حماة الوطن .. لكم التحية


بسم الله الرحمن الرحيم

إسترعى إنتباهي خبرا سمعته من تلفزيوننا الوطني مفاده عثور قوات حرس الحدود على طفلة مفقودة بعد أن صدرت لها الأوامر من معالي رئيس هيئة الأركان المشتركة بتكثيف البحث حتى العثور عليها وتسليمها لذويها، وإستذكرت مواقف كثيرة لهذا الجيش العربي وللقوات المسلحة الباسلة التي تقوم بأكثر من دور أولها ، ألدفاع عن الوطن وحماية حدوده من أي خطر خارجي ثمّ المساعدة بالحفاظ على الأمن الداخلي في حال لم تستطع الأجهزة الأمنية المختلفة من تحقيق ذلك ، ولكنّ هذه القوات قد تعّدى دورها هذه الواجبات لتقوم بأدوار إنسانية ليس على مستوى الوطن فحسب بل على المستوى العالمي والإقليمي ، فها هي قوات حفظ السلام الأردنية التي تشارك كجزء أساس من قوات حفظ السلام الدولية والتي يصل عددها الى القوة الثانية في هذه القوات الدولية رغم صغر حجم الجيش مقارنة بالدول العظمى ، وألتي مضى على مشاركتها مع هذه القوات ما يزيد على ربع قرن ، وفي كل يوم يزداد إحترامها والنظر إليها كجيش منضبط يؤدي المهام الموكولة اليه بمنتهى الإحترافية والإتقان حتى غدت صورة الأردن ناصعة الإشراق ،أما مستشفيات الميدان المتحركة فتتواجد في عدد من دول الإقليم لتقّدم واجبا إنسانيا نبيلا تجاه الأشقاء وألأخوة الذين يقّدرون هذا الدور ويلهجون بالدعاء الى الله أن يحفظ الأردن قيادة وحكومة وشعبا لأنهم أصبحوا ينعمون بخدمات طبية متقدمة بعد أن كانت اوضاعهم صعبة لا بل صعبة جدا . أما الخدمات التي تقدمها هذه القوات على المستوى المحلي ، فها هي أفواج المتعلمين والحاصلين على الدرجات الجامعية الأولى وحتى الدكتوراة وعلى حساب المكرمة الملكية السامية وقد تعّدت أعدادهم عشرات الآلآف وهم في غالبيتهم من أبناء اصحاب الرتب الصغيرة ألذين لا يستطيعون تدريس ابناءهم لولا هذه المكرمة ، وها هي مدارس الثقافة العسكرية المنتشرة في مختلف أرجاء الوطن والتي لا تقوم بتعليم الأبناء فقط بل تقّدم لهم المسكن والمأكل والمشرب وكل الإحتياجات الضرورية من تأمين صحي ونقل .....وهذا لعمري دور يكتب بماء الذهب لهذه القوات ، أمّا دورها في شق الطرق الزراعية والحدودية وتقديم الآليات الإنشائية اللآزمة للبلديات وقت الحاجة فذلك يشهد له الجميع ، أمّا في الظروف الجوية القاسية فتتدّخل هذه القوات بدءا من قائدها الأعلى _ جميعنا يذكر موقف جلالته وهو يقوم بالمشاركة بدفع سيارة عالقة بالثلج _ وإنتهاءا بوحداتها العسكرية المتواجدة بالمناطق ، وكم شاهدنا ناقلات جنود مجنزرة تقوم بفتح الطرق وتقديم الإسعافات اللآزمة لمحتاجيها وتقديم المواد التموينية أيضا والمشاركة في مختلف الأعمال ألتي تعيد الحياة لطبيعتها .
مهما حاولت إستذكار مواقف هذه القوات فسيفوتني منها الشيء الكثير وخاصة وأنه مضى زمن طويل وأنا متقاعد ، لكنني أجزم بأن كل أردني صادق ووفي يثّمن هذه الأدوار ويضيف عليها الكثير ، سائلا العلي العظيم أن تبقى قواتنا المسلحة الأردنية الباسلة دوما رمزا للإنضباط والنخوة والفزعة وتنفيذ الواجبات التي تشعرنا بالفخر والعِزّة ، وختاما أسأل الله أن يديم عز جلالة أبا الحسين وأن يجزيه خير الجزاء عن كل من تلّقى مساعدة أو خدمة من هذه القوات ، وليسمح لي زملائي المتقاعدين العسكريين أن أشكر معالي رئيس هيئة الأركان المشتركة على كل ما يقّدمة من ترجمة لتوجيهات جلالة قائدنا الأعلى بشأننا ومحاولة تحسين مختلف أوضاعنا أما منتسبي هذه القوات فلهم دوما التقدير والشكر والإحترام .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات