الرشوة دمار الاوطان


لقد اصبحنا نرى الكثير ممن اصبحت انفسهم رديئة ويعملون على ايقاف سير بعض المعاملات من اجل القبض من تحت الطاولة الرشوة ، وكأنهم لا يعلمون اذا تفشت الرشوة في مجتمع من المجتمعات فلا شك أنه اصبح يسير على طريق الدمار ، لقد تحمل الإنسان الأمانة التي عرضت على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها، والواجب على الإنسان أن يؤدي الأمانة على الوجه الكامل ، أما إذا ضيعت الأمانة ففي ذلك فساد ودمار للمجتمع كما حصل بالعديد من الدول المشهود لها بالرشوة .

إن انتشار ظاهرة الرشوة في مجتمع من المجتمعات يعني تدمير هذا المجتمع وفقدان الثقة بين أبنائه، وانتشار الأخلاقيات السيئة كالتسيب واللامبالاة حتى فقدان الشعور بالولاء والانتماء، وسيطرة روح الإحباط على الاجيال ، ماذا لو تخيلنا أن الرشوة قد سادت في مجتمع حتى وصلت إلى قطاع الصحة وإنتاج الدواء، كيف ستكون أحوال الناس الصحية حين يستعملون أدوية رديئة اخذت الموافقة باستعمالها عن طريق الرشوة؟ او أنك تسير على احدى الجسور التي بها عيب خطير وعدم مطابقتها الشروط والموصفات المطلوبة ، ماذا سيترتب على انهيار هذا الجسر من خسائر في الأرواح والأموال؟؟؟؟

لقد اصبحنا نرى الكثير من اصحاب النفوس المريضة يجيد تبرير الموقف باستبدال كلمة رشوة بهدية ، وكان الهدية الممنوحة للموظف اتت من باب العلاقة الاجتماعية التي تربط بين الموظف والهادي وانه لو كان بغير مكانه سيقدم الهادي له الهدية ،تعتبر الرشوة نوعٌ من انواع السرقة بل قد تكون أقبح واكثر اجرام لأنها تفسد الضمير والمجتمع ، وتساهم بهضم حقوق الكثير من ابناء الوطن الواحد من أجل مصلحة الراشي .

لذلك يجب التأمل والتفكير كثيراً في طرق التخلص والنجاة من هذا الداء الخطير ، ولوضع العلاج لا بد من التقصي عن أسباب سريان الرشوة في مجتمع ما ، وهذه الأسباب تتجلى في أسباب كثيرة منها سياسية وإدارية واقتصادية واجتماعية ، لعل العامل الاقتصادي من أهم العوامل التي تؤدي إلى انتشار الرشوة ، فجهل المواطن بالإجراءات الإدارية ، وجهله بالقانون يجعل منه فريسة سهلة المنال بالنسبة للموظف الذي يحاول دوماً تعقيد الإجراءات للحصول على الرشوة .

لذلك نتأمل من الحكومة اليوم العمل على معالجة ضعف وحدات الرقابة الداخلية الموجودة في المؤسسات الحكومية ، واعادة برمجة لشكل سير الكثير من المعاملات بحيث يستطيع المواطن تخطي التعقيدات وممارسة حقوقه وواجباته دون تنغيص او احباطات. 

هذا اردننا الغالي فلنبنيه بسواعدنا الطاهرة حماك الله يا وطني



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات