السياحة بين الواقع والخيال


اننا اليوم بأمس الحاجة الى اعادة مفهوم السياحة والتي يجب ان تتحرر وتتجرد مما علق بها من انحلال في السلوك والبحث عن المتعة الرخيصة لتبقى السياحة بأهدافها الثقافية النبيلة بعيدا كل البعد عن الانحراف ، اذ من الواجب علينا اليوم العمل على توظيفها والاستفادة منها لدعم الاقتصاد الوطني وتخفيض نسبة البطالة بين الشباب ، ان النشاط السياحي اليوم واقع ملموس والتعامل معه ودراسته والتخطيط له واجب يتفق مع منطق الحكمة ، حيث اصبحنا نرى اليوم العديد من دول العالم تعتمد على مردود دخل السياحة كمصدر أساسي في دعم الاقتصاد ، و اذ كنا اليوم قادرين على تركيز الاهتمام بالسياحة الداخلية ونموها بشكل حقيقي ستكون النتيجة الوصول الى تخفيف الإنفاق على السياحة الخارجية ، فالكثير من العائلات التي تحزم حقائبها للسفر من اجل تغيير روتين الحياة خلال السنة أو عدد من السنوات ، ستتوقف هذه الظاهرة اذ استطعنا ان نوفر لها الجو داخل الوطن ، لذلك علينا اليوم النهوض بالسياحة الداخلية من اجل جذب هذه الأعداد الكبيرة المعتمدة على قضاء اجازتها وهدر اموالها خارج الوطن بما يعود بفائدة على الاقتصاد الوطني .

اذ كانت معظم أساسيات الخدمات السياحية متوفرة لدينا على مستوى رفيع كما يصرحون القائمون على قطاع السياحة ، فان ذلك يعد عامل جذب لتخفيض التكلفة على السائح الوطني والاجنبي ، ولكن لو نظرنا بعين الواقع سنجد التنفير من خلال قطاع الفنادق والاستراحات والمطاعم بسبب ارتفاع التكاليف قد تكون تكلفة أسبوع يقضيه شخص في احدى المناطق السياحية اكثر من كلفة أسبوعين يقضيهما في أي منتجع سياحي عالمي ، هذه الحقيقة من ابرز العوائق التي تواجه نمو قطاع السياحة ، فالسائح الذي يبحث عن الراحة يبحث عن اقل كلفة لتلك الراحة خاصة في ضل الظروف الاقتصادية الراهنة ، لذلك من واجب وزارة السياحة والشركات المحلية التي تعمل في مجال قطاع السياحة النظر بجدية في قوائم الأسعار، لان ارتفاعها لا يصب في المصلحة المشتركة بين القطاعين العام والخاص ، فتخفيض الأسعار بما يتماشى مع نسبة دخل الفرد, من اهم الأسباب التي تعمل على رفع دخل قطاع السياحة ، ولكن الواقع يقول ان معظم المرافق السياحية تتماشى بنسبة دخل شخص يعيش بدولة ذات دخل مرتفع للفرد ، هل بتلك الطريقة نراهن على نمو قطاع السياحة ؟؟؟؟

كما من واجب وزارة السياحة اليوم اعادة تأهيل العديد من المناطق السياحية القابلة لجذب اكبر عدد من السائحين ، لو تسالنا فقط كم تبلغ نسبة الإيرادات العامة من المغطس بالأردن مقارنة مع عائدات اسرائيل اخذين بالحسبان اننا نعيش بحالة استقرار امني واسرائيل تعيش بحالة عدم استقرار ، الأردن يمتلك اهم مقومات الجذب السياحي عبر مناخ معتدل وكثرة الاماكن السياحية المتنوعة منها الدينية ومنها التاريخية ومنها العلاجية ومنها الطبيعية ، فلا يجوز ان يقف سوء التخطيط والتنفيذ عائقا مدمرا وهادما لهذا القطاع الذي نعول عليه الكثير لدعم الاقتصاد والميزانية التي هي بأمس الحاجة لهذه الموارد التي تكاد اقرب ما تكون مهدده بالانقراض !!

حفظ الله الأردن وملك البلاد لما فيه خير للأمة والعباد



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات