لماذا كلما سمعنا أغاني فيروز نردد من وراءها وكأننا نسمعها لأول مرة ؟ ، سؤال طرحته على نفسي صباح اليوم عندما فتحت المذياع على إحدى محطات الإذاعة المحلية ، وهي عادة لم اتمكن من التخلص منها وهي سماع الإذاعة في مطبخ منزلي كل صباح ، والشيء الملفت هنا أن جميع محطات الإذاعة المحلية الخاصة تقوم ببث أغاني فيروز في ساعات بثها الصباحية لحين بدء البرامج الإذاعي المباشر، والذي جعلني أطرح هذا السؤال بخلاف أن كلمات الأغنية التي طرحت السؤال عند سماعي لها كانت تقول " وطي الضو شويه وارجعي عليه " ، وهي هنا إشارة للعاشق من معشوقته للدلالة على أنها وصلت منزلها أو انها ماتزال سهرانة في حبه وهيامه العذري .

وكانت هناك مجموعة الاجابات لهذا السؤال أولها ؛ أن كلمات الأغاني التي غنتها فيروز كانت تراثية ومن وحي الحياة اليومية ، بل نجدها كلمات أقرب للمحكي من الكلام منه للشعر ، وأن كلمات أغاني فيروز بنية على حدوته لها بداية ونهاية ووسط ، وهنا نقارن بين نجاح بعض كلمات الأغاني في الوقت الحاضر ونجدها أتخذت من أسلوب الحكاية بناءا غنائيا وحققت نسبة جيدة من النجاح ، والإجابة الثانية هي ؛ الموسيقى التي سيطرة على ذاكرتنا منذ أيام الصبا ، ويضاف لها الصورة في الأبيض والأسود لمسرحيات فيروز ، وهنا نذكر دراسة أظهرت أن من كان يشاهد التلفاز بالأبيض والأسود ما زال يحن لتلك الصورة بالأبيض والأسود .

وعلى سبيل المقارنة بين ايام الابيض واﻷسود وايام الملون ؛ نجد ان من يتوهم العشق بايام الملون سوف يطلب من عيشقته ان تنزل قاطع كهرباء بيت اهلها وهو كي يؤكد لها على عشقه يقوم بصدم المحول الذي يزود الحارة وربما المدينة جميعها بالكهرباء ، ﻷجل ذلك قالت فيروز وطي الضو شويه وارجعي علييه .