حامي بارد


أقدم مدير ومتعهد احد المشاريع الكبرى في اليابان على تقديم استقالته بشكل نهائي من الإدارة والإشراف على المشروع الضخم الذي تنفذه بلاده وذلك بسبب خطأ بسيط قام به احد عمال المواسير ، حيث قام هذا العامل عند تركيب خلاط الماء ( الحنفية) بوضع الإشارة الزرقاء على حنفية الماء الساخن والإشارة الحمراء على حنفية الماء البارد لحمام واحد فقط ، علما أن هذا الخطأ تم اكتشافه وتفاديه بعد ساعات، أي قبل تسليم المشروع ، إلا أن مدير ومشرف المشروع لن يتوانى عن الاستقالة واعتبر خطأ هذا العامل تقصير منه شخصياً....

لو أردنا أن نعمل مقارنة بسيطة بين ما يحدث هناك وما يحدث هنا لوجدنا التفاوت كبير ..فهنا حدّث ولا حرج ، ولن نتكلم عن التعهدات الضخمة ولا المشاريع الكبرى ، فحسبنا فيها أن نرى بأم أعيننا عيوب التزفيت في أول شتوه أو أول بريك سيارة عليها.

نحن نريد أن نتحدث عن صنايعية هالأيام فلو بدأنا من معلم البناء (الطوبرجي) لوجدنا معظمهم يرتكبون أخطاء فادحه وقاتله ، مثل نش في السقف وعدم موازنة ميلان الأمطار ليتشكل بحيرات صغيرة فوق سطح البيت ، ويقول بعدها : معلم القصارة سيخفي عيوب عملي، أما الأمواج البحرية والبرية التي تنتج من معلم القصارة يحسب بأن هذه العيوب سيخفيها معلم الدهان والجبصين ( وعلى هالموال).

أما الموسرجي يقوم بتسليم البيت على أحسن ما يكون ، لكن بعد أيام قليلة تكتشف العيوب في ضعف وصول الماء ، وتسكير وإغلاق مناهل التصريف... أما الكهربجي عندما يزرع البيت بنقاط كهربائية بشكل جنوني لا يتصورها العقل ، والسبب يكمن بأن المحاسبة والأجرة تكون على النقطة الكهربائية ( وياريت شغله زابط ، من ثاني يوم بتلاقي ضعف كهربائي وصوت زنين ورنين بالأضوية وخراب كبسات الجرس والقيزر )...أما صفير الريح الذي نترنم عليه كل مساء نتيجة الخلل في تركيب شبابيك الألمنيوم وعدم إحكامها من قبل المعلم فهذا شيء أصبح معتاد وطبيعي..

هذا كله ولا شيء مقابل الوعود الكاذبة والتماطل والتراخي في انجاز العمل من اجل حجز ورش أخرى ( فعندما يقول الصنايعي بكرا أنا عندك اعرف انه الموعد بعد شهر) ، ولا يوجد على لسان الصنايعية والمصلّحين إلا متى الدفعة وبدي أعطي الشغيلة والعمال ، والمشكلة اللي بتحدث انه ما دام الصنايعي والمصلّح عندك بتكون الشغلة زابطة ، لما يطلع سرعان ما تخرب، حتى عند صالون حلاق الرجال عندما ينتهي الحلاق من عمله يقوم بتسريح شعرك بشكل رائع لكن المصيبة لما ترجع للبيت وتغسل رأسك لا تستطيع تسريح شعرك وتمشيطه مثل ما عمل الحلاق.

نحن لا نريد تقديم الاستقالات منهم ولا ترك أعمالهم، لكن الشغلة بدها شوية دقة و شوية أمانه وقبل هيك بدها مخافة الله...



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات