويدعو أفراد الشرطة الفلسطينية للانقلاب عليه وقتله واستخدم "خالد الاسلامبولي" مثالاً .

رفض الحزب الدعوة للتدخل في فك الحصار عن مخيم جنين في الفترة التي اسر بها ثلاث جنود صهاينة، وترك مخيم جنين وحيداً يقاوم الصهاينة.

ليس مطلوباً من حزب الله أن يكون البديل للأنظمة العربية وليس المطلوب منه أن يقاتل بالوكالة عن فلسطين ، لكن ليس من المعقول أن يشبع الناس خطباً حول فلسطين وهو فقط قاتل دفاعاً عن وجوده هو، فمعارك حزب الله ضد "إسرائيل" لم تخرج من حدود لبنان الإقليمية إطلاقا.

وحتى أن عملياته التي استهدفت اسر جنود صهاينة وترتب عليها حرباً دمرت لبنان وقد اعترف الأمين العام في احد المقابلات انه لو عرف النتيجة وما آلت إلية الأمور ما كان قام بالأسر أصلاً، والتاريخ يحمل لنا شواهد كثيرة فالتنظيمات الفلسطينية قامت بالأسر والخطف واستطاعت أن تحقق نتيجة عظيمة بالإفراج الكامل عن المعتقلين والأسرى في سجون الاحتلال وبنفس الوقت لم تذهب باتجاه التدمير فكانت عملياتها بالمقياس العسكري الذي يعتمد على التكلفة المادية والخسائر المدنية ناجحة بامتياز ، وعمليات حزب الله بالمقياس نفسه كانت فاشلة بامتياز.
حزب الله صنع توازن رعب بين إسرائيل من جهة وإيران من جهة أخرى وهذا التوازن لم يستخدم لصالح فلسطين نهائياً.

رسالة من المثقفين والسياسيين العرب وجهت للسيد الأمين العام أثناء العدوان على غزة من اجل أن يفتح جبهة ضد إسرائيل فيخفف العبء عن القطاع فرفض الحزب مرتين متتاليتين، وعندما قام عدد من الشباب الفلسطيني بقصف مستوطنات "إسرائيل" من جنوب لبنان فوراً تم اعتقالهم من قبل الحزب.

حزب الله عطل الدستور اللبناني وجره إلى الالتحاق بركب المحور الفارسي ، استطاع أن يصنع فراغاً دستوري في لبنان استفاد منه فصار الحزب منفرداً صاحب قرار الحرب ، فدخل لسوريا تحت المظلة الفارسية وبحجج سخيفة ليقاتل الشعب السوري ويجوعه ليخضعه.
حزب الله لم يقاتل إسرائيل بنفس الإستراتيجية إطلاقاً.

حزب الله ليس تنظيماً وطنياً وهذا اعتراف الأمين العام في احد خطبة أن الحزب يسعى ليكون لبنان جزء من الجمهورية الإسلامية التي يحكمها ولي الفقيه.
حزب الله لم يقاتل نهائيا وإطلاقا إسرائيل خارج حدود لبنان ولم يقاتل دفاعا عن فلسطين بل قاتل دائما لتعزيز الموقع الإيراني في التفاوض مع إسرائيل أولاً ومن اجل تمكين إيران شعبيا في الساحة العربية.
التاريخ ماثل أمامنا لنراجع كل حروب وعمليات حزب الله منذ انطلاقته إلى الآن لم يطلق الحزب رصاصة واحدة دفاعاً عن فلسطين.

من خلال نظام حافظ الأسد ودعم الخميني كان حزب الله الوحيد الذي يمتلك السلاح بعد اتفاقية الطائف بحجة مواجهة "إسرائيل" وأحزاب لبنانية واجهت العدو الصهيوني في الجنوب والبقاع وبيروت سلمت سلاحها من اجل بناء مؤسسات الدولة.

حزب الله منظمة ترهب لبنان وتفرض ما تشاء على سياساته الخارجية والداخلية، حزب الله مهمته تجميل وجه إيران القبيح في المنطقة العربية، حزب الله يقاتل في صفوف المشروع الفارسي في سوريا ويرتكب المجازر ، حزب الله انحاز لتحالف الشمال في أفغانستان بقيادة أمريكا ، حزب الله دافع عن العملاء والقوادين واللصوص في العراق و وقف بوجه المقاومة بمشروعها التحرري.

ولاء حزب الله لطهران وبيعته لملك الفرس ولي الفقيه .

وجود حزب الله نقمة وليس ضرورة إقليمية عربية ، حزب الله منظمة إرهابية تعطل وعطلت مشروع النهضة والمقاومة .
حزب الله بوجوده وسلوكه أجهض قوى المقاومة المسلحة في لبنان.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات