حافلة اختصرت الحكاية


جراسا -

ركبت الحافلة الساعة السابعة والنصف صباحاً، جلست على كرسي منفرد ووجهة نظري إلى الشباك،إلى أن بدأت أشعر بحركة الحافلة تستعد للانطلاق،التفت حولي، الحافلة أصبحت مكتظة بالركاب مقابلي امرأة مسنة بيدها عشرات الأكياس وبوجهها عشرات الخطوط التي تروي قصصاً وحكايات، بجانبها صبية في مقتبل العمر على وجهها ألوان ورسومات وكأن وجهها ورقة في دفتر رسم، خلفها شاب منهك من التعب يغمض عينيه بين الحين والأخر وكأنه خرج للتو من شفت ليلي طويل، بجانبه شاب أخر يتحدث بالهاتف مع والدته ويطمئنها انه بالطريق ولن يتأخر على والده في المستشفى ،وعلى كرسي أخر طفلة صغيرة لا يتجاوز وزنها ال30 وشنتة على ظهرها تجاوز وزنها ال10 كيلوات ،وفتاة أخرى تضع نظارات سوداء لتخفي دموعها عن من حولها،شاب يضع السماعات وبيده هاتف ويتمتم بالحديث،بالمقابل سيدة حامل عليها علامات التعب والارهاق بيدها دفاتر التحضير ...

بدأ الكونترول بالمناداه بصوت عال(الاجار يا شباب) ،بدأت عمليات فتح الشناتي والمحافظ وصوت (الفراطة)في أرجاء المكان ،فمنهم من يحمل الفراطة بيده ومنهم من يبحث عنها في محفظته ومنهم من بدا بتجميع الفراطة التي لا يملك سواها ، ومنهم من اخرج اخر ورقة حمراء متحسر على صرفها...وصلت الى مكان عملي نزلت من الحافلة ونظرة اليها وهي تبتعد عن المكان ،فكم قصة في تلك الحافلة ؟وكم حافلة في المدينة ؟ وكم قصة يحملها كل شخص في هذا العالم؟؟...

انقطع حبل أفكاري مع صوت زامور سيارة ينبهني بالابتعاد عن الشارع نظرت اليه اذ هو رجل مسن يحمل معه مجموعة من طلبة المدارس في سيارته الخاصة ليوصلهم الى بيوتهم......قصة طويلة اختصرتها حافلة مرت من هنا للتو.

 م.رندة زيد القرالة



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات