اتفاقية الغاز مع العدو الصهيوني " حرام " !!


ناقش مجلس النواب اتفاقية استيراد الغاز الموقعة بالأحرف الأولى مع شركة نوبل الأمريكية ، لتزويد المملكة بالغاز الطبيعي المستخرج من المياه الفلسطينية المحتلة .

و قد بررت الحكومة سابقاً أن من أسباب إبرام هذا الاتفاق هو توفير ما لا يقل عن مليار و نصف مليار دولار من تكاليف الطاقة التي تتحملها الحكومة سنوياً و بسبب التطورات و المستجدات و المتغيرات السياسية و الاقتصادية ، فقد أعلن الأردن أنه بصدد وقف الاتفاق مع الشركة الأمريكية ، بحجة أن المسؤولين في الكيان الصهيوني يحاولون المراوغة و المماطلة على توقيع الاتفاق .
إن مجلس النواب و الرأي العام الأردني بحاجة لمعرفة الحقيقة كاملة حول هذه الاتفاقية ، فهل أُلغيت ؟ و ما هي الشروط الجديدة لتوقيعها ؟ و ما هو دور السفارة الأمريكية بعمان التي يُقال إنها تضغط على الحكومة الأردنية للإسراع بالتوقيع على الاتفاقية .

إن المطلوب اليوم هو كيف تعالج الحكومة المستجدات عن وقف التوقيع على الاتفاقية و كيف تجد البدائل لها . إذ أن تكلفة الطاقة على الخزينة الأردنية عالية جدا و تحتاج إلى حلول جذرية و ليس ترقيعية .

لقد أصبحت الحلول متوفرة أمام الأردن كبديل لاتفاقية الغاز مع الشركة الأمريكية ، فاليوم تجري مفاوضات مع الجزائر الشقيق الذي أعرب عن رغبته الصادقة بإمداد الأردن بما يحتاج من مادة الغاز بسعر أدنى من السعر الذي اتفق عليه مع شركة نوبل الأمريكية . كما إن امكانية استيراد الغاز من الأسواق العالمية أصبحت متوفرة . أما عن استخراج الطاقة من الموارد المحلية فهي حتماً متوفرة ، مثل مشاريع الطاقة المتجددة من الشمس و الرياح و الصخر الزيتي و مشروع الطاقة النووية المنوي القيام به قريباً .

لا يمكن للأردن أن يمضي بهذه الاتفاقية مع الكيان الصهيوني في الوقت الذي يعمل على إقرار قانون قومية الدولة اليهودية و في الوقت الذي يعبر عن عنصرية تجسد طبيعة الاحتلال الاقصائية و يقوم بقتل أبناء الشعب الفلسطيني في شوارع القدس و المدن الفلسطينية المحتلة و في الوقت الذي لا تزال حالة العداء بين الأمة العربية و هذا الكيان قائمة بسبب تنكره لحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة و عاصمتها القدس . و عودة الشعب الفلسطيني إلى أرضه فلسطين . فالخطر الصهيوني سيبقى قائماً ما دامت حقوق الفلسطينين لم تسترد و أن لشعب فلسطين على الشعب العربي حقاً في دعمه و إسناده ليتمكن من الصمود في وجه الاحتلال الصهيوني .

إن إبرام اتفاقية الغاز هو نوع من التطبيع مع العدو الصهيوني و إقرار بشرعية الاحتلال الصهيوني لفلسطين و أن النظرة إلى الاتفاقية يجب أن تكون نظرة شمولية و أن ينظر إليها من جميع الزوايا ، فلا يجوز تغليب المسألة الاقتصادية على المسائل الأخرى لأنها اتفاقية ستشكل عبئاً سياسياً و اقتصادياً و ستجعل بأبعادها الاستراتيجية تقييداً مستقبلياً للأردن . فالاتفاق مرفوض من منظور وطني . فلا يزال الشعب الأردني يعتبر الكيان الصهيوني كياناً عدواً مغتصباً للوطن الفلسطيني و محتلاً للأراضي العربية في الجولان السوري و جنوب لبنان .

فلسطين هو الاسم الذي تلتقي عليه و يلتف حوله العرب و المسلمون بمختلف مشاربهم و أطيافهم .
يحاول العدو الصهيوني استغلال الأوضاع المحيطة بفلسطين المحتلة ،حيث تعيش المنطقة منعطفاً تاريخياً يستهدف وحدة و سيادة الدول و تقسيمها إلى دويلات مذهبية و طائفية ، و يعمل على دعم المنظمات الإرهابية التي تشاركه في تحقيق أهدافه ، كما إن الاتفاقات مع الكيان الصهيوني لا يمكن أن تؤدي إلى سلام و استقرار في المنطقة و ذلك لطبيعة العدو العدوانية التوسعية . و لإيماني بأن صراعنا مع العدو هو صراع وجود و لقناعتي بأن هذا الكيان إلى زوال ، فإنني أرفض باستمرار التعامل معه بأي صيغة من الصيغ و مهما كانت الحجج و الظروف .

** كلمة النائب حسن عجاج عبيدات أثناء مناقشة اتفاقية الغاز المنوي توقيعها مع الكيان الصهيوني .. يوم الثلاثاء 16/2/2016



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات