تيسير النجار .. من يتحمل المسؤولية ؟


كتب ايهاب سلامة - من المعيب في حق الدولة الاردنية، ان يمضي قرابة شهرين على توقيف مواطن اردني، وزميل اعلامي، دون تمكن الحكومة من معرفة مصيره حتى اللحظة، الامر الذي يؤكد ضعف وزارة خارجيتنا التي تتبجح أنها ملكت ناصية الدبلوماسية بأسرها.

كشف مصير الزميل تيسير النجار، امتحان يفترض انه بسيط للحكومة ، ولمؤسسات المجتمع المدني، الذين فشلوا فيه جميعاً، ورسبوا في اجتيازه، بل وعرّى توقيفه هشاشة مؤسسات كنا نعتقد لحظة انها قطعت شوطاً، لنكتشف انها هزيلة كمواقفها التي لم نر منها شيئاً حتى اللحظة.

ولو كان الامر بالعكس، وأوقفت السلطات الاردنية صحافياً أجنبياً أو عربياً، لأقيمت الدنيا على توقيفه ولم تقعد، بل وتطايرت بيانات المراكز الحقوقية العابرة للقارات، وطرّزت اخبار الشجب والاستنكار والادانة وسائل الاعلام، بل وهوجمت الحكومة الاردنية وأجهزة الدولة بكل شراسة.

فلماذا هذا الفصام والتفريق المقيت بالتعامل بين ما هو اردني أولى بالمواقف والافعال المشرفة، وبين ما هو غير أردني يستميت البعض بالدفاع عنه وتسجيل المواقف ؟.

وبغض النظر عن سبب توقيف الزميل النجار، فالاولى أن تتمكن الحكومة وخارجيتها وسفارتها في ابوظبي، الذين يبدو انهم لا يعلمون شيئاً أكثر مما يعلمه "سائق تاكسي" عن ذات القضية، من اتخاذ الاجراءات الكفيلة بكشف مصيره منذ اسابيع من الان، لا أن يظل سؤال مصيره عالقاً عصياً عن الاجابة ؟.

"بعض" الجهات والاشخاص من اصحاب انصاف المواقف وأرباعها، اعلنوا في صالوناتهم المغلقة عن خشيتهم من انعكاس قضية النجار، على مئات الاف الاردنيين العاملين في دولة الامارات (!)، وهو مبرر العاجز المتخاذل.. فالقاصي والداني يعلم مدى العلاقات التاريخية التي تربط الاردن ودولة الامارات الشقيقة، ويدرك أواصر العلاقات التي تجمع الشعبين الشقيقين، ونموذجيتها، ويعلم كذلك أن الاردنيين في دولة الامارات، انما هم ضيوف لدى اشقائهم هناك، يبنون ويسهمون في اعمار دولة عربية شقيقة، بكل تفان واخلاص، ديدن الاردنيين جميعهم ومعدنهم.

ثقتنا من بعد الله، بالسلطات في دولة الامارات العربية الشقيقة، أنه لا يضام عندها احداً، خاصة ان كان اردنياً، نظراً للعلاقات التي تحمل طابعاً خاصاً واستثنائياً بين الشعبين والحكومتين والقيادتين، وبالزميل النجار كذلك، الذي نحن واثقون فيه ومن اخلاقه العالية، وسلوكياته التي لم تشبها يوماً شائبة.

تيسير النجار لمن لا يعرفه، قصة عشق للاردن تجسدت برجل، ولمحبوبته عمان التي طالما تغزل فيها بكتاباته، وهو شاب دمث خلوق طيب المعشر، لم يشهد له وعليه أي من زملائه ومعارفه واصدقائه بغير ذلك.

تيسير، الذي توفي شقيقه قبل أيام بنوبة قلبية دونما يدري عن الامر حتى اللحظة، تترقب امه العجوز عودته على أحر من الجمر، وزوجته الفاضلة الفنانة التشكيلية ماجدة الحوراني، واولاده وبناته الصغار الذين دأب على نشر صورهم عبر صفحته الفيسبوكية، يترقبون طلة وجهه عليهم صبح مساء.. ونخشى ما نخشى، أن يظل هذا التقاعص الحكومي وغيره قائم بحق النجار، ويأتي يوم ويسأل فيه اولاده حكومة بلدهم .. لماذا هان عليكم أبانا ؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات