الكواره ..


قد يختلط اللفظ على بعض ساكني عمان من ابناء القرى الاردنيه ممن ولدوا في عمان بحكم عمل الأب, مع المكموره وهي أكله شعبيه اردنيه شمالاتيه لا اريد أن أسهب في وصفها,, اما الكواره فهي بنك الاحتياط الأسري في اربعينيات وخمسينيات القرن المنصرم خصص لحفظ القمح,, لها فتحه علويه واسعه من خلالها يسكب القمح بعد حصاده ودرسه وتذريته وغربلته, وفتحه من اسفل الكواره يتم السحب منها على مبدأ الصراف الآلي..تكون في زاوية البيت والبيت كان عباره عن غرفه واحده هي للنوم وهي للمعيشه وفيها كان الاطفال يستحمون واحيانا للضيوف إن كانت الظروف على قد الحال..

اليوم وقد تطور الحال فلم يعد هناك حاجه للكواره لطالما لم نعد نزرع القمح , بل نستورده من بولندا او رومانيا او يأتينا على شكل مساعدات من امريكا بعدما لم يعد صالح للاستهلاك البشري.. وكم تم رفض بعض الشحنات المستورده لعدمة مطابقتها للمواصفات لاختلاطها بالعفن والقوارض,,فليس هناك لربما الا قله قليله من ابناء الباديه والريف البعيد ممن يطحنون ويعجنون ويخبزون, اما الباقي فيحصل على الخبز جاهزاً من المخابز..بمعنى ليس هناك من بيت في احتياطه ولو شوال طحين لوقت زنقه.

اما كوارة الدوله فتعتمد على الصوامع والتي لديها مخزون استراتيجي لربما يكفي ستة أشهر على أحسن تقدير,,تزود منها المخابز على امتداد خارطة الوطن ضمن معادله يصعب فهمها كما معادلة تسعير المشتقات النفطيه, وهناك من يتاجر في الطحين في اسواق سوداء كما نسمع, لكن ما الذي اوصلنا لنحتاج رغيف الخبز ذو المنشأ البولوني او الروماني ولدينا سهول شاسعه أجدبت بفعل فاعل, اين وزارة الزراعه؟؟ لماذا لا يتم دعم المزارع الاردني وتشجيعه بشراء محصوله بسعر تفضيلي اذا ما زرع القمح؟؟ غورنا يشكو الصقيع وقلة الماء ولو امتلكه غيرنا لكان سلة غذاء تكفي عشرات الملايين ونحن نشتري البندوره بسعر لربما قريب من سعر الدواجن !!

هناك سياسات ممنهجه لعدم تمكين المزارع من منافسة آخرين نستورد منهم , والوزاره المعنيه تغض الطرف عن بعض المستوردين لمنتجات بامكان مزارعنا انتاج ما هو افضل منها, يغرقون الاسواق بالمنتجات الاسرائيليه وغيرها لوجود هوامش ربحيه أعلى,, لضعف الانتماء ولعدم وجود رقابه من قبل الدوله,, نعم نحن دوله زراعيه في المقام الأول ولدينا كل المقومات لانجاح التجربه وتميزها لماذا نتجه للصناعه مثلاً ولا نستطيع ان ننافس الدول الصناعيه في ظل محدودية السكان وضعف التصدير الا لمن يجلس في برج عاجي فوق القانون..فيستطيع التصدير او المبادله بمنتجات يحتاجها السوق الاردني.

لقد حاولنا ان نتجاوز امكانياتنا فاتجهنا الى صناعات هناك من سبقونا في المجال عشرات السنين, كما الغراب عندما حاول تقليد مشية الطاؤوس فلم يستطع لكنه نسي مشيته..لنركز على الزراعه ولنطورها ولنفتح الاسواق للمنتجات العالية الجوده حينها سنأكل مما نزرع..حمى الله الوطن



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات