القمّه العربيه لن تتكرر ..


منذ اقل من عقدين عقدت القمم العربيه سنوياً في شباط من كل عام وكان الرؤساء منهم والملوك يتسامروا خارج أروقة القمه يشتكي البعض من الآخر برغم الابتسامات التي كانت توزع امام الكاميرات والعناقات المطوله والكلمات العصماء التي قد اعجزت سيبويه,, وينفضّ السامر ولا تعود المياه الى مجاريها ولطالما الجزيره موجوده,,ومن بعدها دخل الوطن الكبير دوامة ما اطلقوا عليه الربيع العربي وقد كان مدمراً للبلدان وبنيتها التحتيه وللمجتمعات حيث حطت رحاله,, ففقدنا العراق وفقدنا ليبيا وجزء من كرامة مصر وتونس,, واجتمعت الأكلة على قصعتنا في سوريا واليمن ولربما في القريب ما لا نتوقعه..لقد قالها كيسنجر!

ونحن نعيش الأزمات المتتاليه والدم العربي المُراق والكرامة مدلوقه على أرصفة الطرقات والعالم يلوك لحمنا,, والمهجرون على اعتاب اللئام في اوروبا ممن خططوا لجريمتهم والبرد يقرص اوصالهم , وقد دعموا الارهاب في بلادنا وطائراتهم تحمي تحركات فلول داعش ومنها من يزودهم بالسلاح والذخيره وآخرون يقتلوننا, والاطفال والنساء تحت الانقاض..نبحث عن القمّه ولسان حالنا يكاد لا يستسيغ اللقاء بعدما ذهبت نداءات الثكالى ادراج الرياح وليس فيهم من معتصم يلبي النداء!!

لماذا القمم لطالما كُتبت قراراتها في عواصم الغرب سابقاً ولاحقاً, لا بل اليوم تكتب بالدم العربي الذي خضّب السهول والروابي ومنهم من دُفن بملابسه وهو غض,,لماذا القمم والرؤساء ليس لهم من الأمر شيء,فهناك من البلاد العربيه من لا رئيس لهم كما لبنان وحكوماتهم للقيام بالمهام, وهناك من ليس بيد الرئيس من صلاحيات لفقدان الهيبه او السيطره على حدود الوطن كما سوريا واليمن, وهناك من تمرر لهم الأوامر بالتنفيذ من عواصم الجوار كما العراق,, وهناك من العواصم ما تأتيهم الأوامر من واشنطن ومنهم من موسكو ومنهم .. ومنهم..

لا نحتاجها أمه واحده ولم تكن ذات يوم,, أغلقوا عقولنا بالخطب العرمرميه ودوشونا بالوحده وما نمتلك من مقومات ونحن نعي أننا لا نلتقي حتى في الدين سوى ضمن الاطار العام بينما نحن عشرات المذاهب ونعيش الاف الفتاوى منهم من يحرم ومنهم من يبيح, وفي الغالب يلتقون عند زواج المتعه والمسيار, لغتنا أضحت لهجات ولهجات فهناك من لا نفهم لهجته فنتفاهم معه بالانجليزية مثلاً..نمجد القُطريه ونرفض الآخر, ولكلٍ منا علم ونشيد وطني ودوائر للمخابرات تتصارع فيما بينها,, أي أمة نحن وولاءاتنا للخارج..

لا نريد قممهم وفي قُمْ تحاك المؤامرات لنصف الوطن الكبير وفي واشنطن وتل ابيب!! عواصمنا فقط للتنزه وللحروب ولتوقيع الشيكات على صفقات الخردى الذي يسمونه بالسلاح,, لا نريد القمم وغالبيتهم لا يسيطر على بوله فكيف به يسيطر على الشعوب!! لا نريدهم موحدون فاذا ما توحدوا فستكون وحدتهم لا في صالح الشعوب, لا نريد لقاءاتهم وصورهم التذكاريه ففي الحلق منهم غصّه, وفي النفس حُرقه,,لطالما الضمائر غائبه!!

لن تعقد بعد اليوم قمّه,, ولن نبكي الرؤساء اذا ما غادروا, ولن نصفق لهم اذا ما اشبعونا وعوداً غير قابله للتنفيذ,,سنبقى نبكي الشعوب المقموعه,, الشعوب المنكسره,, الشعوب المدموغه مؤخراتهم باختام السلطان وعصي مخابراته, ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات