نتائج الانزلاق إلى المواجهة بين طهران والرياض .. !!


أتساءل هل فكر حكام العرب ولو بأدنى جزئية، ما الذي يمكن أن تكرسه نتائج المواجهة بين طهران والرياض ؟! ليس على مستوى المنطقة التي ما زلت دون سن الرشد السياسي للتعبير عن ذاتها ككتلة في هذا العالم الذي يتشكل اليوم أمامها وهي في غفلة من أمرها، ولكن من أين تأتي الإجابة وكل ما في السياسة العربية القائمة الآن حاكته الأيدي الغربية بثقافة ونمط يخدم مصالحها في المنطقة ، ولا يوجد في المفهوم الذاتي حتى ما يسمى تصدي معرفي أو ثقافي لغايات الدفاع عن النفس لا أكثر ، أي بيئة هذه التي تحمل شعلة فناء العالم أجمع ؟! صدقوني أنا أبحث عن الوعي الجمعي ولا أكاد أجده إلا عند هذا الجندي السوري العربي الدرزي الكردي الفارسي السني الشيعي المسيحي إلخ ، وليس من أحد غيره يدافع عن ذلك الجذر الثقافي المباح والمستباح شرعاً وقانوناً ..!!

لا أريد أن أدخل في الثقافة والمعرفة التي حكمت الكثير من التاريخ والجغرافيا ، إلا أن ما اتحدث عنه أجده ضرورة للدخول في فضاءات العنوان الذي يستحق المعرفة قبل أن يصبح واقعاً تفرض علينا ممارسته ، وقد اتبعت أمريكا في المنطقة سياسة استعمارية ذات طابع استيطاني تهدف من ورائه إلى القضاء على المقومات الحضارية الشخصية الوطنية للأمتين العربية والإسلامية، وأيضًا إخضاع شعوب المنطقة و التحكم فيها ، ولم تكتفي بزرع السرطان المتمثل بإسرائيل في قلب الوطن العربي ، بل ذهبت إلى أعمق من ذلك بكثير، من خلال الاستثمار بكافة الجوانب السياسية والعسكرية والاقتصادية والمالية والتربوية والتعليمية لصالح سياساتها ، وصولاً إلى ما تسميه الفوضى الخلاقة القائمة على إثارة الفتن الطائفية والمذهبية بين أبناء الأمة الواحدة والدين الواحد ، بالتالي يأتي مثل هذا الطرح ليشكل ولو كعنوان قراءة في استشراف مآلات المواجهة بين استراتيجيات إقليمية وعالمية و تداعياتها على الأمتين العربية والإسلامية وعلى عموم المنطقة والعالم ، لبلورة صورة أولية ، يمكن من خلالها رسم السياسات القادمة للمنطقة ، في ظل الهجمة الشرسة التي تعمل على اغتيال وتطويع العقول العربية والإسلامية ، لتكون أدوات تنفذ لكل الأجندات الصهيوأمريكية لا أكثر ضمن برنامج ما تسميه المخابرات الإسرائيلية ( حرب العقول ) ، والتي تسعى من خلاله إلى مصادرتنا من الداخل ، ومع ذلك تجدنا نثور ونراهن على التغير الاجتماعي والثقافي والسياسي ضمن إطار العقل والثقافة أولاً ، وبعد ذلك بالمقاومة ثانياً وبجميع وسائل الدفاع عن النفس ، وهنا قد يتساءل البعض كيف يطوعون العقل إلى أن يرضخ لهم ؟ فنقول : حين يصبح المذهب في الدين الواحد مبدأ يحرض على قتل الأب والأم والأخ على الصعيد الأيديولوجي ، فإن التطويع بحد ذاته يغدوا أمراً سهلاً وبسيطاً إذا ما قورن بما هو أعقد وأشمل ، وإلا كيف تطورت الحروب في منطقتنا إلى هذا الحد الذي وصل إلى حدود الانزلاق بين طهران والرياض ، وهنا أستطيع القول أن مجرد التفكير بالانزلاق نحو المواجهة بين طهران والرياض ، يعني أننا أمام كارثة إقليمية و عالمية من شأنها أن تلحق الأذى بالاقتصاد العالمي لعقود قادمة ، ومن نتائجها في تقديرنا المتواضع ليس أقل من حرب عالمية نووية ثالثة وشاملة ، وهنا لا نريد أن نعمل على تضخيم وتظهير القوة الإيرانية الحقيقية البرية والبحرية والجوية ، بل سنحاول جاهدين الحديث عكس الواقع والحقيقة ، وسنفترض ضمن هذا السياق قدرات عسكرية متواضعة جداً لإيران ، لنصل إلى حقيقة النتائج عبر القدرات الإيرانية المتواضعة المفترضة لا الحقيقية ، ولكن لماذا ؟

نعتقد أن هذا الأمر هام وهام جداً لتفهم بعض العقول التي تعبث بهذه اللعبة سواء الأدوات أو المشغلين أنها تغضب جهنم وبشكل مباشر ، والسؤال الأول : من ينكر ومن الجانب السعودي أو الأمريكي أو حتى المحايدين أن إيران تمتلك معلومات غاية في الدقة عن منشآت النفط السعودي ؟! بالطبع لا أحد، والسؤال الثاني: من يمتلك منظومة ردع صاروخي قادرة على الوقوف بوجه الصواريخ بعيدة المدى وذات القدرات التي تصيب أهدافها ولن نقول المتطورة جداً ؟! أيضاً لا أحد بما في ذلك إسرائيل، والسؤال الثالث: ماذا لو فكرت إيران ولغايات الردع ألاستباقي توجيه ضربات بالجملة لحقول النفط المستبعدة في الذهنية العسكرية السعودية والأمريكية في آن معاً ؟! السؤال الرابع : ماذا لو أن هنالك اتفاقيات ضمنية بين الروس والأمريكان على إخراج آل سعود من اللعبة الإقليمية والدولية ، على أن يكون ذلك ضمن سيناريو حرب مفترضة ، وصدقتها إيران ؟!!

وبالطبع الأسئلة أكثر من ذلك ، وأخطر بكثير إلا أننا نكتفي بهذا القدر ، لنقول لكل من يعتقد أن المناوشات بين قوتين غير متكافئتين لا تصل دائماً إلى حلول سلمية وضمن البرنامج المعد لها مسبقاً ، كما أن إشعال النار الهادئة لا يضمن لنا عدم استعارتها وحرقها الأخضر واليابس لأن الاشتعال الهادئ ترفضه الطبيعة ه فكيف بالإنسان ؟ ، إضافة إلى أن مسلسل بيع السلاح في المنطقة التي تمتلك مصانع أسلحة غدت حجة غير مقنعة ، هذا في الوقت الذي نقول فيه للأمريكان أنفسهم : ما دام أن آل سعود يقومون على تأمين مصالحكم فالصالح من تفضحونهم من ناحية وتزجون بهم في الجحيم الإيراني من ناحية ثانية ؟! سؤال برسم الحديث الأمريكي الذي يصف السعودية بالكيان الوظيفي من الناحية السياسية لصالح الأمريكان، والمتطرف دينياً لصالح المذهبية، وذلك من خلال تهيئة أرضية توريطه قانونياً وعسكرياً وسياسياً إقليمياً وعالمياً، كيف ؟! وعلى لسان الأمريكان أنفسهم وفي صحفهم ..!!

للتوضيح نقول : ماذا تسمون ما يحدث في اليمن ؟!! وهذا الرئيس المستقيل المسمى بـ عبد الهادي لا يحق له وهو على رأس عمله طلب التدخل الأجنبي عموماً سواء السعودي أو العربي أو غيره، فكيف إذا كان مستقيل أصلاً ؟! وذلك بحسب نص المادة 111 من الدستور اليمني والتي تشترط موافقة مجلس النواب اليمني ، إضافة إلى أن القانون الدولي وبحسب المادة 53 لا يسمح باستدعاء قوات أجنبية لمسألة داخلية ، مضافاً لذلك أن القانون الإنساني لا يسمح بذلك نهائياً ، إذاً : ماذا تسمون ما يحدث من قتل وإجرام وسفك للدماء البريئة ؟! أنتم تلطخون صورة آل سعود في الدم العربي المسلم ، لصالح من ؟! وما تقوم فيه السعودية والتحالف العربي يعتبر : عدوان موصوف ، والسؤال : من في تقديركم سيدفع ثمن هذا العدوان السعودية أم أنتم المشغل الأول والأخير لكل الأدوات الشرق أوسطية ؟! هنالك حساب مكشوف يا سادة وأنتم تسحبون على المكشوف ، والكلام هنا موجهة لكافة الأطراف سواء السعودية أو الخليج أو التنظيمات الإرهابية أو إسرائيل أو تركيا أو أمريكا أو كل من يدور في هذا الفلك البتر ودموي ، وضمن هذا السياق أقول للناخب الأمريكي ومن منطلق مسؤوليتنا الإنسانية والأمنية على المستوى العالمي : أنت أكبر مخدوع في العالم ، مهمتك فقط أن تدفع الضرائب لدولة لا عمل لها سوى رعاية وتمويل الإرهاب العالمي ، وإذا ما ركزت فقط على ظاهر الأمور سترى العجب ، والسؤال البسيط جداً لغايات الاستحقاق الانتخابي هو : من أكبر حليف لأمريكا وماذا يفعل هذا الحليف ؟!! ومن تستعدي دولتكم ؟ كوريا الشمالية ، وبماذا تهدد كوريا الشمالية ؟!! للإجابة: كوريا الشمالية تهدد أمريكا بالنووي، نقطة ومن بداية السطر، ماذا ستفعلون لو نفذت تهديدها ؟! صدقوني لا شيء لأنكم في حكماً ستكونون تحت الأنقاض..!!

أعود وأتساءل : إلى أين تدفعون بحكام الرياض ؟!! هذه الأسئلة ليست في ذهنيتي وإنما في ذهنية المثقف السعودي المدرك أن مثل هذه الحرب ستكون كارثية ، لا بل قيامة إقليمية وعالمية جديدة ، هذا إذا افترضنا أن القدرات الإيرانية العسكرية متواضعة جداً ، ولا تمتلك إيران الصواريخ الكافية للوصول إلى أهدافها ، والمنظومة الجوية لديها والمتمثلة بسلاح الجو قديمة نسبياً إذا ما قورنت مع سلاح الجو السعودي المتطور ، إضافة إلى محدودية القصف البحري لعدة أسباب مفترضة من ضمنها قصر مرمى النيران ، لقد افترضنا المستحيل من أجل تحجيم القدرات العسكرية الإيرانية ، ومع ذلك سيكون الأثر ألتدميري فوق تصور العقل البشري ..!!

والحق أننا نثمن عالياً كإنسانيين كل ما جاء على لسان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف للأمم المتحدة وما هو إلا غيض من فيض ، وهو وإن كان له دلالة نحو تبني إيران للنهج السلمي والعقلاني في إدارة الأزمات ، إلا أنه يتجاوز ذلك إلى المستوى الأخلاقي الرفيع في زمن الردة الإنسانية ، و مسار لعبة المصالح إن كانت هي التي تحكم حدود اللعبة الدبلوماسية بين كافة الدول ، إلا أن إيران تجاوزت ذلك لتفرض الأخلاق في السياسة ، ومع ذلك فإن مثل هذه الحقائق لا توقف حرباً ، إن كانت مواد اشتعالها متوفرة أصلاً ، سيما وأن التوتر السعودي كان حاضرا بقوة منذ توقيع الاتفاق النووي الإيراني ، لأن رفع العزلة الاقتصادية والسياسية والدولية عموماً عن إيران يعني الكثير بالنسبة للسعوديين ، وبخاصة في ظل ملفات ما زالت عالقة ولم تحسم بعد في اليمن وسورية والعراق ولبنان ، وهنا إذ نقر كإنسانيين بذلك الهيجان الشعبي الذي أدى إلى الاعتداء على مقر السفارة السعودية أو قنصليتها في إيران ، وفي ذلك تجاوز لاتفاقية فيينا لسنة 1961 والتي تنص في جزء منها ـ على أن مباني الهيئة الدبلوماسية تتمتع بالحرمة وليس لممثل الحكومة المعتمد لديها الحق في دخول مباني البعثة إلا بموافقة رئيس البعثة ـ إلا أننا نعود و نتساءل ماذا تسمون ما يحدث في اليمن ؟!!

المسألة في تقديرنا غدت أكبر من كل الأدوات ، وإذا ما اندلعت الشرارة الأولى للحرب لن يبقى هنالك شيء أسمه خليج أو سعودية أو إسرائيل ، وهنا لا بد من توضيح نقطة غاية في الأهمية وهي أن الإيراني لا يستطيع أن يقنع العربي المسلم بالحرب على السعودية إذا لم يضرب إسرائيل ضربات موجعة للغاية ، لا بل ضربات ربما أسميها وجودية ، نعم وهو ملزم بفعل ذلك إذا ما فكر مجرد تفكير في الحرب على السعودية ، ما يعني أن السعودية وضمن هذه السلوكيات تعود بإسرائيل ليس فقط إلى المربع الأول ، بل إن نقطة ما قبل البدء في الفكرة الجنونية والمتمثلة بوجود إسرائيل في المنطقة ، وفي الوقت الأخطر عليها أمنياً وعسكرياً وسياسياً وعسكرياً ، وللفهم والتفهم أكثر علينا أن نعود إلى تصريحات أوباما في البيت الأبيض قبل سنة ونصف لندرك كيف أن السعودية تحرق مراحل لإسرائيل من حيث لا تحتسب أو تدري ، كيف ؟!

قال اوباما : الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ليس الوحيد في المنطقة ، وإنما اكتشفنا أن هنالك صراعات أخرى ، إذاً فعلياً على الأرض تحقق إنجاز لإسرائيل لم تكن تحلم فيه ، حيث تحول الصراع في المنطقة ليأخذ مسميات ومضامين وعناوين لا علاقة لها بإسرائيل ، وخسارة مثل هذه المنجز تعتبر طامة كبرى بالنسبة لإسرائيل ، لأن هذا الأمر كلف مليارات وعشرات السنين من التفكير والتخطيط ، وخسارته شيء خارج عن طاقة إسرائيل في ظل ثورة السكين وما أدراك ما ثورة السكين ؟! ثورة تمظهر أمامنا فشل الكيان الإسرائيلي أمنياً وعسكرياً وسياسياً لا فشل الحكومة الإسرائيلية فقط ، ـ وهذا ما تحاول أن تظهره لنا الآلة الإعلامية الإسرائيلية ـ ثورة يقوم فيها آلاف الشباب الفلسطينيين من غير التابعين لأحد ، نتحدث عن ثورة بلا رأس ، وهي من أخطر الثورات في العصر الحديث ، وليس من علم أمني ولا عسكري في العالم يستطيع أن يتعامل معها ، لأنك حقاً تحارب أشباح ..!!

إذاً المنطقة ذاهبة إلى دمار شامل حتى إذا تم محوا إسرائيل من على الخارطة ، في حالة الانزلاق للمواجهة بين طهران والرياض ، فما الحل إذن ؟ المشكلة أن أمريكا تظن أنه وبعد القضاء على الإرهابيين لن يعود لها أية كلمة في المنطقة ، وإذا كان هذا تفكير الأمريكان أنفسهم فما بالك في التفكير السعودي والتركي ومن يدور في فلكهم ؟! وإلا كيف وجدت نفسها السعودية التي تعتبر قبلة المسلمين في توافق إستراتيجي مع العدو الإسرائيلي، وبجميع الملفات اليمنية والسورية والعراقية واللبنانية وفي محاربة المقاومة ..!! ويأتي من يتساءل كيف تتعقد الأمور إلى درجة التراكب والتداخل ، أمريكا غير جادة في الحلول وتريد أن تبقى حرب باردة بين طهران والرياض ، لكي تقطف دائماً الثمار وتلعب على الحبلين ، وتسقط من تريد بحسب زعمها وترفع من تريد ، وكأنها ظل الله على الأرض ، كيف ؟!

أما لكل من يحاول تحويل الصراع الإيراني السعودي إلى سني شيعي نقول : احذر من نتائج الانزلاق إلى المواجهة بين طهران والرياض ؟!! وأعلم أن حقائق المسألة العالمية تتجاوز الدين لا الخلافات المذهبية فقط ، وليس من مشكلة لي أنا المسلم مع البوذي والسيخي ما دام أنه لا يؤذيني ، فكيف مع المسلم الذي يقول ـ لا إله إلا الله محمد رسول الله ـ القضية في الأساس هي صراع وجود مع إسرائيل، أي لا دين فيها ولا حدود ، وإلا كيف لي أن أستوعب ضرب السعودي لليمني المسلم المسالم ، وقتله وتشريده في أرضه ، كيف ؟!! خادم الإنسانية . مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات