"من الإنسانيين" للجهات والدول المانحة


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لمستحقه ، الصلاة على المبعوث لهدي خلقه ، وعلى أهل بيته ، شموس الهدى للناس أجمعين .
أيها الإنسانيين بكافة محافلنا ومجامعنا الإنسانية على المستوى العالمي .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، وبعد :

أخاطبكم اليوم باسمي كمؤسس للهيئة الجليلة على المستوى العالمي ، واسم أبناء الطور الإنساني الجديد بكافة محافلنا ومجامعنا الإنسانية المحلية والإقليمية والعالمية ، في الوقت الذي يتعرض فيه المجمع الإنساني الأعظم ـ الأردن ـ لإخطار جسيمة جدا ،لا تتوقف عند حدود الإقتصاد أو تزايد حجم المديونية ، أو الفقر والبطالة التي تتفشى في المجتمع الأردني ، ولا عند ما يوجه الشباب الأردني من مخاطر متعددة ومتنوعة ومتدخلة ، وعلى كافة الصعد التي جعلتهم جميعا في مرمى الخطر ، وإنما نتحدث عن التحديات الأمنية التي تضرب في الأمن الإنساني الأردني والإقليمي والعالمي ، وتعلمون جميعا أن مشكلة الأردن يا سادة بدأت منذ توالت عليه الهجرات القسرية من فلسطين في منتصف القرن الماضي ، لهذا سعينا كإنسانيين وبكل ثقلنا الإنساني وبالتعاون والتنسيق مع القيادة الهاشمية لإيجاد حلول عادلة للشعب الفلسطيني المنكوب ، ولم تتوقف التحديات عند هذا الحد ، بل جاء حصار الأردن في تسعينات القرن الماضي بسبب مواقفنا الإنسانية العربية التي رفضت التدخل العسكري في المنطقة ، وبغض النظر عن الإصطفاف بجانب هذا النظام أو ذاك ، لأننا نتحدث عن النهج الإنساني الرافض لمنطق الحرب ، وإدارة العسكر ، والذي دفعنا ثمنه مركبا ، وما زالت التحديات في تزايد مستمر، وهاهي اليوم تتجلى أمامكم من خلال الأزمتين العراقية والسورية ، والتي دفعت بأعداد كبيرة للفرار بأروحهم صوب الأردن ، مجمعكم ، وخيمة الجميع ، وسفينة النجاة .

وهنا أجد كمؤسس لهيئتكم الجليلة على المستوى العالمي ، وأنتم الحاملين للهوية الوطنية الإنسانية العالمية ، أنكم ملزمين بدعم الأردن دعما سخيا يرتقي إلى مستوى ( المجمع الإنساني الأعظم ) ، هذا المجمع الذي كان وما زال وسيبقى قبلة الأمن الإنساني ، منذ نداء الخالق جل في علاه لإمام الإنسانيين سيدنا إبراهيم عليه السلام قائلا ( وأذن في الناس بالحج )، وقد كان الأردن فعلاً قبلة الأمن الإنساني لتأمين السلامة فوق أراضيه للحجيج المسيحيين والمسلمين واليهود ، وسيبقى الممر والمقر والمجمع الإنساني الأعظم في آن .

أما للدول المتورطة في الإرهاب نقول : استغفري لذنبك ، لأنك لم تتوقفي عند سفك دماء الأبرياء السوريين والعراقيين ، ولا عند قبولك الذليل بأن تكوني من ضمن الأدوات الرخيصة لذلك المشروع الشيطاني الذي يحاول إبتلاع المنطقة ، وبغض النظر عن الجنس ، أو العرق ،أو اللون ،أو الديانة ،أو المذهب ، سيما وان الكل مرشح للقتل بالمجان ، والتهجير القسري والتعسفي ، في هذه المنطقة ، والتي يدفع الأردن شعبا ونظاما وأرضا ثمن فواتيرها المكلفة جدا ، وهذا ما يجعلكم كدول داعمة للإرهاب تضربون في المجمع الإنساني الأعظم بقصد أو عن غير قصد .

أما للعالم أجمع نقول : أين مواقفكم الأخلاقية والقيمية والإنسانية تجاه الأردن ، وهنا لا نريد مواقف خطابية لا تسمن ولا تغني من جوع ، وإنما نريد مواقف جادة وحقيقية ، وداعمة للأردن وبأسرع وقت ممكن ، وقبل أن يقع المحذور، وخلاصة القول للإنسانيين : أريد منكم كإنسانيين استجماع قوة صاعدة للضغط الدولي لإنشاء آلية دعم مالية مفتوحة وغير مغلقة للأردن الذي تحمل الكثير من عهد الإمارة إلى اليوم ، وهذا في تقديرنا المخرج الوحيد لإنقاذ مجمعكم الأعظم .

وبوركت كل المساعي الداعمة للأردن ، والتي تسهم في التخفيف من حدة المشهد الكلي للمنطقة ، وكإنسانيين ستكونوا حتما إضافة نوعية تؤكد أهمية الدعم لهذا البلد النازف من الوريد إلى الوريد ، بفعل أزمات وحروب لا ناقة له فيها ولا جمل ، وإلى الأمام دائماً ، إلى الأمام تحت ظل الوطنية الإنسانية الجامعة .

والسلام عليكم ورجمة الله وبركاته
خادم الإنسانية
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات